وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " إسناد لا بأس به، ولم يخرجوه " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (5/29) وحسنه الحافظ الذهبي في " العلو " (ص/54)، وصححه السيوطي في " الخصائص الكبرى " (1/160) وقد صحح الحافظ ابن حجر حديثا آخر من رواية حماد بن سلمة عن عطاء ، وقال: " إسناده صحيح ؛ فإنه من رواية عطاء بن السائب ، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط " انتهى. " التلخيص الحبير " (2/196) القول الثاني: أنه سمع منه في كلا الحالين ، قبل الاختلاط وبعده: قال على بن المديني رحمه الله: " قلت ليحيى – يعني القطان -، - وكان أبو عوانة حمل عن عطاء بن السائب قبل أن يختلط -، فقال: كان لا يفصل هذا من هذا ، وكذلك حماد بن سلمة ، وكان يحيى لا يروي حديث عطاء بن السائب إلا عن شعبة وسفيان " انتهى. رواه العقيلى في " الضعفاء الكبير " (3/1095) مع تردد في أن قوله: " وكذلك حماد بن سلمة... التفريغ النصي - سلسلة من أعلام السلف الإمام حماد بن سلمة - للشيخ أحمد فريد. " إلى آخره هو من كلام العقيلي ، وليس من كلام يحيى القطان ، وقد نسب بعض أهل العلم هذا القول إلى القطان ، ونسبه آخرون إلى العقيلي نفسه. وقال الدارقطني رحمه الله: " دخل عطاء بن السائب البصرة وجلس ، فسماع أيوب وحماد بن سلمة في الرحلة الأولى صحيح ، والرحلة الثانية فيه اختلاط " انتهى. "
حماد بن سلمة علم من أعلام السلف، وإمام من الأئمة الكرام، كان أكثر أتباع التابعين عبادة وشدة على البدع وأهلها، أثنى عليه العلماء، واتهموا من يطعن فيه، فرحمنا الله وإياه رحمة الأبرار. بين يدي ترجمة حماد بن سلمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. تحميل كتاب حماد بن سلمة- ل pdf. أما بعد: فنحن هنا في سلسلة من أعلام السلف مع علم من الأعلام، وإمام من الأئمة الكرام، إنه أكبر الحمادين سناً وأكثرهم عبادة وشدة على أهل البدع، إنه إمام أهل البصرة حماد بن سلمة رحمه الله، كفاه شرفاً وفخراً قول ابن المبارك رحمه الله: دخلت البصرة فما رأيت أحداً أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة. فرحمه الله وأعلى درجته وجمعنا به في دار كرامته، ولله الحمد والمنة على كل نعمة. نسب حماد بن سلمة ومولده وصفته ثناء العلماء على حماد بن سلمة عبادة حماد بن سلمة رحمه الله ورع حماد بن سلمة رحمه الله اتباع حماد بن سلمة للسنة واعتقاده معتقد أهلها شيوخ حماد بن سلمة وتلامذته رحمه الله درر من أقوال حماد بن سلمة وفاته رحمه الله قال أبو الحسن المدائني: مات حماد بن سلمة يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة سبع وستين ومائة.
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسأل أصحاب النبي [ النبي] صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن) حتى فرغ من الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا كل شيء إلا النكاح ". فبلغ ذلك اليهود ، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه! حماد بن سلمة - ویکيوحدت، الموسوعة الافتراضية. فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله ، إن اليهود قالت كذا وكذا ، أفلا نجامعهن ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما ، فخرجا ، فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل في آثارهما ، فسقاهما ، فعرفا أن لم يجد عليهما.
