خزاميات عند الحديث عن شعر الوصف وانسياق العدد الكبير من الشعراء وراءه، لوجدنا أن هناك علاقة وطيدة بينه وبين الشاعر، لأن الشاعر بطبيعته يميل إلى الوصف في قصائده.. الشعر في كل العصور لغة القلب والوجدان، وملاذ الإنسان حين تشتد به وطأة الحياة المادية. ينتقل بصوره العذبة وإيقاعه الساحر إلى فضاءات علوية، تتحرر فيها الروح من أغلالها، وتستريح فيها النفس من معاناتها اليومية، والأعصاب من توترها وقلقها، وتجد في أجوائها السكينة والطمأنينة. ويبقى الاهتمام بالشعر في فنونه المتنوعة قائما لا ينقص منه اهتمامنا بنوع أدبي آخر انتشر في هذا العصر انتشارا كبيرا، وارتبطت به فنون أخرى في السينما والتلفزة كفن التمثيل والإخراج وغيرهما. إذا نظرنا إلى الوصف منذ القدم لوجدنا أنه موجود منذ العصر الجاهلي ذلك العصر الذي يصور لنا الحياة بمختلف أشكالها وألوانها في تلك الفترة حيث رسم لنا تفاصيل حياة الجاهليين من جميع نواحيها. مشاركات محلية ودولية في مؤتمر «المنجز العربي في الدراسات الأجنبية» | صحيفة رسالة الجامعة. وإذا نظرنا إلى الوصف في ذلك العصر لوجدنا أنه غرض من أغراض الشعر القديمة حيث واكب الإبداع الشعري منذ الجاهلية ولا يزال غرضاً مطروقاً حتى اليوم، والوصف يسير في مسلكين اثنين. فهو إما أن يكون ممتزجاً مع غيره من الموضوعات الأخرى كالمدح والرثاء والفخر وإما أن يكون غرضا مستقلاً بذاته.
جلسات اليوم الثاني انطلقت جلسات اليوم الثاني برابع جلسات المؤتمر بورقة للباحثة اليابانية أكيكو سومي، تلتها د. أمل التميمي بورقة «السيرة الذاتية العربية في الدراسات الأجنبية»، ثم ورقة للأستاذ طاهر معاذ، وورقة للدكتورة منال العيسى حول «جهود المستشرق الفرنسي أندريه ميكيل في دراسة الأدب العربي»، واختتمت الجلسة بورقة للدكتورة نادية هناوي حول «دراسة الأدب العربي عند الباحثة البلغارية بيان ريحانوفا». في الجلسة الخامسة قدم د. جريدة الرياض | الوصف في الشعر. إسلام عمارة بحثاً بعنوان «رسائل علمية حول الأدب العربي في جامعة أولوداغ»، وتحدثت الدكتورة حنان أبو لبدة عن «المنجز العربي النحوي عند بروكلمان»، والدكتور عبدالعزيز الحميد عن إنجازات المستشرقين في نشر التراث اللغوي ودراسته، واختتمت الجلسة بورقة للدكتور يوسف فجّال حول «قراءة في منهج أندري رومان من خلال كتابه النحو العربي». وناقشت الجلسة السادسة بحثا للدكتور حسن الطالب، وورقة للدكتور حمد البليهد، وللأستاذة سمية العدواني، وتناول الأستاذ عادل الصيعري صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب المستشرق الروماني «كونستانس جيورجيو»، وتطرق الدكتور عبدالعزيز الخراشيّ إلى الأسس القرائيّة في كتاب «الوصف في الشّعر العربيّ الكلاسيكيّ»، وكانت الورقة الأخيرة من تقديم مستورة العرابي.
ويعد شعر الشعراء عن الكرم واحدٍ من أبرز أنواع الشعر الفصيح، حيث أن أكثر الشعراء اهتموا بالحديث في قصائدهم عن الكرم وفضله في النفس البشرية.
