ولعلّ التعبير بالطغيان عن واقع فرعون، كأساسٍ لحركة الرسالة في خطاب الله لموسى، يوحي بأن المسألة ليست مجرد الفرد الذي ينحرف في فكره وعمله، ولكنها مسألة التأثير السلبي على حياة الناس في ما يمثله الطغيان من معنى يتعلق بالناس لجهة ما يثيره من مشاكل في حياتهم. {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} وتتطهر من قذاراتك الفكرية والروحية والعملية التي علقت بكيانك كلّه، فأصبح فكرك يحمل قذارة الكفر، وتلوّثت روحك بقذارة التكبر والتجبر، وأحاطت بعملك أقذار الظلم والطغيان. وهكذا كانت رسالته إليه تتحرك بأسلوب الإثارة الإيحائية التي تأخذ معنى الصدمة القاسية بأسلوبٍ هادىء، فلم يكن فرعون لينتظر أن يخاطبه شخص مثل موسى(ع) ليحدثه عن الوحل الذي يغرق فيه، وعن الطهارة التي يدعوه إليها، ولكنها ـ في الوقت نفسه ـ قد تثير بأسلوبها الهادىء بعض الحيرة في نفسه، وبعض الشك في فكره، ليراجع أوضاعه من خلال الكلمة ـ الصدمة ـ لأنها جاءت في معرض الطلب الهادىء الخالي من عنصر الإثارة الذي يفتح القضية كما لو كانت شيئاً يتسلم زمام المبادرة فيه ليقوم به بإرادته، الأمر الذي يبتعد عن أسلوب الفرض، فلا يتنافى مع طبيعة الكبرياء في ذاته.
إنه اللاشيء عندما يسكن نفوس البشر أفرادا وجماعات ومجتمعات، حينها فقط ينطق هذا اللا شيء بصوت عالي "أنا ربكم الأعلى ولكن! أنتم من اخترتموني ولم يكن إعلامي وأشياعي سوى شياطيناً يزينون لكم الطريق". ثم عن إرادة واعية، يجرهم هذا اللاشيئ إلى النهايات الحتمية المقيتة، وما زالوا يصفقون ويطبلون ويهللون، رغم أنهم لو نظروا للعالم لوجدوا أنفسهم يرقصون على الأنقاض، ولم يبقى شيء لهدمه. إنه الحضيض يا سادة.. إنه الصعود على طريق الآلام. ألا بعداً لعادٍ كما بعدت ثمود.
ولم يستسلم موسى(ع) إلى هذه النظرة الفوقية الفرعونية، فأراد أن يصدم طبيعة هذا الموقف المتكبر، فقدم إليه العصا واليد البيضاء. موسى(ع) يتحدى فرعون بآيات الله {فَأَرَاهُ الآية الْكُبْرَى} التي تدل على صدقه في رسالته، في تعبيرها عن ارتباطه بالله. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} وتحدّث عن السحر في ردّه على موسى(ع)، فاعتبره ساحراً يريد أن يقلب الموقف لمصلحته بسحره، ليصل إلى السلطة تحت شعار النبوّة التي تمنحه قوّةً روحيةً كبيرةً في تأثيرها على الجماهير المستضعفة المتطلعة إلى المخلّص من خلال عالم الغيب، في توسلاتهم الخفية الغيبيّة. {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} فتولّى عن الاستمرار في الحديث مع موسى(ع)، لأنه لا يريد أن يدخل في حوار فكريّ لا يضمن لنفسه الانتصار فيه. وبدأ يخطط ويسعى للإيقاع بموسى(ع) ولإظهار ضعفه، بعد أن خيّل إليه أنه يستعمل السحر للوصول إلى هدفه، لأنّ مثل هؤلاء الجبابرة لا يتعاملون مع الناس إلا بمنطق القوّة، لأنهم لا يؤمنون بمنطق الفكر، وبأسلوب الحوار، في ما يريدون أن يتوصلوا إليه من نتائج لمصلحة امتداد جبروتهم وقوّة مركزهم. {فَحَشَرَ} الناس إلى اجتماعٍ عامٍّ في يوم الزينة الذي يجتمع الناس فيه بشكل كثيف لأنه من أعيادهم، {فَنَادَى} في الجماهير المحتشدة التي تتطلع إليه من مواقع استضعافها في خضوع الذل الذي استغرقت فيه من خلال الزمن الطويل الذي عاشوه في تجربة الاضطهاد.