إلا أن أبا حنيفة ، رحمه الله ، يقول فيما إذا انقطع دمها لأكثر الحيض ، وهو عشرة أيام عنده: إنها تحل بمجرد الانقطاع ولا تفتقر إلى غسل [ ولا يصح لأقل من ذلك المزيد في حلها من الغسل ويدخل عليها وقت صلاة إلا أن تكون دمثة ، فيدخل بمجرد انقطاعه] والله أعلم. وقال ابن عباس: ( حتى يطهرن) أي: من الدم ( فإذا تطهرن) أي: بالماء. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، ومقاتل بن حيان ، والليث بن سعد ، وغيرهم. وقوله: ( من حيث أمركم الله) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد: يعني الفرج; قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( فأتوهن من حيث أمركم الله) يقول في الفرج ولا تعدوه إلى غيره ، فمن فعل شيئا من ذلك فقد اعتدى. وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة: ( فأتوهن من حيث أمركم الله) أي: أن تعتزلوهن. وفيه دلالة حينئذ على تحريم الوطء في الدبر ، كما سيأتي تقريره قريبا. وقال أبو رزين ، وعكرمة ، والضحاك وغير واحد: ( فأتوهن من حيث أمركم الله) يعني: طاهرات غير حيض ، ولهذا قال تعالى: ( إن الله يحب التوابين) أي: من الذنب وإن تكرر غشيانه ، ( ويحب المتطهرين) أي: المتنزهين عن الأقذار والأذى ، وهو ما نهوا عنه من إتيان الحائض ، أو في غير المأتى.
مجمع الزوائد " (1/70)، والشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/6400) هو الأدق والأصوب.
أما تفسير الآية فهو ما ترى: ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا) أي إن جزاء الذين يفعلون ما ذكر محصور فيما يذكر بعده من العقوبات على سبيل الترتيب والتوزيع على جناياتهم ومفاسدهم ، لكل منها ما يليق بها من العقوبة. والمحاربة مفاعلة من الحرب ، وهي ضد السلم ، والسلم السلام; أي السلامة من الأذى والضرر والآفات ، والأمن على النفس والمال ، والأصل في معنى كلمة الحرب التعدي وسلب المال. لسان العرب: الحرب بالتحريك ، أن يسلب الرجل ماله ، حربه يحربه ( بوزن طلب ، وكذا بوزن تعب) إذا أخذ ماله ، فهو محروب وحريب ، من قوم حربى وحرباء ، ثم قال: حريبة الرجل ماله الذي يعيش به ، والحرب بالتحريك أخذ الحريبة; فهو أن يأخذ ماله ويتركه بلا شيء يعيش به ، انتهى. فأنت ترى أن الحرب والمحاربة ليس مرادفا للقتل والمقاتلة ، وإنما الأصل فيها الاعتداء والسلب وإزالة الأمن ، وقد يكون ذلك بقتل وقتال ، وبدونهما. إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً | مُدَوَّنَةُ أَبُوْ تُرَابٍ. وقد ذكر القتل والقتال في القرآن في أكثر من مائة آية. وأما المحاربة فلم تذكر إلا في هذه وفي قوله تعالى في بيان علة بناء المنافقين لمسجد الضرار: ( وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل) ( 9: 107). قال رواة التفسير المأثور: أي ترقبا وانتظارا للذي حارب الله ورسوله ، من قبل بناء هذا المسجد ، وهو أبو عامر الراهب [ ص: 295]; فإنه كان شديد العداوة للإسلام ، ووعد المنافقين بأن يذهب ويأتيهم بجنود من عند قيصر للإيقاع بالنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، فمحاربة هذا الراهب من قبل كانت بإثارة الفتن ، لا بالقتال والنزال ، وأما لفظ " الحرب " فقد ذكر في أربعة مواضع من أربع سور; منها إعلام المصرين على الربا بأنهم في حرب لله ورسوله بأكلهم أموال الناس بالباطل ، والباقي بالمعنى المشهور ، وهو ضد السلم.
