تفسير قوله تعالى { لكم دينكم ولي دين} والفهم الخاطئ لها: الشيخ: عبدالعزيز الطريفي - YouTube
انتهى ما ذكره. ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد ، كقوله: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) [ الشرح: 5 ، 6] وكقوله: ( لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين) التكاثر: 6 ، 7] وحكاه بعضهم - كابن الجوزي ، وغيره - عن ابن قتيبة ، فالله أعلم. فهذه ثلاثة أقوال: أولها ما ذكرناه أولا. الثاني: ما حكاه البخاري وغيره من المفسرين أن المراد: ( لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد) في الماضي ( ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد) في المستقبل. الثالث: أن ذلك تأكيد محض. وثم قول رابع ، نصره أبو العباس بن تيمية في بعض كتبه ، وهو أن المراد بقوله: ( لا أعبد ما تعبدون) نفي الفعل لأنها جملة فعلية ( ولا أنا عابد ما عبدتم) نفي قبوله لذلك بالكلية; لأن النفي بالجملة الاسمية آكد فكأنه نفى الفعل ، وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضا. وهو قول حسن أيضا ، والله أعلم. وقد استدل الإمام أبو عبد الله الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة: ( لكم دينكم ولي دين) على أن الكفر كله ملة واحدة تورثه اليهود من النصارى ، وبالعكس; إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به; لأن الأديان - ما عدا الإسلام - كلها كالشيء الواحد في البطلان.
هذه الآية الكريمة (لكم دينكم ولي دين) بل السورة كلها سورة (الكافرون) تدل على البراءة من الشرك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة «اقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنْ الشِّرْك» رواه الترمذي وصححه الحاكم والألباني.
ولهذا ميز بين الفريقين، وفصل بين الطائفتين، فقال: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} كما قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}.
فالإكثارُ مِنْ هذا الذِّكْرِ، ومِنَ الدُّعاء - في يوم عرفة - مُسْتَحَبٌ للحاجِّ وغيرِ الحاج. قال ابن القيم - رحمه الله -: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ: يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيُفْرِّجُ كَرْبًا، وَيَفُكُّ عَانِيًا، وَيَنْصُرُ مَظْلُومًا، وَيَقْصِمُ ظَالِمًا، وَيَرْحَمُ مِسْكِينًا، وَيُغِيثُ مَلْهُوفًا، وَيَسُوقُ الْأَقْدَارَ إِلَى مَوَاقِيتِهَا، وَيُجْرِيهَا عَلَى نِظَامِهَا، وَيُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ تَقْدِيمَهُ، وَيُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ تَأْخِيرَهُ، فَأَزِمَّةُ الْأُمُورِ كُلِّهَا بِيَدِهِ، وَمَدَارُ تَدْبِيرِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا عَلَيْهِ). وقال ابنُ عبدِ البر - رحمه الله -: (دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَلَى غَيْرِهِ، وَفِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ دَلِيلٌ أَنَّ لِلْأَيَّامِ بَعْضِهَا فَضْلًا عَلَى بَعْضٍ... خير ماقلت انا والنبيون من قبلي – لاينز. وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ دُعَاءَ يَوْمِ عَرَفَةَ مُجَابٌ كُلُّهُ فِي الْأَغْلَبِ، وَفِيهِ أَيْضًا أَنَّ أَفْضَلَ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ). وقال النووي - رحمه الله -: (يُسْتَحَبُّ الإِكثارُ من هذا الذِّكر والدُّعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفْضَلُ أيامِ السَّنَة للدُّعاء، وهو مُعْظَمُ الحَجِّ ومَقْصُودُه، والمُعَوَّلُ عليه، فينبغي أنْ يَسْتَفْرِغَ الإنسانُ وُسْعَهُ في الذِّكر والدُّعاءِ وفي قراءةِ القرآنِ، وأنْ يدعوَ بأنواعِ الأدعية، ويأتي بأنواعِ الأذكار ، ويدعو لِنَفْسِه ووالديه وأقارِبِه، ومشايِخِه وأصحابِه وأصدقائِه وأحبابِه، وسائِرِ مَنْ أحْسَنَ إليه، وجميعِ المسلمين).
وفي لفظٍ: « أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ » حسن، رواه مالك في الموطأ. وعن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما قال: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ: « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (حسن، رواه أحمد). قال الطِّيبي - رحمه الله - في قوله: "بِيَدِهِ الْخَيْرُ"؛ (أي: هذه الأشياء التي يطلبونها من الخَيرِ في يده، وهو على كُلِّ شيءٍ قدير). قال عليه الصلاة والسلام: خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي:لا إله إلا الله وحده،لا شريك - هوامير البورصة السعودية. فهو سُبْحَانَهُ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ، وَلَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، فَمُلْكُهُ مُلْكٌ كَامِلٌ وعَظِيمٌ. فهذا أكثَرُ الذِّكرِ، وأكثَرُ الدُّعاءِ بركةً، وأعظَمُه ثواباً، وأقْرَبُه إجابةً؛ لوقوعِه من أفضَلِ الناس؛ وهم الأنبياء، ووقوعِه في أفضَلِ أيَّام السَّنة؛ وهو يومُ عرفة. وقد قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن يوم عَرَفَةَ: « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ؛ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ » (رواه مسلم).
منقول من كتاب(المؤمنات القانتات) [1] (رواه البخاري وغيره عن ابن عباس) [2] رواه الترمذي، وابنُ ماجة عن أبي هريرةَ [3] أخرجه مسلم في الصحيح من حديثِ شُعْبَةَ وغيرِهِ عن أبي قَتَادَةَ الأنصاريِّ. [4] رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن أَبي هريرةَ [5] قال الترمذي: حديث حسن - عن أنس رضي الله عنه. 17-10-2012, 03:46 PM المشاركه # 3 تاريخ التسجيل: May 2010 المشاركات: 3, 659 لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
والله أعلم.