[٢] وفكرة الترادف في البحث عن الترادف فكرة قديمة، وكان أول ورودها عند سيبويه 180 هـ، إذ قال: "هذا باب اللفظ للمعاني: اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو: جلس وذهب، واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: وذهب وانطلق، واتفاق اللفظين والمعنـى مختلف قولك: وجدت عليـه، مــن المَوْجِــدة، ووجدت إذا أردت وجـدان الضالة"، وهو بهذا يقصد الترادف. معجم اللهجات المحكية: معنى الترادف في اللغة. وقيل إن أوّل ظهور لمصطلح الترادف كان عند ابن ثعلب 291 هـ، ومن أمثلته: أسـد، وليث، وضرغام، وعباس، وسبع، وقسورة، وحيدرة. وقد انقسم العلماء إزاء البحث عن الترادف إلى قسمين: [٢] الأول وقد أيّد حدوث الترادف، وهم أغلب علماء العربية، غير أن البحث عن الترادف يظهر أن بعضهم قد بالغ في هذه الظاهرة فقالوا أن للسيف ألف اسم، وللأسد خمسمائة، وغيرها. [٢] أما الثاني فقد رفض حدوث الترادف؛ لوجود فروق دقيقة بيـن الألفاظ المترادفة، ومنهم ابن الأعرابي 231هـ، ومن هذه الفروق ما بين قعد وجلس فالقعود من القيام والجلوس من النوم، وقـام ونهض فالقيام مــن القعـود والنهوض من الاستلقاء.
قال "الراغب" في "المفردات" (136): " البُغْض: نفار النفس عن الشيء الذي ترغب عنه، وهو ضد الحبّ، فإنّ الحب انجذاب النفس إلى الشيء، الذي ترغب فيه. يقال: بَغُضَ الشيء بُغْضًا، وبَغَضْتُه بَغْضَاء. قال الله عز وجل: وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ المائدة/ 64، وقال: إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ المائدة/ 91 "، انتهى. ترادف معنوي - ويكيبيديا. قال "الثعلبي" في تفسير قوله تعالى:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران/118. " ومعنى الآية: قد ظهرت أمارة العداوة من أفواههم بالشتيمة والوقيعة في المسلمين " انتهى من "التفسير"(9/188). وقال "مكي": " ظهرت بألسنتهم وهو إقامتهم على الكفر، أو النفاق، والذي تخفيه صدورهم من البغضاء والعداوة لكم مما بدا لكم بألسنتهم " انتهى من"التفسير" (2/ 1106). فأنت ترى أن العلماء في تفسيرهم لمادة (الغضب) غير تفسيرهم لمادة (البغضاء).
إن اللغة العربية قد تميزت عن أخواتها من اللغة السامية من حين انفصال العرب عن مواطن بقية الساميين لحلولهم في عربة وهي تهامة (التي لأجلها سموا عربا) وهي الشاطئ الكائن على بحر القلزم (الأحمر) في جنوبه وشماله وانتشروا حينئذ على ذلك الشاطئ ثم على شاطئ بحر عدن واستوطنوا ذلك الشاطئ وبعض ثرواته وهو بلاد اليمن فتكلموا بلغتهم العربية العتيقة أعنى اللغة القحطانيين وتفرقوا قبائل فنزلوا حضر موت والأحقاف وبلاد عمان وبلاد البحرين والسروات الفاصلة بين تهامة والبحرين وهي المسماة بنجد ثم بالحجاز. وكانت لغتهم متماثلة متقاربة إذ كانوا أمة واحدة. 2. اختلاف قبائل العرب في أسماء بعض الأشياء فتشيع الأسماء التي ينطقون بها كلها في جميع قبائلهم لا سيما في الحجاز لأنها قرار القبائل. 3. اختلاف نطق قبائل العرب بغض الحروف مثل قولهم "صراط" و"سراط" و"زراط". 4. تخفيف بعض قبائل العرب بعض الكلمات فتصير الكلمة بالتخفيف كلمة أخرى مرادفة لمعنى الكلمة قبل التخفيف مثل "كاك" بمعنى "كذلك" و"عاب" بمعنى "عيب". معنى : الترادف. 5. ما دخل في لغات العرب من الألفاظ الأعجمية وهي ما يسمي بالمعرب مثل القسطاس من الرومية بمعنى العدل. 6. كثرة المجاز في كلام شعراء العرب حتى يشيع شيوعا يقربه من الحقيقة فتحدث بسبب ذلك ألفاظ مرادفة في المعنى المراد للألفاظ الحقيقية وينسى منها اعتبار العلاقة التي أوجبت المجاز بها وما المجاز إلا مفتاح باب المترادف.
