وابتدأ تعالى ذكره الخبر عن علمه بمجيء الساعة. والمعنى: ما ذكرت لدلالة الكلام على المراد منه، فقال: (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) التي تقوم فيها القيامة، لا يعلم ذلك أحد غيره (وينـزلُ الغيْثَ) من السماء، لا يقدر على ذلك أحد غيره، (وَيَعْلَمُ ما في الأرْحامِ) أرحام الإناث (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذَا تَكْسِبُ غَدًا) يقول: وما تعلم نفس حيّ ماذا تعمل في غد، (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بأيّ أرْض تَمُوتُ) يقول: وما تعلم نفس حيّ بأيّ أرض تكون منيتها (إنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) يقول: إن الذي يعلم ذلك كله هو الله دون كلّ أحد سواه، إنه ذو علم بكلّ شيء، لا يخفى عليه شيء، خبير بما هو كائن، وما قد كان. التفريغ النصي - أتعجبون من تأخر الغيث؟ - للشيخ سعد البريك. وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) قال: جاء رجل - قال أبو جعفر: أحسبه أنا، قال: - إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي حُبلى، فأخبرني ماذا تلد؟ وبلادنا محل جدبة، فأخبرني متى ينـزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت، فأنـزل الله: (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنـزلُ الغَيْثَ) إلى آخر السورة، قال: فكان مجاهد يقول: هنّ مفاتح الغيب التي قال الله وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ.
بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية: 102. ↑ سورة الأعراف، آية: 84 ↑ "الفرق بين المطر والغيث في الاستعمال" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2017. بتصرّف.
كثير من الناس لا يعرفون الفرق بين المطر والغيث ويعتقد أن كل منهما شيء واحد، وأنهما كلمتان مترادفتان، ولكن القرآن الكريم فرق بين المطر والغيث، وذلك يعتبر اعجاز لان القرآن انزل على العرب الذي هم أهل الفصاحة واللغة، وهم كان يستخدمون الكلمتين في نفس الموضع دون ان يفرقوا بينهم. المطر: هو عبارة عن قطرات من المياه تنزل من السماء على الأرض، وينتج ذلك بسبب تشبع السحاب بالمياه واصطدام جزيئات المياه ببعضها مما يتسبب سقوط هذه القطرات، وهناك ثلاث أنواع من الامطار أمطار تصاعدية وأمطار تضارسية والأمطار الاعصارية، ويعتبر المطر من أهم مصادر الحياه للكثير من الكائنات الحية، لأنه مصدر المياه الجوفية. – تم ذكر المطر في القرآن على أنه مصدر للعقاب للكثير من الظالمين، واستخدمه تعالى لأنزال العذاب على مرتكبي الكثير من الجرائم في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال حيث قال تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم) وقد قال سفيان بن عيينة: ما سمى الله مطرًا في القرآن إلا عذابًا.
