ربنا إنك جامع الناس ليومٍ لاريب فيه || عبد الرحمن مسعد - YouTube
ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه❤️ - YouTube
{ربنا إنك جامع الناس ليومً لا ريب فيه} بصوت الشيخ عبد الرحمن لمسعد💙 - YouTube
الثانية: قوله تعالى: قياما للناس أي: صلاحا ومعاشا ، لأمن الناس بها; وعلى هذا يكون قياما بمعنى يقومون بها. وقيل: قياما أي: يقومون بشرائعها. وقرأ ابن عامر وعاصم " قيما " وهما من ذوات الواو فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، وقد قيل: " قوام ". صحيفة تواصل الالكترونية. قال العلماء: والحكمة في جعل الله تعالى هذه الأشياء قياما للناس ، أن الله سبحانه خلق الخلق على سليقة الآدمية من التحاسد والتنافس والتقاطع والتدابر ، والسلب والغارة والقتل والثأر ، فلم يكن بد في الحكمة الإلهية ، والمشيئة الأولية من كاف يدوم معه [ ص: 248] الحال ووازع يحمد معه المآل. قال الله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة فأمرهم الله سبحانه بالخلافة ، وجعل أمورهم إلى واحد يزعهم عن التنازع ، ويحملهم على التآلف من التقاطع ، ويرد الظالم عن المظلوم ، ويقرر كل يد على ما تستولي عليه. روى ابن القاسم قال حدثنا مالك أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يقول: ما يزع الإمام أكثر مما يزع القرآن; ذكره أبو عمر رحمه الله. وجور السلطان عاما واحدا أقل إذاية من كون الناس فوضى لحظة واحدة; فأنشأ الله سبحانه الخليفة لهذه الفائدة ، لتجري على رأيه الأمور ، ويكف الله به عادية الجمهور; فعظم الله سبحانه في قلوبهم البيت الحرام ، وأوقع في نفوسهم هيبته ، وعظم بينهم حرمته ، فكان من لجأ إليه معصوما به ، وكان من اضطهد محميا بالكون فيه.
قال تعالى: { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ} ومن أجل كون البيت قياما للناس قال من قال من العلماء: إن حج بيت الله فرض كفاية في كل سنة. فلو ترك الناس حجه لأثم كل قادر، بل لو ترك الناس حجه لزال ما به قوامهم، وقامت القيامة. وقوله: { وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ} أي: وكذلك جعل الهدي والقلائد -التي هي أشرف أنواع الهدي- قياما للناس، ينتفعون بهما ويثابون عليهما. { ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فمن علمه أن جعل لكم هذا البيت الحرام، لما يعلمه من مصالحكم الدينية والدنيوية. { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي: ليكن هذان العلمان موجودين في قلوبكم على وجه الجزم واليقين، تعلمون أنه شديد العقاب العاجل والآجل على من عصاه، وأنه غفور رحيم لمن تاب إليه وأطاعه. فيثمر لكم هذا العلم ُ الخوفَ من عقابه، والرجاءَ لمغفرته وثوابه، وتعملون على ما يقتضيه الخوف والرجاء. ثم قال تعالى: { مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ} وقد بلَّغ كما أُمِر، وقام بوظيفته، وما سوى ذلك فليس له من الأمر شيء.
ثُمَّ قال- جلَّ وَعَلا-( ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) شَرَعَ لكم هذا الشرع العظيم، وجعل هذا البيت وهذا الشهر الحرام جعلهما قيامًا لِمصالِحكم، وتمكينًا لكم من السيرِ إلى هذا البيت العتيق، لتعلموا أنَّ اللهَ يعلمُ ما في السمواتِ وما في الأرض، هذا فيه الحثّ على العمل الصالِح والإخلاص لله، لأنَّ الله يعلم ما في السموات وما في الأرض، ولا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِنا (وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*) تعميم بعد تعميم لعلم اللهِ سبحانه- مما يجعل العبد يخافُ من الله. الشيــخ:وإنَ الله بِكل شَيء عَليم تَعميم بَعد تَعميم بِعلم الله سُبحانه مما يَجعل العَبد يخَاف مِن الله ويراقبهُ في أي مَكان كَان سَواء عِند البَيت أو إذا بَعُد عَن البَيت في أَقْطار الأرَض فَإنه في عِلم اللهِ –سُبحانه وتَعالى-لا يَخْفى عَلى الله. ©20207 جميع الحقوق محفوظة مؤسسة الدعوة الخيرية تطوير وتنفيذ شركة عطاء