كاتب الموضوع رسالة محمد عطيه Admin عدد المساهمات: 200 تاريخ التسجيل: 17/08/2010 العمر: 28 الموقع: 3arabsgate موضوع: الترادف والتضاد الأحد نوفمبر 14, 2010 8:46 pm الترادف والتضاد المرادف في اللغة العربية هو كلمة لها نَفس معنى كلمة أخرى لكن نُطقها مُختلف، مثل الأسد والسبع والليث وغيرها. والعربية من أغنى اللغات بالمترادفات إن لم تكن أغناها، فمثلاً للسيف أكثر من ألف اسم وللأسد خمسمئة وللثعبان مئتين وللعسل أكثر من ثمانين. قال ابن فارس، أحد علماء اللغة العربية الذين عاشوا في القرن الرابع الهجري: وإن أردت أن سائر اللغات تبين إبانة اللغة العربية، فهذا غلط، لأنا لو احتجنا أن نعبر عن السيف وأوصافه بالفارسية لما أمكننا ذلك إلا باسم واحد، ونحن نذكر للسيف بالعربية صفات كثيرة، وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياء المسماة بالأسماء المترادفة، فأين هذا من ذاك؟ وأين لسائر اللغات من السعة ما للغة العرب لكن في نفس الوقت يقول الكثير من علماء اللغة أن هذه ليست مترادفات تماماً، حيث توجد فروق دقيقة بين الكلمات لا يَعرفها الكثير من الناس مما يجعلهم يظنون أن معناها واحد. وقد كان يَقول أبو العباس أحمد بن يحيى، الملقب ثعلبا، أن ما يظنه بعض الناس من المترادفات هو من المتباينات.
جذر الكلمة: ردف المراجع: العين: (8/22) - مقاييس اللغة: (2/503) - المحكم والمحيط الأعظم: (9/302) - مختار الصحاح: (ص 267) - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: (1/225) - التوقيف على مهمات التعاريف: (ص 362) - المجلى في شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى: (ص 62) - القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى: (ص 8) - مصطلحات في كتب العقائد: (ص 232) - تاج العروس: (23/335) -
مُترادِف:- جمع مترادفون ومترادفات ( لغير العاقل): 1 - اسم فاعل من ترادفَ. 2 - ( العلوم اللغوية) كلمة لها المعنى نفسه أو مشابه له لكلمة أخرى في اللغة مع اختلافهما لفظًا مثل المهنَّد والسيف. • المترادف من القوافي: ( العروض) كُلُّ قافية اجتمع في آخرها ساكنان:- إن الثمانين وبُلِّغتَها... قد أحوجت سمعي إلى تُرجمان. المعجم: اللغة العربية المعاصر المترادف من القوافي: ( عر) كُلُّ قافية اجتمع في آخرها ساكنان:- إن الثمانين وبُلِّغتَها... قد أحوجت سمعي إلى تُرجمان. المعجم: عربي عامة مُتَرَادِفٌ: جمع: ـون ، ـات. [ ر د ف]. ( فاعل مِنْ تَرَادَفَ). :- الأَلْفَاظُ الْمُتَرَادِفَةُ:-: أَلْفَاظٌ مُتَطَابِقَةٌ أَوْ مُتَقَارِبَةُ الْمَعْنَى ، أَيْ لَهَا الْمَعْنَى نَفْسُهُ. المعجم: الغني ترادفَ: ترادفَ يترادف ، ترادُفًا ، فهو مُترادِف:- • ترادف الشَّخصان تتابعا وجاء أحدهما بعد الآخر. • ترادف المسافران: تبادلا الركوب أحدهما خلف الآخر. • ترادف اللَّفظان: ( العلوم اللغوية) تطابقا أو تشابها في المعنى ، مثل: فرس وحصان:- كلمات مترادفة ، - قاموس مترادفات. الترادف اصطلاحا: دلالة عدد من الكلمات المختلفة على معنى واحد، مثل: - الجود، والسخاء، والأريحية، والندى، والسماحة، والكرم، والبذل المترادفات هي ألفاظ عدة متحدة المعنى, وقابلة للتبادل بينها في أي سياق, والترادف التام بالرغم من عدم استحالته نادر الوقوع لدرجة كبيرة, فهو نوع من الكماليات قلما تستطيع اللغة أن تجود به في سهولة ويسر معني كلمة ترادف في المعجم: 1.