حدثني أبو شُرَحبيل، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا إسماعيل، عن جعفر، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: كلّ شيء قد أوتي نبيكم غير مفاتح الغيب الخمس، ثم قرأ هذه الآية (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلمُ السَّاعَة) إلى آخرها. وقيل: (بأيّ أرض تموت) ، وفيه لغة أخرى: (بأيَّةِ أرْضٍ) فمن قال: (بأيّ أرْضٍ) اجتز بتأنيث الأرض من أن يظهر في (أيِّ) تأنيث آخر، ومن قال (بأيَّة أرْضٍ) فأنث، (أي) قال: قد تجتزئ بأي مما أضيف إليه، فلا بدّ من التأنيث، كقول القائل: مررت بامرأة، فيقال له: بأيةٍ، ومررت برجل، فيقال له بأيٍّ؟ ويقال: أي امرأة جاءتك وجاءك، وأية امرأة جاءتك. آخر تفسير سورة لقمان.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبيّ، قال: قالت عائشة: من قال: إن أحدا يعلم الغيب إلا الله فقد كذب، وأعظم الفرية على الله، قال الله: لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ. حدثنا يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن شُعيب أن رجلا قال: يا رسول الله، هل من العلم علم لم تؤته؟ قال: " لَقَدْ أُوتِيتُ عِلْما كَثِيرًا، وَعِلما حَسنًا " ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنـزلُ الغَيْثَ) إلى (إنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لا يَعْلَمُهُنَّ إلا اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني عمرو بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَفاتِحُ الغَيبِ خَمْسَةٌ" ثم قرأ هؤلاء الآيات (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة) إلى آخرها. حدثني عليّ بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَفاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهُنَّ إلا اللهُ، (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنـزلُ الغَيْثَ وَيعْلَمُ ما فِي الأرْحامِ) " الآية، ثم قال: " لا يعْلَمُ ما فِي غَدٍ إلا اللهُ، وَلا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتى يَنـزلُ الغَيْثَ إلا اللهُ، وَلا يَعْلَمُ أحَدٌ مَتى قِيامُ السَّاعَةِ إلا اللهُ، وَلا يَعْلَمُ أحَدٌ ما فِي الأرْحامِ إلا اللهُ، وَلا تَدْرِي نَفْسٌ بأيّ أرْض تَمُوتُ. "
– وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن المطر: (مطرنا بفضل الله ورحمته، اللهم صيبا نافعا)، وهذا يدل على أن المطر قد يأني لخير وقد يأتي لشر، فيجوز استخدامه في كل من المعنيين، كما أنه يأتي في غير حاجة إليه ولا دعوة. الغيث: يحمل نفس المعنى للمطر من حيث أنه نزول قطرات المطر من السماء، ولكنه المعنى اللغوي للغيث هو الإغاثة والمساعدة، وهذا المساعدة تحمل الخير دائما، فلم يستخدم الله تعالى هذه الكلمة إلا لكي يشير إلى الخير والرحمة والنفع، والغيث هو المطر الذي يساعد المحتاجين وينجي الكثير من الكائنات، ونزل في الوقت المحدد ويكون نافعا جدا في هذا الوقت. – ويعرف الغيث على أنه المطر الغزير الذي ينزله الله سبحانه وتعالى فيغيث ويساعد في حالات الجفاف الشديد وبعد الانتظار الطول لنزول الغيث، وينجي من كاد يموت من العطش، وتستخدم كلمة الغيث كصيغة للمبالغة، كما تطلق كلمة غيث على السماء والسحاب وهو لفظ مجازي. الفرق بين المطر والغيث: – قدم القرآن الشريف فرق واضح بين الكلمتين، حيث عندما نقرأ القرآن ونتدبر فيه سنفرق من استخدام الغيث للخير فقط، حيث قال تعالى في كتابه الكريم (وَهُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِى الْحَمِيد).
قوله تعالى: ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون الجمال ما يتجمل به ويتزين. والجمال: الحسن. وقد جمل الرجل - بالضم - جمالا فهو جميل ، والمرأة جميلة ، وجملاء أيضا; عن الكسائي. وأنشد: فهي جملاء كبدر طالع بزت الخلق جميعا بالجمال وقول أبي ذؤيب: جمالك أيها القلب القريح يريد: الزم تجملك وحياءك ولا تجزع جزعا قبيحا. قال علماؤنا: فالجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة ، ويكون في الأخلاق الباطنة ، ويكون في الأفعال. فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر ويلقيه إلى القلب متلائما ، فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك ولا نسبته لأحد من البشر. وأما جمال الأخلاق فكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة والعدل والعفة ، وكظم الغيظ وإرادة الخير لكل أحد. وأما جمال الأفعال فهو وجودها ملائمة لمصالح الخلق وقاضية لجلب المنافع فيهم وصرف الشر عنهم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النحل - قوله تعالى والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون - الجزء رقم15. وجمال الأنعام والدواب من جمال الخلقة ، وهو مرئي بالأبصار موافق للبصائر. ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها هذه نعم فلان; قاله السدي. ولأنها إذا راحت توفر حسنها وعظم شأنها وتعلقت القلوب بها; لأنها إذ ذاك أعظم ما تكون أسنمة وضروعا; قاله قتادة. ولهذا [ ص: 66] المعنى قدم الرواح على السراح لتكامل درها وسرور النفس بها إذ ذاك.
