قد يهمك أيضا: الشمالي الشرقي والانفصال
استغل الأكراد في سورية تحوّل أنظار العالم إلى جنيف السويسرية، حيث تجرى المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية، ليعلنوا مشروع الإقليم الفيدرالي شمال سورية، أمس الخميس، والذي يرى كثر فيه خطراً جدياً على وحدة سورية، على اعتبار أنه قد يكون خطوة أولى نحو التقسيم. خطوة يحلو لكثيرين تشبيهها بما حصل في شمال العراق مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما استفاد الأكراد القوميون من "المظلومية الكردية" في عهد صدام حسين، ومن ظروف دولية لما بعد حرب الخليج الأولى والثانية ليضعوا اللبنة الأولى لانفصالهم عن العراق، والذي بات اليوم أقرب من أي يوم مضى. وأقرَ المشاركون في الاجتماع المنعقد في بلدة رميلان الحدودية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، وفي مقدمتهم حزب "الاتحاد الديمقراطي"، (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، "وثيقة النظام الاتحادي الديمقراطي لإقليم شمال سورية"، بعد إجراء التعديلات على مسودة الوثيقة التي اقترحت من قبل المجتمعين، يوم الأربعاء، وعُرضت المسودة للتصويت عليها في الاجتماع. الشمالي الشرقي والانفصال - مجلة حرة - Horrah Magazine. وتم إقرار النظام الفيدرالي الكردي بحضور عدد من الأحزاب والجمعيات والمنظمات المنضوية تحت الإدارة الذاتية الكردية، بالإضافة إلى بعض الأطراف العربية، والآشورية، والسريانية ذات التمثيل المحدود في الشارع السوري.
كما تأتي هذه الخطوة الكردية السورية، في إطار التصعيد الشامل بين أنقرة وجبال قنديل على الأراضي التركية سواء على المستوى السياسي أو العسكري. فالهزائم العسكرية التي تعرّض لها "العمال الكردستاني" في استراتيجية حرب المدن التي طبّقها، أخيراً، وما تلاها من انخفاض شعبيته في المدن ذات الغالبية الكردية جنوب وشرق البلاد، ورفض أجنحته السياسية دعوته للتظاهر، جميعها عوامل دفعت حكومة "العدالة والتنمية" إلى التصعيد وطرح فكرة نزع الحصانة عن قيادات حزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي للكردستاني). وردّ "الكردستاني" بالعودة إلى الاستراتيجيات القديمة، عبر توسيع هجماته لتشمل مدن وسط وغرب تركيا، إذ أعلن تنظيم "صقور حرية كردستان" التابع للكردستاني مسؤوليته عن الهجومَين الانتحاريَّين الأخيرين اللذين ضربا العاصمة أنقرة. دعم روسي وأطراف عربية على الرغم من التصريحات الروسية الأخيرة التي لم تؤيد مشروع "الاتحاد الديمقراطي"، بدا واضحاً أن خطوة الأخير مدعومة من قبل موسكو، وذلك بمشاركة حليفها الرئيسي في ما يُعرف بـ"معارضة موسكو السورية"، حزب "الإرادة الشعبية" ، بقيادة قدري جميل (الكردي) في مؤتمر الرميلان. ويأتي ذلك، في إطار الصراع الروسي ـ التركي الذي تفجّر إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية في يوليو/تموز الماضي.
