من آيات الأحكام في القرآن الكريم قوله سبحانه: { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (البقرة:222). يتعلق بهذه الآية جملة من الأحكام، نجملها في مسائل: المسألة الأولى: { المحيض} مصدر ميمي بمعنى الحيض، كالمعيش بمعنى العيش، ويطلق المحيض على الزمان والمكان، ويطلق على الحيض مجازاً. وأصل الحيض: السيلان، يقال: حاض السيل وفاض، وحاضت الشجرة، أي: سالت. يسألونك عن المحيض قل فيه أذى. ومنه قيل للحوض حوض؛ لأن الماء يحيض إليه، أي: يسيل. ويقال للمرأة: حائض، وحائضة.
(فَإِذَا تَطَهَّرْنَ) أي: اغتسلن بالماء. (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) أي: فجامعوهن في المكان الذي أمركم الله بإتيانهن فيه وأحله لكم وهو الفرج كما قال تعالى (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ، وقيل: طاهرات غير حيّض. • قال ابن عاشور: وقوله (فأتوهن) الأمر هنا للإباحة لا محالة لوقوعه عقب النهي مثل (وإذا حللتم فاصطادوا). (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) تعليل لما سبق من الأمر باعتزال النساء في المحيض وعدم جماعهن حتى يطهرن. والتوابين جمع تواب على وزن (فعال) صيغة مبالغة تفيد الكثرة. والتوبة هي الإنابة والرجوع إلى الله، من معصيته إلى طاعته. • وفي الآية فضل عظيم للتوبة. عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سمعْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول (والله إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة). رواه البخاري وعن الأَغَرِّ بنِ يسار المزنِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ، فإنِّي أتُوبُ في اليَومِ مئةَ مَرَّة).
والثاني: الاغتسال بالماء، وهو قوله تعالى: { فإذا تطهرن} أي: اغتسلن. فصار حصول هذين الشرطين هو الغاية، فلا بد من توفرهما معاً. وقد رجح الطبري و ابن العربي مذهب الجمهور في هذه المسألة؛ لأن الله تعالى قد علل ذلك بقوله: { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وظاهر اللفظ يدل على أن المراد به الطهارة الحسية، وهي الاغتسال بالماء. المسألة السابعة: اتفق العلماء على أن المرأة الحائض يحرم عليها الصلاة، والصيام، والطواف، ودخول المسجد، والاعتكاف فيه، ومسّ المصحف، وقراءة القرآن، ولا يحل لزوجها أن يجامعها حتى تطهر. وأجمعوا على أن الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. وهذه الأحكام تعرف بالتفصيل من كتب الفقه. المسألة الثامنة: إذا رأت المرأة الدم لأقل من المدة التي قررها الفقهاء -وهي يوم وليلة عند الجمهور، وثلاثة أيام عند الحنفية- فهو دم استحاضة، لا يمنع من الصلاة إلا عند أول ظهوره؛ لأنه لا يُعلم مبلغ مدته. ثم على المرأة قضاء صلاة تلك الأوقات، وكذلك ما زاد على عشرة أيام عند الحنفية. وما زاد على خمسة عشر يوماً عند الجمهور فهو استحاضة. وقد قال جمهور أهل العلم: المستحاضة تصوم، وتصلي، وتطوف، وتقرأ القرآن، ويأتيها زوجها.
والذي يهمنا الحديث عنه في هذا الموضوع، هو الإفصاح عن حقيقة هذا (الأذى) الذي أشارت إليه الآية الكريمة، واشتملت على التحذير منه علميًّا وطبيًّا، حتى يكون القارئ العزيز على وعي كامل، ودراية تامة بحكمة التشريع، وفقه مغزاه: ولنبدأ بسرد الأسباب العلمية التي أمكن للطب والعلم أن يصل إليها، وأن يدرك عن طريقها حكمة النهي عن اتصال الزوجين في فترة الحيض، وتجنب الأذى الذي يتمخض عن هذا الاتصال.
حتى وقت قريب، كان سوق الغرابلية والروابزية، القريب من ساحة الرحبة القديمة بالمدينة العتيقة، يعج بأزيد من خمسين محل متخصص في هذه الحرفة، توفر متطلبات السوق المحلي، وكذا مختلف المناطق والمدن المغربية. طاقم صحيفة "المراكشي" زار السوق، ليقف على الحقيقة المؤلمة، فقط ثلاثة محلات متخصصة في هذا المجال قاومت زوال هذه الحرفة، بينما تخصصت باقي المحلات في بيع المنتوجات الجلدية والهدايا المرتبطة بالسياحة.
دمار شامل ويقول مفوض العون الإنساني بالإنابة بولاية غرب دارفور، محمد خليل، لـ(السُّوداني)، إن الأحداث الدامية دمرت مدينة كرينك بشكل كامل، وأصبح أكثر من (70) نسمة من سكان أحياء المدينة المُدمرة نازحين في العراء يلتفون حول الحامية العسكرية لمدينة كرينك، بعد ما أحرقت منازلهم ونهبت ممتلكاتهم، وكشف خليل عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان كرينك عن (بكرة أبيها) هذه الأيام، حيث يفتقرون للمأوى والماء والغذاء والملبس، وانعدام الدواء (قاعدين في الشمس) ــ على حد قوله، وناشد الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التدخل العاجل لإنقاذهم من المأساة التي يعيشونها.
وسعى المشروع على إعطاء أولوية للمشاة وإمكانية الوصول الشامل لذوي الإعاقة وتقليل سرعة المرور، حيث زاد الشارع المشترك من أعداد المشاة في المنطقة، ونسبة الأمان والسلامة، وقلل من حركة السيارات، كما لا يوجد اختلاف في مستوى الشارع، وتغيير لمواد الأرضيات والأشجار والشجيرات والألوان ومسارات لذوي الإعاقة وكبار السن، ويعتبر السوق كمعلم من معالم الشرقية، وعنصر جذب عند زيارته، وتجربة حضرية جديدة تواكب الرؤية المستقبلية للمملكة، وتتكامل مع الموقع واحتياجاته مع المحافظة على تراث المنطقة، حيث تدخل هذه المشاريع ضمن برامج الأنسنة وجودة الحياة. ويختزل "السوق" تاريخياً ذاكرة جميلة لأجيال مرت عليه، غنية بالتراث وبساطة الحياة، والذي كان في بدايته تجمعاً لعدد كبير من التجار المحليين والخليجيين ومجموعة من الحرفيين، الذين وفدوا إلى مدينة الدمام، واشتهروا وأخذوا مع مرور الأيام اسماً لمحلاتهم الكبيرة، إذ حول القاطنون بينها؛ منازلهم وبيوتاتهم القديمة إلى دكاكين لبيع المستلزمات النسائية من الذهب والعبايات والعطور والجلابيات والفساتين وغيرها، إذ يعد السوق أول سوق نسائي شُيِّد بالمنطقة، ومع تعدد بضائعه وتوسع منتجاته أصبح مع مرور السنين مقصداً لجميع الرجال والنساء.