فقال له عبد الرحمن: (أنا أعلم بهم منك ، وهم أهون عليّ من ضرطة الجمل) ، ولمّا سمع الخوارج ذلك الكلام قال شاعرهم: (5) يا طالب الحقّ لا تستهو بالأمل / فإنّ من دون ما تهوى مدى الأجل واعمل لربك واسأله مثوبته / فإنّ تقواه فاعلم أفضل العمل واغز المخانيث في الماذي معلمة / كيما تصبح غدوا ضرطة الجمل ولمّا اشتدّ القتال بين الأزارقة وبين عبد الرحمن بن الأشعث قتل قطري بن الفجائة خمسمائة رجل من أصحاب ابن الأشعث ، عندها ولّى ابن الأشعث منهزما فقال فيه الشاعر: (6) تركت ولداننا تدمي نحورهم / وجئت منهزما يا ضرطة الجمل وفي سنة (٨٠) للهجرة ولّاه الحجّاج إمارة (سجستان) وأمره بمحاربة (روتيبل) ملك كابل (صاحب الترك). فخرج عبد الرحمن بن الأشعث من الكوفة ومعه فرسان العراق حتّى وصل إلى فارس ، فحصلت معركة بينه وبين (هميان بن عديّ السدوسيّ) العامل على خراسان ، فقتل ابن الأشعث الكثير من أصحاب (هميان) وأرسل برؤوسهم إلى الحجّاج. (7) ثمّ واصل ابن الأشعث سيره حتّى وصل إلى (كرمان) فكتب إلى (روتيبل) يهدّده ويتوعّده بالقتل والسبي ، وأخذ الأموال ، فكتب (رتيبل) ردّا إلى ابن الأشعث يقول: (أيّها الأمير إنه لم يدعني إلى قتال أصحابك إلّا ما حملوني عليه ، وما بدأوني به من الغدر وسوء السيرة ، ولو لا ذلك لم أفعل ما فعلت وأنا نازل ما أحببت وغير مخالف أيّها الأمير فيما أردت والسلام).
الجديد!! : عبد الرحمن بن الأشعث والعراق · شاهد المزيد » تركيا تُرْكِيَا الاِسم الرسمِيّ الجُمْهُورِيَّة التُّرْكِيَّة هي دولة تقع في الشرق الأوسط. الجديد!! : عبد الرحمن بن الأشعث وتركيا · شاهد المزيد » سيستان وبلوشستان (محافظة) محافظة سيستان وبلوشستان (بالفارسية: استان سيستان و بلوچستان)، إحدى محافظات إيران الأحدي والثلاثين. الجديد!! : عبد الرحمن بن الأشعث وسيستان وبلوشستان (محافظة) · شاهد المزيد » سعيد بن جبير الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد ، أبو محمد ، ويقال: أبو عبد الله الأسدي الوالبي ، الكوفي ،سعيد بن جبير الأسدي (46-95 هـ) تابعي، كان تقياً وعالماً بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة، سكن الكوفة ونشر العِلم فيها وكان من علماء التابعين، فأصبح إماماً ومعلماً لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية. عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث. الجديد!! : عبد الرحمن بن الأشعث وسعيد بن جبير · شاهد المزيد » شبيب الخارجي شَبِيب الخارِجي (26 - 77 ه / 647 - 696 م) هوأحد كبار الثائرين على بني أمية. الجديد!!
^ جعفر السبحاني، بحوث في الملل والنحل ج 7 ص 270 ـ 275 ^ أحمد بن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح ج 7 الصفحة 72 ^ إبن قتيبة الدنوري، الإمامة والسياسة ج 2 ص 29 ^ بحوث في الملل والنحل جعفر السبحاني، ج 7، ص 270 ـ 275 ^ كتاب الفتوح أحمد الكوفي ج 7 ص 73 ↑ أ ب تاريخ الطبري مج 2 ص 1520 ^ إبن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة ج 2 ص 29 ↑ أ ب تاريخ الطبري مج 2 ص 1521 ^ الكامل في التاريخ ابن الأثير ج 4 ص 413 ^ الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة 80 ^ الكامل في التاريخ ابن الأثير ج 4 ص 414 ^ تاريخ الطبري مج 2 ص 1523 ^ تاريخ الطبري مج 2 ص 1524 ^ تاريخ الطبري مج 2 ص 1529 ^ تاريخ الطبري مج 2 ص 1550
إعداد وإرسال جيش الطواويس إلى سجستان بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث تمرد عبد الرحمن بن الأشعث بجيشه على الحجاج معركة الزاوية هزيمة عبد الرحمن بن الأشعث حركة عبد الرحمن بن الأشعث ضد الحكم الأموي: تعتبر هذه الحركة واحدة من حركات أهل العراق ضد الحكم الأموي، ولكن أساسها لم يكن مذهبي، ولكن السبب الرئيسي لها هو الكراهية بين قائد الحركة و الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقائد الحركة هو عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي، وبدأت هذه الحركة من إقليم سجستان، وكان أكثر الأقاليم إرهاقاً للحكم الأموي. وعندما كان الحجاج والياً على العراق، كان صابراً على جميع تجاوزات رتبيل حاكم سجستان، واستغلال لظروف الدولة التي كانت تمر بها، وأيضاً قيامه بمنع إعطاء الجزية، فقام الحجاج بإرسال جيش بقيادة عبيد الله بن أبي بكرة سنة 79هـ، وأعطاه الأمر بالتوغل في في سجستان، فكانت نهاية الحرب بهزيمة رتبيل وقام جيش عبيد الله باغتنام الكثير من الغنائم، ولكن رتبيل أطمع المسلمين باللحاق به حتى وصلوا لمدينته العظمى، فقام الترك بمحاصرة المسلمين وقُتل أعظمهم. إعداد وإرسال جيش الطواويس إلى سجستان بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث: أراد الحجاج أن يؤدب رتبيل على فعلته، فأخذ الإذن من الخليفة عبد الملك بن مروان، وجهز جيشاً عظيماً بلغ عدده أربعون ألف مقاتل من البصرة والكوفة، وقام بإنفاق مليونين أُعطيت للجنود فقط، ومن شدة هول الجيش وضخامته سمَّاه الناس جيش الطواويس، فقام الحجاج بإعطاء القيادة لعبد الرحمن بن الأشعث، وإن إعطاء الحجاج القيادة لابن الأشعث وهو يعلم موقف، يعطي مجالاً له بثورة ضد الحكم الأموي، ولكن ثقة الحجاج بنفسه جعلته يخطئ خطأً فادحاً.