وسطية الإسلام بين الأديان الوسط: العدول الخيار. أولا: في توحيد الله وأسمائه وصفاته. فاليهود: وصفوا الرب تبارك وتعالى بصفات النقص التي يختص بها المخلوق، وشبهوا الخالق بالمخلوق، فقالوا: (إنه بخيل، وأنه فقري) قال تعالى:{ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}} والنصارى: وصفوا المخلوق بصفات الخالق التي يختص بها، و شبهوا المخلوق بالخالق، فقالوا: (إن الله هو المسيح، وأن الله ثالث ثلاثة). من هو اول من عرف بتشبيه الخالق بالمخلوق - إسألنا. ما المسلمون: فقد وحدوا الله عز وجل ، ووصفوه بصفات الكمال ، ونزهوه عن جميع صفات النقص ، أو أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات ، وقالوا: ليس كمثله شيء ال في ذاته وال في صفاته. ثانيا: في باب أنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام: اليهود: قتلوا الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس ورموهم بالكبائر. و النصارى: غلوا فيهم ، فزعموا أن المسيح عيسى عليه السلام ابن الله، قال تعالى:{ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}} أما المسلمون: فانزلوا الأنبياء والرسل عليهم السلام منازلهم ، وصدقوهم ولم يكذبوهم وأحبوهم ولم يبغضوهم ، و َ آمنوا بهم جميعا ً عبيد الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين ، ولم يعبدوهم أو يتخذوهم ً أربابا من دون اهلل تعالى.
وهذا الناقض أيضًا وقع فيه كثير ممن ينتسب للإسلام في هذا العصر فجعلوا بينهم وبين الله وسائط، كما فعل كفار قريش فعظموا الأضرحة والمزارات وتقربوا إليها بالذبح وسألوها قضاء الحوائج لتشفع لهم عند الله زاعمين أن هذه الأضرحة والمزارات وسائط بينهم وبين الله تعالى، قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ. وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ من الآيتين:22-23] ومن عَظَّم هذه الوسائط فذبح لها ودعاها بأن سألها قضاء الحوائج فجعلها وسائط بينه وبين الله فقد وقع في الكفر والشرك لأنه شبه الخالق بالمخلوق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى [1/ 126]: "وإن أثبتم وسائط بين الله وبين خلقه كالحجّاب الذين بين الملك ورعيته بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فالله إنما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم، فالخلق يسألونهم، وهم يسألون الله، كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس، لقربهم منهم والناس يسألونهم، أدبًا منهم أن يباشروا سؤال الملك أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك، لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج.
سبق أن كتبت عن مصطلح (أهل السنة والجماعة) من حيث النشأة والمراد، كتابةً ما زالت في حاجة إلى مزيد تقص وتتبع، إلا أن قناعتي بأنه مصطلح سياسي حادث، وليس من مصطلحات مجتمع الرسول وصحابته، أراها تتمكن من نفسي، عندما لا أجد له وجودا في عصر النبوة، وإنما ظهوره كان لاحقا، وتطوره أتى في سياق التدافعات السلطانية التي بدأت أول ما بدأت، بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-. حل سؤال شبهو الخالق بالمخلوق - رمز الثقافة. وأما مقالي هذا، فليس هو إعادة لذاك الجدل بشأن هذه الافتراضية، وإنما هو تعليق وتعقيب على ما أثير في بعض المواقع، من حصر مصطلح (أهل السنة والجماعة) على بقعة من الأرض محددة، أو حقبة من التاريخ مميزة، أوجماعة من الناس، هم إمتداد لهذه الحقبة، على مر التاريخ، وتعاقب الأيام، دون غيرهم، أقلية مهتدية، على الحق منصورة، غرباء، لا يضرهم من خذلهم، وخالفهم، وسط أكثرية غثائية، منذ أن كان لهذا المصطلح وجود. إذ نفى عنه الأشاعرة، وفيهم الكثير الكثير، من علماء المسلمين، وعبادهم، وزهادهم، وساستهم، وسادتهم، وقادتهم، وعامتهم، ومجاهديهم، في الثغور العلمية والقتالية، قديما في ماضي التاريخ، وحديثا في حاضره. وهذا النفي في حقيقته هو (نفي النفي) إذ حصر الأشاعرة أيضا من قبل، هذا المصطلح على أنفسهم، ونفوه عن غيرهم، وشنعوا به على مخالفيهم، ونعتوهم بالحشوية، والمجسمة، متخذين من السلطان ظهيرا، ومن القلم مشوها، ومنفرا.
