مضمون مثل "إذا هبت رياحك فاغتنمها" دلالة مثل "إذا هبت رياحك فاغتنمها" أشهر الأبيات الشعرية التي ذكرت مثل "إذا هبت رياحك فاغتنمها" جاءت الأمثال قديماً لإعطاء الحكم والمواعظ والخبرة من قصص واقعية وحقائق مشهودة، حصلت مع أشخاص في ذلك الزمان، فمنهم من أخذ بها واغتنمها؛ من أجل الحصول على تحقيق ما يريد، ومنهم من تخطاها، فتعلم من تجارب نفسه. مضمون مثل "إذا هبت رياحك فاغتنمها": جاء هذا المثل من شطر لبيت شعر، يحث على اغتنام الفرص إذا سمحت الأمور، وكان يعتمد العرب على هذا المثل في تصفية الغلال والمحاصيل كالشعير والقمح، حيث كان يعتمد على الرياح في فصل القمح عن التبن، وكما كان يعتمد البحاريين على الرياح واتجاهاتها من أجل تسيير مراكبهم الشراعية، فقد كانت هذه المراكب وسيلة لهم للتنقل بين البلدان، ولم تكن وسيلة للترف والرفاهية. وقد لاحظ العلماء والحكماء في الجذر للمفردات في هذا المثل، أن كلمة "الرياح" في القرآن الكريم دائماً تأتي مبشرة بالخير الذي تعود به على الناس، أما كلمة "الريح" فكانت تأتي دائماً كنذير عذاب وشر يحل بالناس، وكما لاحظ العلماء أن المجتمعات الغربية في هذا المثل فضلت استخدام كلمة الشمس، بدل من كلمة الرياح، فكانوا يقولون عندما ينصحوا أحد الأشخاص باغتنام الفرصة "جفف العلف، ما دامت الشمس مشرقة".
وفي الخبر: ( كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر لله تعالى). فأما من طلب الرياء والترؤس فلا ينال الثواب. وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: رد الخصوم حتى يصطلحوا ، فإن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن. وسيأتي في " المجادلة " ما يحرم من المناجاة وما يجوز إن شاء الله تعالى. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال ،: من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب: ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله ، تصلح بين أناس إذا تفاسدوا ، وتقرب بينهم إذا تباعدوا. وقال الأوزاعي: ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين ، ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار. وقال محمد بن المنكدر: تنازع رجلان في ناحية المسجد فملت إليهما ، فلم أزل بهما حتى اصطلحا ؛ فقال أبو هريرة وهو يراني: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أصلح بين اثنين استوجب ثواب شهيد. ذكر هذه الأخبار أبو مطيع مكحول بن المفضل النسفي في كتاب اللؤلئيات له ، وجدته بخط المصنف في وريقة ولم ينبه على موضعها رضي الله عنه. اذا هبت رياحك فاغتنمها فان لكل. و " ابتغاء " نصب على المفعول من أجله.
ليتك تعرف كيف أَثرى روكفلر، كان هذا المثري العظيم في بادئ عهده أحد ثلاثة ألَّفوا شركة لتصفية النفط، فأخذ أحد الشركاء الثلاثة واسمه أندروز يتذمَّر ولم يصبر حتى يفيض الخير، فسأله روكفلر: «بكم تبيع حصتك؟» فأجابه أندروز: «بمليون دولار. » فقال روكفلر: «اشتريت. » وما مضت أربع وعشرون ساعة حتى دفع روكفلر المبلغ المرقوم إلى شريكه أندروز قائلًا له: «أفضل جدًّا أن أشتريها منك اليوم بمليون ولا آخذها فيما بعد بعشرة ملايين. إذا هبت رياحك. » إنَّ تلك الفرصة هي التي عملت روكفلر وصيَّرت منه ذلك المحسن الذي نسمع كلَّ يوم بفضله ومعروفه، وهي التي محت اسم شريكه أندروز من سِفْر أصحاب الثروات الضخمة والمحسنين. والفرص التي تفوتنا — نحن الشرقيين — هي التي جعلت منا قومًا اتِّكاليِّين ينفقون ما يملكون، وينتظرون فتح باب الفرج القريب. يقول المتكاسل المتواني: «تِفرج إن شاء الله. » وينسى حضرته أنه هو أيضًا له مشيئة. إنَّ تربيتنا الأولى هي التي تقف عقبة في سبيلنا، تربية ترهُّل واسترخاء تنشأ في البيت، وتشبُّ في المدرسة، وتكتهل وتشيخ في معترك الحياة. فإذا رأيت فتًى بطيء الحركة، قليل الاحترام للنظام، بارد الدم، لا يغامر في اقتناص الفرص السانحة، بل يدعها تمرُّ بسلام؛ لأنَّ صيدها عنده حرام؛ فقل: إن الحق على والديه؛ لأنهما لم يُجبراه على السعي والتدقيق في صباه.
ويمكن للمسلم أن يقول: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" مائة مرة، فيحصل له ثواب هاتين الكلمتين، ويحصل له ثواب حطِّ الخطايا الوارد في حديث: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر))؛ قال العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله: "وهنا فائدة: لو أن الإنسان قال: (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) مائة مرة، حصل له الثواب في الحديث: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة))". وقال الإمام المغربي رحمه الله في "البدر التمام شرح بلوغ المرام": "ودلَّ الحديث على أنه ينبغي إدامة هذا الذكر العظيم نفعه، وخفة عمله، وقد تقدم [قلت: سيأتي] فضل سبحان الله مائة مرة وحدها، فإذا أُضيف إليها هذه الكلمة الأخرى، ازداد تحصيل الثواب، وحصل به امتثال قوله تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ [ق: 39]". ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ [متفق عليه]؛ قال الإمام الطيبي رحمه الله: "ظاهر الإطلاق يُشعِر بأنه يحصل هذا الأجر المذكور لمن قال ذلك مائة في يومه، سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس، أو بعضها في أول النهار وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار".
