قال تعالى: "تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا" [الأحزاب:51]. قال تعالى: "قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ" [١٢٨ الأنعام]. اقرأ أيضًا: هل يجوز قول علي عليه السلام هل الهاء في كلمة مثواه تعود على المولى عز وجل؟ هذا التساؤل أيضًا انتشر في الآونة الأخير، فالكثير حرم لفظ مثواه عند الدعاء للمتوفى لزعمهم أن الهاء في كلمة مثواه تعود على الله وليس المتوفى، ولكن الواقع عكس ذلك تمامًا. هل يجوز قول مثواه الجنة تعزيز منتجاتنا شركة. فنحن جميعًا بين إصبعين من أصابع المولى عز وجل وهو القادر على كل شيء ونحن الضعفاء إليه، فلا يجوز أن نقول ذلك، أما فيما يخص هل يجوز قول مثواه الجنة فأكدت در الإفتاء والأزهر الشريف على إجازة ذلك ولا ضرر منه. اقرأ أيضًا: هل يجوز ذكر الله على جنابة وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا وأجبنا على استفساركم هل يجوز قول مثواه الجنة بشيءٍ من التفصيل وبالدلائل من القرآن الكريم، ونرجو منكم مشاركة هذا المقال ليستفيد غيركم ولا يقعوا في المعصية.
لا يجوز قول جعل مثواه الجنة ولكن يفضل ان نقول جعل مأواة الجنة لأن المثوي مكان النار
من الجدير بالذكر أنه لا يجب أن ننصاع إلى الأحاديث الدائرة على مواقع السوشيال ميديا ونصدقها على الفور، يجب أن نتأكد أولًا ونبحث خاصة إذا كان الأمر متعلق بالدين والعقيدة.
كلمة مثوى مأخوذة من مادة (ث و ي) و( ثوي) تعني في مضمونها توطن المكان وأقام فيه، كما قال تعالى: (وَمَا كُنتَ ثَاوِيٗا فِيٓ أَهۡلِ مَدۡيَنَ تَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ) أي ما كنت مقيماً فيهم، ومن ذلك أيضاً قوله في شأن يوسف عليه السلام: ( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) وقوله: ( إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مثواي) المراد أكرمي إقامته معنا فلا يكون مهاناً، وأحسن مثواي معناه إن صاحب الدار والذي هو سيد قومه في مصر أحسن إقامتي معكم بتقدير واحترام، وعبر عنه بقوله: ( إنه ربي) أي صاحبي أو سيدي، فخيانته مع هذه المعطيات تكون أشد قبحاً وأشنع فحشاً. أما ورود مثوى في وصف جهنم فذلك لأنها تعني الحبس إذ لا توجد فيها حركة نعيم وراحة تنقل بل كل ما فيها جحيم وعذاب أليم، عياذاً بالله، قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)، أي فإن كانوا في الدنيا يتحركون بحرية ويتنعمون بملذات الحياة كما ترعى الأَنْعَام في الواحات الخضراء لكنهم في الآخرة تكون النار محل حبس وتقييد لهم. ومما يدل على أن المثوى هو المكان والسكن قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، أي يعلم ( متقلبكم) كل تحركاتكم وترحالكم وتنقلاتهم، ويعلم ( مثواكم) إقامتكم وسكونكم وبياتكم.
( انظر تفسير النسفي ، 2 / 102). فالمثوى والمأوى يؤديان نفس المعنى وهو الاستقرار والاقامة سواء في الجنة أم النار. والذي يقول أنّ المثوى تستخدم للإقامة في النار فقط وأما المأوى فلأهل الجنة كلامه مردود بدليل ما سبق من قوله تعالى في سورة يوسف {إنه ربي أحسن مثواي} كما أنه قد ورد استعمال كلمة المأوى لأهل النار أيضاً. كقوله سبحانه وتعالى: ⟨⟨فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ⟩⟩ ﴿39 النازعات﴾ قال النسفي في تفسيره: المأوى يعني المرجع. ( 3 /599) وكقوله تعالى " ⟨فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ⟩⟩ ﴿16: الأنفال﴾ قال ابن كثير في تفسيره: أَيْ مَصِيرُهُ وَمُنْقَلَبُهُ ( تفسير ابن كثير 4 / 24) وفي نهاية المطاف نحذّر من المسارعة والحماسة المندفعة في تخطئة المسلمين في أفعالهم وأقوالهم واخراجهم عن جادة الصواب وأخذ الكلام على محمل الخطأ وإن احتمل الصواب. هل يجوز قول اللهم اجعل مثواه الجنة - إسألنا. قال الإمام الزرقاني رحمه الله تعالى في مناهل العرفان: " ولقد قرر علماؤنا أنّ الكلمة إذا احتملت الكفر من تسعة وتسعين وجها ثم احتملت الإيمان من وجه واحد حملت على أحسن المحامل " ( مناهل العرفان ، 2 /35) والله تعالى أعلم المجلس الإسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني ( 48) عنهم: أد.