هل مال الولد ملك للأب، وما صحة حديث (أنت ومالك لأبيك) وما معناه؟... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي - YouTube
على كل حال هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به، ولكنه مشروط بما ذكرنا، فإن الأب ليس له أن يأخذ من مال ولده ما يضره، وليس له أن يأخذ من مال ولده ما يحتاجه الابن، وليس له أن يأخذ من مال ولده ليعطي ولداً آخر، والله أعلم.
أما بالنسبة لنفقة الوالد على ولده فإنه يتعين على الوالد أن ينفق على أولاده بالمعروف، وأن يسوي بينهم في العطية، ولا يتقصد التمييز بينهم إلا لحاجة ومسوغ، كأن يكون التمييز لزمانة أو لفقر وعيلة ونحوه، فإذا مرض أحد أبنائه فطببه وأنفق على ذلك مالا فلا يلزمه أن يخصص لبقية أولاده ما يوازي نفقة ولده المريض، بل يعطي لكل واحد من ولده حاجته، فمن احتاج إلى التزويج زوجه، ومن احتاج إلى العلاج عالجه، ومن احتاج إلى المواساة لفقره وعيلته واساه، ولا يلزمه ذلك بالنسبة لبقية أولاده الموسرين وهكذا. ولا يخفى من نبرة سؤالك شكايتك من تصرفات بعض الآباء، ولا ننكر أن في الواقع في بعض الأحيان ما يسوغ مثل هذه الشكاية، ولكن الذي لا يفوتنا التأكيد عليه هو عظم حق الوالد على ولده، وأن الله قد قرن شكره بشكر الوالدين، وأمر بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته مباشرة، وأن عقوقهما من الكبائر، وأنه مهما بذل الولد من إحسان إلى والديه فلن يبلغ عشر معشار ما يجب عليه تجاههما، ونسأل الله التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم Post Views: 172 تاريخ النشر: 15 يناير, 2012
هذا، وقد ذكَر الزمخشري في "الكشاف" [2] أخبارًا مؤثرة وإنْ كانت لا تصحُّ عند المحدِّثين، فذكر سعيد بن المسيب قال: "إنَّ البارَّ لا يموت مِيتةَ سوءٍ". وذكر أنَّ رجلاً قال لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إنَّ أبويَّ بلغا من الكبر أنِّي ألي منهما ما وليا منِّي في الصِّغَر، فهل قضيتهما؟ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا؛ فإنهما كانا يَفعَلان ذلك وهما يُحِبَّان بقاءَك، وأنت تفعَل ذلك وأنت تريدُ موتهما)). وذكَر الزمخشري أنَّ رجلاً شكا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أباه وأنَّه يأخُذ ماله، فدعا به، فإذا شيخٌ يتوكَّأ على عصا، فسأله، فقال الشيخ: إنَّه كان ضعيفًا وأنا قوي، وكان فقيرًا وأنا غني، فكنت لا أمنعه شيئًا من مالي، واليوم أنا ضعيفٌ وهو قوي، وأنا فقيرٌ وهو غني، ويبخل عليَّ بماله، فبكى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال: ((ما من حجرٍ ولا مدرٍ يسمع هذا إلا بكى))، ثم قال للولد: ((أنت ومالُك لأبيك، أنت ومالُك لأبيك)). حديث أنت ومالك لأبيك - إسلام ويب - مركز الفتوى. وذكر عن ابنِ عمرَ - رضِي الله عنهما - أنَّه رأى رجلاً في الطواف يحمل أمَّه ويقول: إِنِّى لَهَا مَطِيَّةٌ لاَ تُذْعَرُ إِذَا الرِّكَابُ نَفَرَتْ لَا تَنْفِرُ مَا حَمَلَتْ وَأَرْضَعَتْنِى أَكْثَرُ اللهُ رَبِّى ذُو الْجَلَالِ أَكْبَرُ فقال: أتراني جازَيْتها؟ قال: لا، ولو زفرة واحدة.
[1] ذكر هذه الأبيات صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ونصها عنده: غذوتك مولودا وعلتك يافعا تعل بما أدنى عليك وتنهل إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهرا أتململ تخاف الورى نفسي عليك وإنها لتعلم أن الموت حتم حق موكل كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيني تهمل فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ماكنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما جار المجاور يفعل
( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ( 67) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ( 68)) ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) والحنيف: المائل عن الأديان كلها إلى الدين المستقيم ، وقيل: الحنيف: الذي يوحد ويحج ويضحي ويختن ويستقبل الكعبة.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) قوله تعالى: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين نزهه تعالى من دعاويهم الكاذبة ، وبين أنه كان على الحنيفية الإسلامية ولم يكن مشركا. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما - الجزء رقم2. والحنيف: الذي يوحد ويحج ويضحي ويختتن ويستقبل القبلة. وقد مضى في " البقرة " اشتقاقه. والمسلم في اللغة: المتذلل لأمر الله تعالى المنطاع له. وقد تقدم في " البقرة " معنى الإسلام مستوفى والحمد لله.
( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) أعلم تعالى براءة إبراهيم من هذه الأديان ، وبدأ بانتفاء اليهودية; لأن شريعة اليهود أقدم من شريعة النصارى ، وكرر لا لتأكيد النفي عن كل واحد من الدينين ، ثم استدرك ما كان عليه بقوله ( ولكن كان حنيفا مسلما) ووقعت " لكن " هنا أحسن موقعها ، إذ هي واقعة بين [ ص: 487] النقيضين بالنسبة إلى اعتقاد الحق والباطل. ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما | الشيخ متولي البراجيلي - فيديو Dailymotion. ولما كان الكلام مع اليهود والنصارى ، كان الاستدراك بعد ذكر الانتفاء عن شريعتهما ، ثم نفى على سبيل التكميل; للتبري من سائر الأديان كونه من المشركين ، وهم: عبدة الأصنام ، كالعرب الذين كانوا يدعون أنهم على دين إبراهيم ، و كالمجوس عبدة النار ، و كالصابئة عبدة الكواكب ، ولم ينص على تفصيلهم ، لأن الإشراك يجمعهم. وقيل: أراد بالمشركين اليهود والنصارى; لإشراكهم به عزيرا و المسيح ، فتكون هذه الجملة توكيدا لما قبلها من قوله ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) وجاء: من المشركين ، ولم يجئ: وما كان مشركا ، فيناسب النفي قبله ، لأنها رأس آية. وقال ابن عطية: نفى عنه اليهودية والنصرانية والإشراك الذي هو عبادة الأوثان; ودخل في ذلك الإشراك الذي تتضمنه اليهودية والنصرانية ، وجاء ترتيب النفي على غاية الفصاحة ، نفى نفس الملل ، وقرر الحال الحسنة ، ثم نفى نفيا بين به أن تلك الملل فيها هذا الفساد الذي هو الشرك ، وهذا كما تقول: ما أخذت لك مالا ، بل حفظته.
قال: لا أحتمل من لعنة الله شيئا ، ولا من غضب الله شيئا أبدا ، وأنا أستطيع ، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا ؟ فقال له نحوا مما قاله اليهودي: لا أعلمه إلا أن يكون حنيفا. فخرج من عنده ، وقد رضي الذي أخبراه والذي اتفقا عليه من شأن إبراهيم ، فلم يزل رافعا يديه إلى الله وقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم. [ ص: 496] أخبرنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري:
- الكتاب يتناول نشأة وتطور دولة الأولياء والمشايخ وأشارت الكاتبة إلى أن الكتاب يتناول أيضا نشأة وتطور دولة الأولياء والمشايخ الذين صنعوا عالما من الأوهام والأكاذيب ، الكرامات والخزعبلات التي وقرت في الصدور وأقرتها كتاب السير والمناقب ، وكيف تلقفهم الساسة في بعض الفترات التاريخية ليروضوا بأفكارهم عقول الرعية ، وكانت البداية على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي مرورا بالمماليك ثم العثمانيين الذين كانت ألوية التصوف تسبق رايات جيوشهم تمهد لهم العقول كى ترضخ.
ويؤخذ من قوله -تبارك وتعالى-: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ هذا يدل على تفاوت الناس في القُرب والبُعد، فأقرب الناس إلى إبراهيم وأولى الناس به هم أتباعه حقيقة على دين الإسلام والحنيفية والتوحيد الخالص، وهذا النبي -عليه الصلاة والسلام-، والذين آمنوا به، وصدقوه، فأخرج ذلك كل من لم يؤمن من اليهود والنصارى، وطوائف المشركين على اختلاف مللهم.
واستقر الإسلام كعقيدة مصفاة، وصار الإسلام علما على الأمة المسلمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي التي لا يُستدرك عليها لأنها أمة أسلمت لله في كل ما ورد ونزل على محمد صلى الله عليه وسلم. لذلك قال الحق: {إِنَّ أَوْلَى الناس بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتبعوه... }. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. المصدر: موقع نداء الإيمان موضوعات متعلقة: - تفسير الشعراوي لدرجة الجدال الغير مبرر وخطورته - تفسير الشعراوي لسبب الجدال على نبى الله إبراهيم - تفسير الشعراوي للكلمة التى توحد أهل الكتاب - تفسير الشعراوي عقاب الله للمفسدين - تفسير الشعراوي لحقيقة القصص القرآنى محتوي مدفوع