السؤال: بخصوص "من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" مائة مرة غفرت جميع ذنوبه. سؤالي: 1. هل هذه الرواية صحيحة أم لا؟ 2. ولو كان صحيحًا، فهل هذا يشمل الذنوب الكبائر مثل الزنا والربا؟ 3. وهل لو قالها الشخص مائة مرة كل يوم يغنيه ذلك عن صلاة التوبة ؟ 4. وهل يمكن أن يكتفي بقوله "سبحان الله وبحمده" فقط دون "سبحان الله العظيم"؟ 5. لقد اعتدت أن أقولها بعد صلاة الظهر فقط نظرًا لأن هذا هو الوقت الذي يكون لدي فيه أوقات فراغ، فهل هناك وقت مستحب لهذا الدعاء أم يجوز في أي وقت؟ الإجابة: الحمد لله تعالى أولاً: لفظ الحديث المشار إليه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ( البخاري:6682 ومسلم:2694). وعنه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ »(البخاري:6405). وفي رواية مسلم (2692) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ».
ومن ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه))؛ [أخرجه مسلم]؛ قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: "يدل على أن ذكر الله تعالى أفضلُ الأعمال كلها". وقد ذكر أهل العلم أن هذا العدد (المائة) ليس من الحدود التي نُهي عن اعتدائها، ومجاوزة أعدادها، فالزيادة عليها لا تبطلها، وفيها زيادة أجر، وفضل من الله. ومن ذلك ما جاء عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة))؛ [أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، وصححه العلامة الألباني]؛ قال الإمام المناوي رحمه الله: "((غرست له بها نخلة في الجنة))؛ أي: غرست له بكل مرة نخلة فيها، وخصَّ النخيل لكثرة منافعه، وطيب ثمره". إن لهاتين الكلمتين شأنًا عظيمًا، جعل الحافظ ابن ناصر الدمشقي رحمه الله يصنف فيهما مؤلفًا مستقلًّا، سماه: "التنقيح في حديث التسبيح". وقد ختم الإمام البخاري رحمه الله كتابه "الجامع الصحيح" بحديثهما؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "وهذا الحديث ختم به... رحمه الله كتابه، والحكمة من ذلك أنهما كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، فأحب أن يختم كتابه بما يحبُّه الله عز وجل".
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "هذا يشمل من قالها في أول النهار وآخره، لكن قال العلماء: ينبغي أن يقولها في آخر النهار؛ من أجل أن تكون خطاياه في النهار محطوطة بهذا الذكر".
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: " والمعنى: إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع لا مجرد الكلام فقط بل يقول هذا مع الاستغفار والندم والتوبة وعدم الإصرار على المعاصي والذنوب عندها يرجى له هذا الخير العظيم حتى في الكبائر, إذا قال هذا عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب فإن الله يغفر له صغائرها وكبائرها بتوبته وصدقه وإخلاصه.. " انتهى من (مجموع الفتاوى:11/49). ثانياً: الاقتصار على قول: " سبحان الله وبحمده " جائز، كما صح به الحديث الذي ذكرناه. ولو قال: " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " فهذا أيضا ذكر آخر، له فضيلة عظيمة، كما سبق ؛ فهو كلام محبوب إلى الرحمن جل جلاله، خفيف على اللسان ، ثقيل في الميزان. ولو نوع بينهما، أو جمع بينهما، فقال هذا في بعض الأحوال، وهذا في بعضها فهو أحسن وأفضل. ثالثا: الأفضل فيمن أراد أن يحافظ على الذكر الوارد: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، أن يأتي به بعد صلاة الصبح، أو قبل صلاة المغرب ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي.. »؛ لا سيما وقول ذلك يسير، لا يستغرق وقتا كبيرا، ولا مشقة فيه على الذاكر. لكن إن شغل عنه يوما، أو غفل، أو نام: شرع له أن يقول ذلك متى أمكنه.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قوله: ((خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان)) وصفهما بالخفة والثقل؛ لبيان قلة العمل وكثرة الثواب... وفي الحديث حثٌّ على المواظبة على هذا الذكر وتحريض على ملازمته؛ لأن جميع التكاليف شاقة على النفس، وهذا سهل، ومع ذلك يثقل في الميزان، كما تثقل الأفعال الشاقة، فلا ينبغي التفريط... وقوله: ((حبيبتان إلى الرحمن)) تثنية حبيبة، وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب من الله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخصَّ الرحمن من الأسماء الحسنى؛ للتنبيه على سعة رحمة الله؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل". وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "من فوائد الحديث: فضيلة هذا الذكر: (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، والله لو أفنى الإنسان دهره كله في هذا، لكانت رخيصةً؛ لأنهما ثقيلتان في الميزان، وحبيبتان إلى الرحمن، وخفيفتان على اللسان"، وقال رحمه الله: "فينبغي للإنسان أن يكثر من هاتين الكلمتين... فيستطيع أن يقولها كثيرًا وهو يمشي من المسجد إلى بيته". وقال الدكتور عبدالرحمن بن صالح الدهش: "قال بعض العلماء: وينبغي لك إذا سمعت مثل هذا الحديث أن تبادر للعمل فيه، فتتلفظ بما ذُكر مباشرة، ولا تقول: هذا فضل سأعمل به، بل اعمل به الآن؛ لأنه قليل يسير، ولا يأخذ منك وقتًا، وفضله عظيم".