القران الكريم شروحات إسلامية 1988 القول في تأويل قوله تعالى: ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا) اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله قيل لها: يا أخت هارون ،ومن كان هارون هذا الذي ذكره الله ، وأخبر أنهم نسبوا مريم إلى أنها أخته ، فقال بعضهم: قيل لها ( يا أخت هارون) نسبة منهم لها إلى الصلاح ، لأن أهل الصلاح فيهم كانوا يسمون هارون ، وليس بهارونأخي موسى. ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة ،في قوله ( يا أخت هارون) قال: كان رجلا صالحا في بني إسرائيل يسمى هارون ، فشبهوها به ، فقالوا: يا شبيهة هارون في الصلاح. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا) قال: كانت من أهل بيت يعرفون بالصلاح ، ولا يعرفون بالفساد ومن الناس من يعرفون بالصلاح ويتوالدون به ، وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به ، وكان هارون مصلحا محببا في عشيرته ، وليس بهارون أخي موسى ، ولكنه هارون آخر. قال: وذكر لنا أنه شيع جنازته يوم مات أربعون ألفا ، كلهم يسمون هارون من بني إسرائيل. حدثني يعقوب ، قال: ثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي صدقة ، عن محمد بن سيرين ، قال: نبئت أن كعبا قال: إن قوله ( يا أخت هارون) ليس بهارون أخي موسى ، قال: فقالت له عائشة: كذبت ، قال: يا أم المؤمنين ،إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر ، وإلا فإني أجد بينهما ست مائة سنة ، قال: فسكتت.
وبمعرفة هذه الحقيقة التاريخية لا يحق للمتوهمين أن يحتجوا بصحة الأناجيل، أو يدعوا أنها المعيار الذي يقاس عليه صحة أية أخبار وردت في غيرها. [3] الخلاصة: · الأخوة التي ذكرها القرآن الكريم في قوله:) يا أخت هارون ( عن السيدة مريم هي أخوة الدين والصفة، وليست أخوة النسب، فأخوة مريم لهارون - بما تعارف عليه العرب - أخوة مبنية على الصفات المشتركة بينهما، كما آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار؛ لاشتراكهم في صفة الإيمان تحقيقا لقوله سبحانه وتعالى:) إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (10) ( (الحجرات). · ثبت أن القرآن الكريم وحي من الله - سبحانه وتعالى - وليس كلام بشر، ولا مقتبسا من أي مصدر بشري بكل وسائل الإثبات، ولم يقل القرآن الكريم إن هارون موسى هو هارون مريم، ولم يذكر أن عمران والد مريم هو عمران والد موسى. · إن أصحاب الأناجيل دونوا أناجيلهم من أفواه الناس ولم يأخذوها من وحي الله لهم، ولا يجدي بعد ذلك أن يقولوا: هي من وحي الله - عز وجل - فقد وقع الاختلاف فيما بينها بما يتنافى مع صحتها، وبما يمنع جعلها معيارا يقاس عليه صحة أية أخبار وردت في غيرها.
ورد في القرآن عند الحديث عن قصة مريم ، قوله تعالى: { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} (مريم:28) وقد اعتبر فريق من النصارى، أن القرآن قد وقع في خلط واضطراب، عندما وصف مريم بأنها أخت هارون ، مع الفارق الزمني بين العصر الذي وجد فيه هارون النبي، والعصر الذي وجدت فيه مريم أم عيسى ؛ فأهل التاريخ يتحدثون عن ألف ومئتي سنة بينهما، وربما كان الفاصل الزمني بينهما أكثر من ذلك. بالمقابل، فإن الكتاب المقدس (الإنجيل) قد خلا من هذا الخلط والاضطراب، إذ لم يرد فيه ذكر ل مريم إلا على أنها أم عيسى ، وابنة عمران ، لا أخت هارون ، وبالتالي فإن في هذا ما يثبت وقوع الخلط والاضطراب في القرآن. هذا حاصل الشبهة، وما قيل فيها، ومقالنا التالي مكرس للرد على هذه الشبهة وتفنيدها، وردنا عليها من وجوه، منها: - أن المتأمل في السياق القرآني الذي وردت فيه الآية، يجد ما يدل دلالة واضحة، على أن هذا الوصف الذي وُصِفت به مريم ، لم يكن تسمية قرآنية، وإنما جاء وصفًا حكاه القرآن على لسان قوم مريم ، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت ب عيسى ، مستنكرين ذلك الحمل، واتهموها في عرضها وشرفها وعفافها. وحكاية القرآن لأقوال أقوام آخرين أمر وارد ومعهود؛ كما في قوله تعالى: { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} (الأحقاف:30)، فالقرآن هنا ناقل لقول الجن، وإلا فأين ذكر الإنجيل، وهو قبل القرآن ؟ فالله سبحانه نقل ما قالوا فحسب، وإلا فالواقع التاريخي غير ذلك.