هنالك المداخلة، وهنالك المخارجة، وهنالك، وهنالك.. كل يقول عن نفسه أنه وحده (أهل السنة والجماعة) وما عداه من أهل البدعة والفرقة، وعلى هذا يقاتل في ليبيا، أناس استباحوا الدماء تحت راية حفتر، عسكري مستبد، لا علاقة له (بأهل السنة والجماعة) ولا بسلف الأمة، وإنما علاقته بالسلطة والاستبداد، إلا أنه للأسف يناصر بنصوص من تراث (أهل السنة والجماعة). غرائب وعجائب، يشيب لها الولدان، ولكن كما قال رئيس وزراء السودان الأسبق محمد أحمد المحجوب: هذا زمانك يا مهازل فامرحي قد عد كلب الصيد من الفرسان، وهنالك ( داعش) لها خليفتها، وإمامها ودولتها، ترى في ذاتها هي (أهل السنة والجماعة) وما عداها مارق يستحق الموت والذبح. لهذا أقول: كفى بنا هوانا ما نحن فيه، ولا داعي لإشعال معارك وهمية، تزيد النار حطبا، فالأمة كلها اليوم بلا (سنة ولا جماعة) فرق يضرب بعضها رقاب بعض، ولست بقادر على تصور سنة، من غير جماعة، ولا جماعة من غير إمام، ولا إمام، من غير سلطة نافذة. وهذه هي السنة المضيعة، وهذه هي الجماعة المفقودة، ومن ناصرها وسعى إليها هو من أهل السنة والجماعة، أشعريا مؤولا كان، أم حنبليا مثبتا، ومن عاداها هو من أهل البدعة والفرقة، مهما كان مثبتا، فهو معطل عمليا.
ومن هؤلاء الذين شبهوا إرادة الله تعالى بإرادة خلقه، وهذا قول المعتزلية البصرية، ومنهم الذين شبهوا كلام الله عز وجل أيضًا بكلام خلقه، ومنهم الزرارية أتباع زرارة بن أعين الرافضي، وقد ذهب هذا الرجل وجماعته إلى حدوث جميع صفات الله عز وجل، وأنها من جنس صفاتنا. ويلاحظ بعد ذلك من هذا العرض لفرق الممثلة الملاحظات التالية: أولًا: أن التمثيل نشأ في أحضان الرافضة وترعرع فيها. ثانيًا: تفاوت هذه الفرق على النحو التالي: الغلاة وهم الذين مثَّلوا ذات الخالق بذات مخلوق معين، أو زعموا أن الله حال فيه سبحانه، وهؤلاء خارجون عن الملة، وغالبًا ما يجمعون إلى هذا الكفر كفرًا آخر من الزندقة الباطنية، وقد ذكرت كلمات عن هؤلاء في بداية حديثي في هذا الدرس. المكيفة وهم الذين يكيِّفون صورة معبودهم بأوصاف وكيفيات معهودة في الذهن والخارج، لكن غير مقيدة بمماثل معين كالهشاميين. ممثلة الأفعال الذين يمثلون الخالق بالمخلوق والمخلوق بالخالق في الأفعال كالمعتزلة. ثالثًا: ولا بد من الإشارة إلى هذا ولا بد من بيانه، وهو أن أهل السنة والجماعة برآء من تهمة التمثيل، التي حاول بعض نفاة الصفات من المتكلمين نبذهم بها، فليس في هذه الفرق المذمومة طائفة من أهل السنة أبدًا، إلا أن المتكلمين بناءً على أصولهم الفاسدة عدوا إثبات الصفات الخبرية تمثيلًا، فوصموا المثبتين لها بوصمة التمثيل، كما صنع الشهرستاني في مبحث المشبهة، حيث أدخل في مقالات المشبهة ما هو من صريح مذهب السلف.