كما ساهم ذلك في تنمية الروح الفنية عند الشعراء الذين زرع بهم حب الإسلام وحب العمل على الصفات الحميدة في الإنسان، فبرز في شعر شعراء عصر الإسلام قديماً شعر عن الكرم، حيث أنّ الكثير منهم تخصص في وصف كرم النبي والبعض الآخر تخصص في وصف الكرم وفضله على فاعله، فلقد غرس الإسلام في الشعراء محبة الأعمال الصالحة والتي كان من أبرزها هي صفة الكرم.
مثال ذلك الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، فالمسلمون جميعا كانوا في ذلك الوقت مدعوين إلى التواصي بالحق والتواصي بالصبر وإلى الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما على هذا المنهاج. وكان النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الصدد، هو الحكم الذي يفصل ويحدد - إذا ما حدث خلاف - بين الحق والباطل، بين الصبر والعجل، بين الخير والشر، بين المعروف والمنكر. فيما بعد، وعلى نحو ما سلف، أنشئ جهاز متواضع للشرطة في عهد أبي بكر (632 - 634م) كان يسمى العسس، ثم أطلق عليه اسم الشرطة في عهد على بن أبي طالب (655 - 660م). ظهر الشعر في العصر الجاهلي. وفي عهد عمر بن الخطاب (634 - 644م) بدأت مهام الخليفة تمتد وتتشعب فندب امرأة تسمى الشفاء للإشراف على سوق المدينة (يثرب)، كانت مهمتها تتعلق بإفراز المبيعات، كالتطفيف في الكيل، أو البخس في الميزان، أو الغش في البيع، أو التدليس في الثمن. هذا العمل كان ولاية من ولاية الحاكم (الخليفة، فالحاكم ندب شخصا لأداء بعض وظائفه ومهامه التي كان من أبرزها آنذاك مراقبة الأسواق وملاحظة ما يتم فيها من بيع وشراء، وإذ كان المندوب لهذا العمل لا يقتضي أجرا، ولا يعد صاحب وظيفة، فقد رئي أنه يؤدي عمله حسبة لوجه الله، فالله حسبه فيما يفعل دون أجر، ومن ثم قيل إنه المحتسب، وهي تسمية تستدعي ما كان قد قيل في الشعر من قبل: وأسرعت حسبة في ذلك العدد، ومحسبة قد أخطأ الحق غيرها.
فبرز في العصر الأموي الشعر عن الكرم، حيث تميز الشعراء في العصر الأموي في إخراج نماذج فصيحة ومؤثرة في الشعر عن الكرم، ولعل ذلك يعود إلى كون الشعر يجسد صدق العاطفة في النفس البشرية. وبه أيضاً يمكن التأثير في كافة النفوس والاذهان، خاصة وأن الشعر أداة الوجدان، وشعر الكرم هو أفضل أنواع الشعر التي برزت في لغتنا العربية.
فأْتِنَا بخبرِ القومِ، فلم أجد بُدًّا، إذ دعاني باسمي، أن أقومَ، قال: اذهب، فأْتني بخبرِ القومِ، ولا تُذعرهم عليَّ، فلما وليتُ من عندِه جعلتُ كأنما أمشي في حمامٍ، حتى أتيتهم، فرأيتُ أبا سفيانَ يُصلي ظهرَه بالنارِ، فوضعتُ سهمًا في كبدِ القوسِ، فأردتُ أن أرميهُ، فذكرتُ قولَ رسولِ اللهِ: ولا تُذعرهم عليَّ، ولو رميتُه لأصبتُه، فرجعتُ وأنا أمشي في مثلِ الحمامِ، فلما أتيتُه فأخبرتُه بخبرِ القومِ، وفرغتُ، قررتُ، فألبسني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- من فضلِ عباءةٍ كانت عليهِ يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحتُ، فلما أصبحتُ قال: قم، يا نومانُ! " [٤]. مناسبة حديث عن حذيفة بن اليمان في حديث حذيفة بن اليمان هذا مناسبة عظيمة من المناسبات الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد كان هذا الحوار في إحدى ليالي غزوة الأحزاب الذي قال فيها الله تعالى في سورة الأحزاب: {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [٥] ، حيث كان الخوف يلفُّ قلوب المسلمين بعد حصار الأحزاب للمدينة المنورة، حين طلب رسول الله أن يذهب أحد الصحابة ليأتي بخبر الأحزاب فكان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- هو من كسب صحبة رسول الرحمة -رضي الله عنه- يوم القيامة ، والله أعلم.