وقال أبو البختري: أيّـها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم، فواللّه لئن ظهروا عليكم ليفسدنّ عليكم دينكم وليغلبنّ على دنياكم. وقال الشعبي: يا أهل الاِسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم فواللّه ما أعلم قوماً على بسيط الاَرض أعمل بظلم، ولا أجور منهم في الحكم فليكن بهم البدار. وقال سعيد بن جبير: قاتلوهم ولاتأثموا من قتالهم بنيّة ويقين وعلى آثامهم، قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبّـرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاح (2) ________________________________________ (1) دير الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البرّ للسالك إلى البصرة قال أبو عبيدة: الجمجمة: القدح من الخشب وبذلك سمُيَ دير الجماجم لاَنّه يعمل فيه الاَقداح من الخشب (معجم البلدان: 2|501). (2) الطبري: التاريخ: 5|145 ـ 163. ________________________________________ (273) إلى غير ذلك من الخطب التي أُلقيت في ذلك المقام وإن تمت الحرب لصالح الحجاج وقضى على ثورة ابن الاَشعث يوم الاَربعاء لاَربع عشرة مضت من جمادي الاَُخرى عام 83هـ ولكنّها كانت ثورة وهّاجة في وجه العدو استتبعت ثورات أُخرى حتى قضت على بني أُمية من رأس.
وكتب المهلب إلى الحجاج أما بعد فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علو ليس شيء يرده حتى ينتهي إلى قراره، وإن لأهل العراق شدة في أول مخرجهم، وصبابة إلى أبنائهم ونسائهم، فليس شيء يردهم حتى يصلوا إلى أهليهم وينبسطوا إلى نسائهم ويشموا أولادهم. ثم واقعهم عندها فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله. فلما قرأ الحجاج كتابه قال: فعل الله به وفعل، لا والله مالي نظر ولكن لابن عمه نصح. ولما وصل البريد بكتاب الحجاج إلى عبد الملك هاله ذلك، ثم نزل عن سريره وبعث إلى خالد بن يزيد بن معاوية فأقرأه كتاب الحجاج فقال: يا أمير المؤمنين إن كان هذا الحدث من قبل خراسان فخفه، وإن كان من قبل سجستان فلا تخفه، ثم أخذ عبد الملك في تجهيز الجنود من الشام إلى العراق في نصرة الحجاج وتجهيزه في الخروج إلى ابن الأشعث، وعصى رأي المهلب فيما أشار به عليه، وكان في شوره النصح والصدق، وجعلت كتب الحجاج لا تنقطع عن عبد الملك بخبر ابن الأشعث صباحا ومساءً، أين نزل ومن أين ارتحل، وأي الناس إليه أسرع. وجعل الناس يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب، حتى قيل أنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل، وخرج الحجاج في جنود الشام من البصرة نحو ابن الأشعث، فنزل تستر وقدم بين يديه مطهر بن حيي الكعبي أميرا على المقدمة، ومعه عبد الله بن زميت أميرا آخر، فانتهوا إلى دجيل فإذا مقدمة ابن الأشعث في ثلاثمائة فارس عليها عبد الله بن أبان الحارثي، فالتقوا في يوم الأضحى عند نهر دجيل، فهزمت مقدمة الحجاج وقتل أصحاب ابن الأشعث منهم خلقا كثيرا نحو ألف وخمسمائة، واحتازوا ما في معسكرهم من خيول وقماش وأموال.