عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم، ونحن نهوى الموسر، فقال صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. قال المناوي في "فيض القدير" بعد ذكره لهذا الحديث: إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة، كذا ذكر الطيبي، وأفصح منه قول بعض الأكابر، المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلاً. لم يرى للمتحابين مثل النكاح عند الشيعة. فليس من العيب أن يميل قلب الشاب ناحية فتاة، وكذا الفتاة لا لوم عليها أن يميل قلبها ناحية شاب، ما دام ذلك مغلفًا بأهداف ونوايا طيبة، على أن يتوج هذا الحب في النهاية بالزواج، وإن كان هذا لا يعطيهما الحق في التمادي في العلاقة خارج هذا الإطار، أو أن يكون هناك تلاعب بالمشاعر، أو الغرض منه التسلية ليس إلا. والخطوبة هي أكبر دليل على صدق النية والمشاعر، ما دامت تفضي إلى الزواج، لكن ذلك محكوم بضوابط، فلا يتقدم أحد لفتاة يعرف أنها مخطوبة، فالنبي الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك؛ فعن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض".
فإنه من حق كل من الزوجين أن يرى الآخر ويوافق عليه لتكون مسيرة الحياة بينهما مودة ورحمة، وتأتي ثمرتها المطلوبة من الاستقرار النفسي والقلبي والعقلي. رتبة حديث لم ير للمتحابين مثل النكاح - إسلام ويب - مركز الفتوى. يقول الشيخ محمد الغزالي: "إن الزوج والزوجة إنسانان متكافئان في الحقوق والواجبات، ومع صدق العاطفة يكون الرجل ملكًا مطاعًا نافذ الكلمة، ووسيلته في ذلك الوفاء والإخلاص والحب". ويصف الزواج بأنه "شركة مادية وأدبية"، والأسرة بأنها "الكهف الوحيد الذي يجمع بين رجل وامرأة، ومن ثم فإن تكوينها دين، والحفاظ عليها إيمان، ومكافحة الأوبئة التي تهددها جهاد، ورعاية ثمراتها من بنين وبنات جزء من شعائر الله، فالزواج ليس عشق ذكر لمفاتن أنثى..! إنه إقامة بيت على السكينة النفسية والآداب الاجتماعية، في إطار محكم من الإيمان بالله والعيش وفق هداياته، والعمل على إعلاء كلمته وإبلاغ رسالاته".
ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلافالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر ـرضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأماأن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة. اهـ. وهذا المحذور الذي ذكرهوالمتعلق بتجاوز حدود الله تعالى بين المتحابين مما ينبغي التنبه له.