يشترط الفقهاء أن يكون المال الذي تؤخذ منه الزكاة ناميًا بالفعل، أو قابلاً للنماء، ومعنى النماء بلغة العصر: أن يكون من شأنه أن يدر على صاحبه ربحًا وفائدة، أي دخلاً أو غلة أو إيرادًا – حسب تعبير علماء الضريبة – أو يكون هو نفسه نماء، أي فضلاً وزيادة، وإيرادًا جديدًا، وهذا ما قرره فقهاء الإسلام، وبيَّنوا حكمته بوضوح ودقة. قالوا: النماء في اللغة الزيادة، وفي الشرع نوعان: حقيقي وتقديري فالحقيقي: الزيادة بالتوالد والتناسل والتجارات ونحوها، والتقديري: تمكنه من الزيادة بأن يكون المال القابل لذلك في يده أو يد نائبه (حاشية ابن عابدين: 2/7 نقلاً عن البحر). حكمة اشتراط النماء قال ابن الهمام: إن المقصود من شرعية الزكاة -مع المقصود الأصلي من الابتلاء- هو مواساة الفقراء، على وجه لا يصير هو فقيرًا، بأن يعطي من فضل ماله قليلاً من كثير. والإيجاب في المال الذي لا نماء له أصلاً يؤدي إلى خلاف ذلك عند تكرر السنين، خصوصًا مع الحاجة إلى الإنفاق (فتح القدير: 1/482). بهذا يتحقق – ماديًا – قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "ما نقص مال من صدقة" (رواه الترمذي من حديث أبي كبشة الأنماري، وقال: حسن صحيح). الحكمة من مشروعية الصلاة - موضوع. فإن ذلك الجزء القليل الواجب من مال كثير نام مغل لا ينقصه أبدًا، وفقًا لسنة الله تعالى.
أبن السبيل من يُسرق ماله أو يضيع حماله بكل ما يمتلكه يكون في أمس الحاجة لمن يعينه ويحميه من الوقوع في فخ الديون أو الإنحراف، فجزاء منعك لهذا أن يحدث لإبن السبيل كبير جداً عند الله سبحانه وتعالى. إقرأ أيضاً: هل تعلم عن الصلاة الدعاء للميت وما ينفعه بعد موته دعاء لسعة الرزق
للزكاة حكمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى نستعرض بعضاً من النقاط في حكمة مشروعية الزكاة: 1- الزكاة دليل على ايمان الإنسان المسلم. 2- الزكاة تزكي اخلاق الانسان وتجعله من أصحاب الكرام . 3- الزكاة تشرح الصدر الزكاة سبب من اسباب دخول الجنة. قصاص (إسلام) - ويكيبيديا. 4- الزكاة تنجي صاحبها من حر يوم القيامة, الزكاة تزيد المال وتضع فيه البركة وتكون سبب بإذن الله في زياده الرزق ودحر المرض ومنع نزول البلاء ان الصدقه تكفر عن خطايا الانسان ٠ 5- تمنع ميتة السوء.
وقد يلجأ البعض إلى صرف زكاته في مصرف آخر غير ما حدده الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة، فمنهم من يقوم ببناء مسجد أو دار لتحفيظ القرآن بنية توفية ما عليه من زكاة وهذا بالطيع لا يجوز، فالله له حكمة من تحديد مصارف الزكاة كالتالي: الفقراء والمساكين فالفقراء والمحتاجين هم أكثر من يستحق أخذ مال الزكاة؛ لذا ذكرهم الله سبحانه وتعالى كأول المستحقين، فهى تحميهم من التطلع لما لدى غيرهم وبالتالي تمنع تفشي الحقد والكراهية بين طبقات المجتمع. العاملين عليها إعطاء جزء من الزكاة للعاملين على جمعها يدل على حكمة الله في إدارة شؤن الخلق، فهذه النسبة الصغيرة لمن يحمي ويجمع أموال الصدقة والزكاة، فهى ترضي نفوسهم وتمنعها عن الطمع في نصيب من تذهب إليه الصدقات، ووظيفتها الأهم هى تشجيعهم على البر والتقوى وعمل الخير. الحكمة من مشروعية الزكاة - موسوعة. المؤلفة قلوبهم فهذه خير وسيلة للدعوة إلى الإسلام، وتشجيعهم على الدخول فيه، كما أنها وسيلة تمنع شرهم عن الإسلام والمسلمين وتزيد الألفة معهم. الغارمين والعبيد من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، فالزكاة هي حصن لمن يدفع الزكاة أولاً قبل أن تكون حصن للغارمين، فقد تدفع عن صاحب الأموال العديد من مصائب الدنيا لدفعه مصيبة عن واحد من الذين يعانون من ذل الديون أو هوان العبودية.
الثالثة عشرة: أنها سبب لنزول الخيرات، وفي الحديث: ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء صححه الألباني في "صحيح الجامع" (5204). الرابعة عشرة: أن صدقة السر تطفئ غضب الرب كما ثبت ذلك عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، صححه الألباني في "صحيح الجامع" (3759) الخامسة عشرة: أنها تدفع ميتة السوء. السادسة عشرة: أنها تتعالج (أي تتصارع) مع البلاء الذي ينزل من السماء فتمنع وصوله إلى الأرض. السابعة عشرة: أنها تكفر الخطايا، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار صححه الألباني في "صحيح الجامع" (5136). ما الحكمة من مشروعية الزكاة ؟. انظر: "الشرح الممتع" (6/4-7). والله أعلم.