صار بدو يناقش الله عز وجل، مو قناع بالدين، ما له قناع بالشرع، هذا الدين لغير العصر، نحنا بعصر العلم، هذا الذي يقوله الله عز وجل ينطبق على كل كافر. مبين يعني يتفاصح، يتكلم، يأتي بحجج، يعمل معرض الحاد ببلاده، الروس عملوا معرض الحاد، مادة اللحاد تدرس بكل المدارس، وعز وجل انتقم منهم، شر انتقام.
﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ يعني سبيل القصد، وعلى الله أن يبين لعباده الطريق الموصل إليه. ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾ ومن هذه النفوس المنحرفة، قال: ﴿وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)﴾ لكنه لم يشأ لماذا ؟ لكن الله سبحانه وتعالى إذا هداكم أجمعين هداية قصرية، هذه الهداية لا ترقى بكم، ولا تنتفعون بها، ولا تسعدون بها.
والمراد بـ ( بلد) جنس الذي يرتحلون إليه كالشام واليمن بالنسبة إلى أهل الحجاز ، ومنهم أهل مكة في رحلة الصيف والشتاء والرحلة إلى الحج. وقد أفاد وتحمل أثقالكم معنى تحملكم وتبلغكم ، بطريقة الكناية القريبة من التصريح; ولذلك عقب بقوله تعالى لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس. وجملة لم تكونوا بالغيه صفة لـ ( بلد) ، وهي مفيدة معنى البعد; لأن بلوغ المسافر إلى بلد بمشقة هو من شأن البلد البعيد ، أي لا تبلغونه بدون الأنعام الحاملة أثقالكم. ولكم فيها جمال حين تريحون. والشق - بكسر الشين - في قراءة الجمهور: المشقة ، والباء للملابسة ، والمشقة: التعب الشديد. وما بعد أداة الاستثناء مستثنى من أحوال لضمير المخاطبين. وقرأ أبو جعفر ( إلا بشق الأنفس) بفتح الشين وهو لغة في الشق المكسور الشين. وقد نفت الجملة أن يكونوا بالغيه إلا بمشقة ، فأفاد ظاهرها أنهم كانوا يبلغونه بدون الرواحل بمشقة ، وليس مقصودا ، إذ كان الحمل على الأنعام مقارنا للأسفار بالانتقال إلى البلاد البعيدة ، بل المراد: لم تكونوا بالغيه لولا الإبل أو بدون الإبل ، فحذف لقرينة السياق. [ ص: 107] وجملة إن ربكم لرءوف رحيم تعليل لجملة والأنعام خلقها ، أي خلقها لهذه المنافع; لأنه رءوف رحيم بكم.
وهذا الجمال مجاني لا تضطر إلى أن تدفع نظير نظرك إليه شيئاً من المال. والجمال الحيواني هذا هو عندي يفوق ما يتوهم المعجبون بما يُسمى باللوحات الفنية أنه جمالها الآسر الأخاذ! هذا الجمال الفني المزعوم الذي يدفعون نظير حصولهم عليه لوحاتٍ يحرصون على اقتنائها مبالغ من المال تتجاوز أحياناً عشرات الملايين من الدولارات! تفسير: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون). فلله تعالى الحمد الذي جعل الجمال الحيواني مجانياً. وليهنأ الحمقى من البشر بحيازتهم هذه اللوحات التي ما اقتنوها إلا تأكيداً لما سبق وأن أبان عنه القرآن العظيم من حرص الإنسان على التفاخر والتكاثر والتباهي!