السؤال: يقول الله سبحانه وتعالى في سورة مريم: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} (مريم: 28) مَن المقصود بهارون في الآية الكريمة؟ أهو هارون أخو موسى؟ وكيف كانت أخته وبينهما مئات السنين؟ أم هو هارون آخر؟ جواب فضيلة الشيخ: الحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله، وبعد: إن المقصود بهارون في الآية الكريمة إما هارون أخو موسى، والأخوة المذكورة ليست أخوة حقيقية؛ لأن بين هارون ومريم مئات السنين بالفعل، وإنما هي أخوة مجازية، فمعنى أنها أخت هارون أنها من نسله وذريته، كما يُقال للتميمي: يا أخا تميم. وللقرشي: يا أخا قريش. فمعنى قولهم: يا أخت هارون، أي يا مَن أنت مِن ذرية ذلك النبي الصالح، كيف فعلت هذه الفعلة؟ وحتى لو لم تكن مِن نسله وذريته فإنها تنتسب إليه بخدمتها للهيكل وانقطاعها للعبادة فيه. فقد كانت خدمة الهيكل موقوفة على ذرية هارون. فمعنى: يا أخت هارون! يا من تنتسبين إلى هذا النبي الصالح بالخدمة والعبادة والانقطاع للهيكل. ويجوز أن يكون المراد بهارون في الآية رجلًا صالحًا مِن قومها في ذلك الحين، كانت تتأسى به مريم وتتشبه به في الزهد والطاعة والعبادة، فنُسبت إليه، فقالوا لها: يا من تتشبهين وتقتدين بذلك الرجل الصالح، ما كان أبوك بالفاجر، ولا أمك بالبغي، فمن أين لك هذا الولد؟ وقد روى أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران -وكانوا نصارى- فقالوا: أرأيت ما تقرؤون: يا أخت هارون؟ وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ يعترضون على المغيرة.
ومن آل هارون القديس، والفري هو العظيم البديع وقيل: هو من الافتراء بمعنى الكذب كناية عن القبيح المنكر والآية التالية تؤيد المعنى الأول، ومعنى الآية واضح. قوله تعالى: " يا أخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا " ذكر في المجمع أن في المراد من هارون أربعة أقوال: أحدها: أنه كان رجلا صالحا من بني إسرائيل ينسب إليه كل صالح، وعلى هذا فالمراد بالاخوة الشباهة ومعنى " يا أخت هارون " يا شبيهة هارون، والثاني: أنه كان أخاها لأبيها لا من أمها والثالث: أن المراد به هارون أخو موسى الكليم وعلى هذا فالمراد بالاخوة الانتساب كما يقال: " أخو تميم، والرابع: أنه كان رجلا معروفا بالعهر والفساد انتهى ملخصا والبغي الزانية ومعنى الآية ظاهر. قوله تعالى: " فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا " إشارتها إليه إرجاع لهم إليه حتى يجيبهم ويكشف لهم عن حقيقة الامر وهو جرى منها على ما أمرها به حينما ولد بقوله: " فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " على ما تقدم البحث عنه. والمهد السرير الذي يهيؤ للصبي فيوضع فيه وينوم عليه، وقيل: المراد بالمهد في الآية حجر أمه، وقيل المرباة أي المرجحة، وقيل المكان الذي استقر عليه كل ذلك لأنها لم تكن هيأت له مهدا، والحق أن الآية ظاهرة في ذلك ولا دليل على أنها لم تكن هيأت وقتئذ له مهدا فلعل الناس هجموا عليها وكلموها بعد ما رجعت إلى بيتها واستقرت فيه وهيأت له مهدا أو مرجحة وتسمى أيضا مهدا.
وكان هارون مصلحا محببا ، في عشيرته ، وليس بهارون أخي موسى ، ولكنه هارون آخر ، قال: وذكر لنا أنه شيع جنازته يوم مات أربعون ألفا ، كلهم يسمى هارون ، من بني إسرائيل.
وقال الكلبي: كان هارون أخا مريم من أبيها، وكان أمثل رجل في بني إسرائيل، وقال السدي: إنما عنوا به هارون أخا موسى؛ لأنها كانت من نسله؛ كما يُقال للتميمي: يا أخا تميم. وقيل: كان هارون رجلًا فاسقًا في بني إسرائيل عظيم الفسق، فشبهوها به. ﴿ مَا كَانَ أَبُوكِ ﴾ عمران ﴿ امْرَأَ سَوْءٍ ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: زانيًا، ﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ ﴾ حنَّة ﴿ بَغِيًّا ﴾؛ أي: زانيةً، فمن أين لك هذا الولد؟ تفسير القرآن الكريم
عرض المادة ما معنى اسم الله القابض ؟ تعرف على ربك الداعية ماجد زكي Maged zaki 727 زائر 01-02-2016 القائمة الرئيسية مصاحف مقسمة لتيسير الحفظ تفسير القرءان الكريم مرئي تلاوات تعليمية واحكام التجويد بالصوت والصورة جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين © يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13098078
سابعًا: كراهة التكني بأبي الحكم، روى أبو داود في سننه من حديث هانئ بن يزيد: أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنّيت بأبي الحكم؟ ». فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " « ما أحسن هذا! ، فما لك من الولد؟. قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: « فمن أكبرهم؟ » قلت: شريح. معنى اسم الله الحكم السعودي. قال: « فأنت أبو شريح » (صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/936)؛برقم: 4145). والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة. حكم التسمية بأسماء الله - الإسلام سؤال وجواب. ولا يعطي -جل جلاله- الحكم لسلطة تنفيذية قد تنفذ أو لا تنفذ، بل هو -سبحانه- الذي ينفذ ولا يوجد شيء يعجزه، كأن يهرب المذنب، ويختف في مكان لا يعرفه أحد، بل لا يوجد شيء في كونه، إلا وهو -سبحانه- يعلم مكانه، وتحت قبضته ومشيئته, ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) [فاطر: 44]. والحَكم -سبحانه- لا يأخذ إلا بذنب، ولا يعذب إلا بعد إقامة الحجة, أقواله كلها عدل، لا يأمر إلا بما فيه مصلحة خالصة أو راجحة, ولا ينهى إلا عما مضرته خالصة أو راجحة, وكذلك حكمه بين عباده يوم فصل القضاء، ووزنه لأعمالهم عدل لا جور فيه. قال -تعالى-: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين) [الأنبياء: 47].