الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ shams حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد. الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه. الرد على من يقول النساء ناقصات خزانات. نشكر بتنا الفاضلة على تواصلها مع الموقع ونشكر لها هذه الشجاعة في طرح هذه المفاهيم، وهذه الأسئلة، ونبين لها أن هذه الأُغلوطات، وهذه المفاهيم لا توجد إلا في عقول من يرددوها ومن يتكلموا بها. هذه المعاني لم ترد أصلاً في عقل عائشة، ولا في عقل صفية، ولا في عقل حفصة بنت سيرين، ولا في عقل سبعة عشر شيخة للإمام الشافعي، ولا في عقل إحدى وعشرين شيخة تتلمذ عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية. ولذلك أنا أريد أن أقول: ينبغي أن توضع مقاييس الشرع ومعايير الشرع في الإطار الذي جاءت فيه، ونحن - بكل أسف - لا زلنا نتعامل مع المرأة كما كان ذلك قبل الإسلام، وهذا خطأ ونقطة أرجو أن أنبه لها، فإن الناس دخلوا الإسلام وأصبحوا الهنود يعاملون المرأة كما كانوا يعاملونها قبل الإسلام، ودخل العرب الإسلام لكنهم ظلوا في كثير من الأحيان يتعاملون مع المرأة بشريعة أبو جهل، ودخل الهنود الإسلام وظلوا يتعاملون مع المرأة بشريعة الهندوس. لكنني أريد أن أقول: ينبغي أن تكون العودة إلى النبع الصافي، إلى هدي النبي -صلى عليه وسلم- الذي لم يُوجد تكريم للمرأة كما وجد في عصره وعهده، فالمرأة قبل الرسول وبعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما نالتْ التكريم الذي نالته في صحبة رسولنا - عليه صلاة الله وسلامه - الذي اقتضتْ حكمة الله أن تكون والدته من البنات، فأكرمهنَّ وأحسن إليهنَّ.
أَلَمْ يقل النبي صلى الله عليه وسلم لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن-: ويحك يا أنجشة! رويدك سوقك بالقوارير. قال أبو قلابة: فتكلّم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بها بعضكم لَعِبْتُمُوها عليه ، قوله: سوقك بالقوارير. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم قال أنس: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير. يعني ضعفة النساء فهذا من باب الوصية بالنساء لا من باب عيبهن أو تنقّصهن قال النووي: قال العلماء: سمّى النساء قوارير لضعف عزائمهن ، تشبيهاً بقارورة الزجاج لضعفها وإسراع الانكسار إليها. وقال الرامهرمزي: كنّىعن النساء بالقوارير لِرِقّتهن وضعفهن عن الحركـة ، والنساء يُشَبَّهْنَ بالقوارير في الرِّقّة واللطافة وضعف البنية. الرد على من يقول النساء ناقصات عزل خزانات. ( نقله عنه ابن حجر في فتح الباري) إن نص الحديث – كما في الصحيحين –: استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خُلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء. أين أنتم من هذه الوصية بالنساء ؟؟ افتتح الحديث بقوله: استوصوا بالنساء واختتم الحديث بقوله: فاستوصوا بالنساء.
وهنا وفي زمننا هذا قد يكون الشاهدة متحصصة في القانون، وهناك نساء درسن الاقتصاد والتجارة والبيوع، وهناك سيدات أعمال، وقد يكون الشاهد الرجل ليست لديه خبرة في التجارة أو قد يكون أميا لايعرف الكتابة ولا القراءة. هنا من حق القاضي تغليب خبرة المرأة الشاهدة ان استوثق من عدالتها فيأخذ بشهادتها (منفردة) في القضية المعينة دون شهادة الرجل، فالأمر كله متروك للقاضي عند تقدير الشهادة، فإذا تعادل الرجل والمرأة في كل شيء فمن جرب العمل في المجال المعين تكون شهادته أرجح، وقد يحتاج مجال بأن يؤكد أحد الذكور آخر. ما هو الرد على كلمة النساء ناقصات عقل - موقع فكرة. وأيضا قد تكون الشاهدة طبيبة نساء وولادة فتعرف عندئذ هل ولد الجنين ميتا أم ولد ثم مات بعد فترة، وهذا يترتب عليه تفاصيل في أنصبة الميراث، وقد كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عند أداء الشهادة يقيم ويحكم على الخصوم وان كان أحدهم ألحن بحجته من الآخر. فهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم إلا الظاهر، وقد يقع الظلم على طرف بسبب شاهد رجل كان أو امرأة، لذلك أنذر الشهود بالعذاب الشديد يوم تقوم الساعة وتنصب الموازين بالعدل بين يدي الله. وإلى اللقاء ان شاء الله في المقال/الخاطرة 28 بحول الله وتوفيقه.
وأيضًا لو وقفنا مع الحديث فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال هذا الحديث (ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهبُ لِلُبِّ الرجل الحليم من إحداكنَّ) هذا قاله في يوم عيد، قاله وهو يخاطب النساء في يوم بهيج، قاله - عليه الصلاة والسلام - قال هذا الكلام والنساء يتسابقن في البذل والصدقة. وأيضًا لم أكملنا الحديث (أذهبُ للُبِّ الرجل الحليم من إحداكنَّ) ودائماً نحن نقول: هل الأشطر والأذكى والأفهم هو الحليم؟ أمِ التي تذهب بلبِّ الرجل؟! إلى كل من يقول عن النساء أنهن ناقصات عقلٍ ودين - مدونة لاكي. فإذن نحن عندما نقول (ناقصة عقل) لا يعني ذلك ليس لها عقل وأنها مجنونة، هذا غير صحيح، وكثير من الأحكام الشرعية أخذها الصحابة من أمنا عائشة - رضي الله عنها - ولذلك ينبغي أن تُفهم هذه النصوص في إطارها. والإسلام ما منع نُسيبة من نصر الإسلام، ولا منع صفية من قتل اليهود والدفاع عن الإسلام، ولا منع عائشة من تعليم الصحابة – عليهم من الله الرضوان - ولم يمنع خولة بنت الأزور من أن تجاهد وتنصر وتشارك، ولم يمنع أسماء بنت يزيد التي قتلت تسعة من رجال الروم وهي تدافع عن الإسلام في قيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنهم وأرضاهم -. فلستُ أدري من أين جاءت هذه المفاهيم السالبة الموجودة في مجتمعاتنا، والتي ربما ضخمها البعض وركز عليها وعزل المرأة لأجلها.
لماذا يقال ان النساء ناقصات عقل ودين