ورواة ايوب عن ابي قلابه عن انس رضى الله عنه قال فقطع ايديهم و ارجلهم بعدها امر بمسامير فكحلهم فيها و طرحهم بالحره يستسقون فما يسقون حتي ما توا ، قال ابو قلابه قتلوا و سرقوا و حاربوا الله و رسولة و سعوا فالارض فسادا [ و هو المراد من قوله تعالى " و يسعون فالارض فسادا]. واختلفوا فحكم هؤلاء العرنيين فقال بعضهم هي منسوخه لان المثله لا تجوز ، وقال بعضهم حكمة ثابت الا السمل [ و المثله] و روي قتاده عن ابن سيرين ان هذا كان قبل ان [ ينزل الحد] و قال ابو الزناد فلما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا بهم انزل الله الحدود و نهاة عن المثله فلم يعد. وعن قتاده قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد هذا كان يحث على الصدقة و ينهي عن المثله و قال سليمان التيمى عن انس انما سمل النبى صلى الله عليه و سلم اعين اولئك لانهم سملوا اعين الرعاه. التعزير شرعاً لقاتل والدته في تبوك وجانيين قتلا زوجتيهما. وقال الليث بن سعد نزلت هذي الايه معاتبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم و تعليما منه اياة عقوبتهم ، وقال انما جزاؤهم ذلك لا المثله ، و لذا ما قام النبى صلى الله عليه و سلم خطيبا الا نهي عن المثله. واختلفوا فالمحاربين الذين يستحقون ذلك الحد ، فقال قوم هم الذين يقطعون الطريق و يحملون السلاح ، والمكابرون فالامصار ، وهو قول الاوزاعى و ما لك و الليث بن سعد و الشافعى رحمهم الله.
انما جزاء الذين يحاربون الله و رسولة و يسعون فالارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم و ارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض هذا لهم خزى فالدنيا و لهم فالاخره عذاب عظيم 33 انما جزاء الذين يحاربون الله و رسولة و يسعون فالارض فسادا الايه. إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله. قال الضحاك نزلت فقوم من اهل الكتاب كان بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد ، فنقضوا العهد و قطعوا السبيل و افسدوا فالارض. وقال الكلبى نزلت فقوم هلال بن عويمر ، وذلك ان النبى صلى الله عليه و سلم و ادع هلال بن عويمر و هو ابو برده الاسلمى على ان لا يعينة و لا يعين عليه ، ومن مر بهلال بن عويمر الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو امن لا يهاج ، فمر قوم من بنى كنانه يريدون الاسلام بناس من اسلم من قوم هلال بن عويمر ، ولم يكن هلال شاهدا [ فشدوا] عليهم فقتلوهم و اخذوا اموالهم فنزل جبريل عليه السلام بالقضاء فيهم ، وقال سعيد بن جبير نزلت فناس من عرينه و عكل اتوا النبى صلى الله عليه و سلم و بايعوة على الاسلام و هم كذبه فبعثهم النبى صلى الله عليه و سلم الى ابل الصدقة ، فارتدوا و قتلوا الراعى و استاقوا الابل. [ ص: 48] [ اخبرنا عبدالواحد المليحى انا احمد بن عبدالله النعيمى انا محمد بن يوسف ثنا محمد بن اسماعيل ثنا على بن عبدالله ثنا الوليد بن مسلم ثنا الاوزاعى حدثنى يحيي بن ابي كثير حدثنى ابو قلابه الجرمى] عن انس بن ما لك رضى الله عنه قال قدم على النبى صلى الله عليه و سلم نفر من عكل فاسلموا و اجتووا المدينه فامرهم [ النبى صلى الله عليه و سلم] ان ياتوا ابل الصدقة فيشربوا من ابوالها و البانها ، ففعلوا فصحوا فارتدوا و قتلوا رعاتها و استاقوا الابل ، فبعث النبى صلى الله عليه و سلم فاثارهم ، فاتى بهم فقطع ايديهم و ارجلهم و سمل اعينهم بعدها لم يحسمهم حتي ما توا.