قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا ". وسأل " العُمري" الله أن يحفظ جندنا وأن يؤيدهم وينصرهم على عدوّك وعدوّهم، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، ويجنبنا شر الأشرار وكيد الفجار. وقال: اللهم كن لهم عوناً ونصيراً وحافظاً ومجيراً ومؤيداً وظهيراً، اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم ووحد صفهم وشد أزرهم وقو عزائمهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم واكفهم شره ورد كيده في نحره وكف عنهم بأس الذين كفروا أنت أشد بأساً وأشد تنكيلا. شبهة التلاعب في الصفقات تورط 31 شخصا بقطاع الصحة - هبة بريس. اللهم فرق شمل الحوثيين وحلفائهم وفرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين قلوبهم وآرائهم وألق الرعب في قلوبهم واقطع عنهم كل مدد يا قوي يا عزيز نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم.
ذكّر المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية سلمان بن محمد العُمري أبناء الوطن والمقيمين من الذكور والإناث، شيباً وشباباً، كباراً وصغاراً، بالدعاء لجنودنا الأبطال الذين يذودون عن بلادنا ويدافعون عنها بكل بسالة، فحق لهؤلاء الأبطال الدعاء قبل الثناء بأن يحفظهم الله وينصرهم ويسدّد رميهم ويعلي رايتهم راية التوحيد الخفاقة، وأن يحمي بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار وذلك في الصلوات وفي الخلوات وأوقات الإجابة. وقال العُمري: في الوقت الذي نعيش في أجواء الحر الشديد وارتفاع درجة الحرارة في معظم أرجاء بلادنا، وفي المقابل ما سخّره الله لنا من وسائل لرخاء العيش ورغده ومواجهة هذا الحر الشديد والسموم من مكيّفات الهواء في منازلنا بمختلف أنواعها وفي سياراتنا وفي مواقع العمل يجدر بنا أن نذكر ونشكر الله عز وجل ثم نشكر رجالاً تحت لهيب الشمس ومن قبل في الصقيع البارد يسهرون الليل، وفي الرمضاء يحمون حدودنا ويذودون عن بلادنا في أجواء شديدة البرودة شتاءً ومشتعلة في الصيف نذروا أرواحهم وأنفسهم لخدمة دينهم وبلادهم والذود عنه.
والرباط من أفضل الأعمال، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللّه خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا" [5]. وروى مسلم في صحيحه من حديث سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ" [6]. والميت يختم له على عمله إلا المرابط في سبيل الله، روى الترمذي في سننه من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الْمُرَابِطَ، فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْر" [7].
والغرض أن هذه الآية الكريمة أخبرت أن الرسل الماضين قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا بشرا كما هو بشر ، كما قال تعالى: ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا) [ الإسراء: 93 ، 94] وقال تعالى: ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) [ الفرقان: 20] وقال ( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين [ ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين]) [ الأنبياء: 8 ، 9] وقال: ( قل ما كنت بدعا من الرسل) [ الأحقاف: 9] وقال تعالى: ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي) [ الكهف: 110]. ثم أرشد الله تعالى من شك في كون الرسل كانوا بشرا إلى سؤال أصحاب الكتب المتقدمة عن الأنبياء الذين سلفوا: هل كان أنبياؤهم بشرا أو ملائكة ؟
من نحن الجزيرة صحيفة سعودية يومية تصدر عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ومقرها العاصمة الرياض. أسسها الشيخ عبدالله بن خميس وصدر عددها الاول كمجلة شهرية في أبريل 1960م.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الذكر أنا، والأئمة أهل الذكر وقوله عز وجل: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ قال أبو جعفر (عليه السلام): نحن قومه، ونحن المسؤولون. تفسير « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » | المرسال. وعنه عن المعلى، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبيه، عن ابن أذينة، عن غير واحد، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) كلهم، وإمام زمانه، ويرد إليه ويسلم له الحديث. وعنه عن معلى، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ قال: الذكر محمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن أهله، ونحن المسؤولون قال: قلت: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ قال: إيانا عنى، ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون. وعنه عن معلى، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: فليذهب الحسن - يعني: البصري - يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا.
وقوله تعالى: ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ ﴾ [التغابن: ١٦]. نص على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية؛ [مجموع الفتاوى (20 / 202)]، والحافظ صلاح الدين العلائي كما في "فتح الباري" (13 / 354).. وغيرهم. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم. الوقفة الثانية عشرة: في دلالة الآية على يسر هذه الشريعة، فإن الله تعالى لا يكلف الناس إلا وسعهم، وذلك أنه لا يُطلب من كل الناس أن يكونوا علماء فهذا ليس بالإمكان ولا يتصور؛ لذلك أمر الله تعالى في هذه الآية بالرجوع إلى أهل الذكر. الخاتمة: في الختام ينبغي على كل مسلم أن يتأدب بالآداب الشريعة في سؤاله لأهل العلم وعلى أهل العلم الرفق بالناس وتبيين الحق وعدم كتمانه. وينبغي أيضا الحرص على السؤال وتعلم العلم، فقد يكون السؤال واجبًا إذا كان مما يتوقف عليه فعل واجب أو ترك محرم، وقد يكون دون ذلك من السؤال عن السنن والمستحبات والزيادة في عمل الخيرات، وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.