فلمَّا رآني أدخلني إلى رجليه، وطرح عليَّ طَرف المِرْط. ثم ركع وسجد، وإني لفيه، فلمّا سلَّم أخبرتُه الخبر، وَسَمِعَتْ غطفان بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم( [5]). قال ابن إسحاق: ولما أصبح رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمون، ووضعوا السلاح. العبر المستخلصة من هذه القصة: 1- حذيفة، رضي الله عنه، يؤتمن على سرِّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولم يبح به لأحد. 2- انتقام الله عز وجل من أعداء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم الخندق بجنود الله، وشدة الرياح، حيث هُزموا ورُدُّوا على أعقابهم خاسئين. 3- اشتياق رجل من التابعين لرؤية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومحبته، والدفاع عنه، وإيثاره على كل شيء. 4- الرسول، صلى الله عليه وسلم، ينتدب من يستطلع أخبار العدو ليلاً في غزوة الخندق، ويرجو الله أن يكون معه في الجنة. 5- كان الرجل المنتدب الذي فرح بأداء مهمة استطلاع أخبار العدو؛ هو حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه. 6- حدوث وقعة الخندق في وقت اجتمعت فيه شدة الخوف، وشدَّة الجوع، وشدَّة البرد. 7- حذيفة يصف حالة الكفار، وكيف نُفِّذَ فيهم أمر الله تعالى. 8- أبو سفيان يُعْلن مظاهر هزيمة الكفار، ويدعو لنفير قومه، ورجوعهم من حيثُ أتواْ.
ذات صلة حذيفة بن اليمان من هو صاحب سر الرسول التعريف بالصحابي حذيفة بن اليمان هو الصَّحابي حُذيفة بن حسل، ويُقال: حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس العبسيِّ القطيعيِّ، من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، وأمَّا اليمان فهو لقب، وسبب تلقيبهُ باليمان؛ لأنَّه مِنْ وَلَدِ اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وكان جروة بن الحارث أيضًا يُقال له اليمان؛ لأنَّه أصاب في قومه دماً فهرب إلى المدينة، فحالف بني عَبْد الأشهل، فسمّاه قومه اليمان؛ لأنَّه حالف اليمانيَّة. [١] [٢] ويُكنى أبو عبد الله، وأُمُّهُ الرَّباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل، وهي من الأوس من الأنصار ، وقد شهِد غزوة أُحد واستُشهد والدهُ فيها، وكان من كِبار الصَّحابة الكِرام، وبعثه النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- يوم الخندق للنظر في أمر قُريش ليستطلع أخبارهم، ولُقِّب بصاحب سرّ النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وكان عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسألهُ عن المُنافقين. [١] [٢] وكان لِحُذيفة ثلاثةٌ من الإخوة، وهم: صفوان، وأُمُ سلمة، وفاطمة، وذَكَر ذلك الإمام النوويُّ -رحمه الله-، وذكر ابن سعد أنَّ له أربعةً من الإخوة، وهُم: سعد، وصفوان، ومدلج، وليلى، وأمَّا أبنائه؛ فقد كان له خمسةٌ من الأبناء، وهُم: أبو عُبيدة، وسماك، وسعد، وأُمُ سلمة، وسعيد، وقد نشأ حذيفة -رضي الله عنه- في بيتِ علمٍ وجهادٍ وإيمان ، وربَّى أبناءه على ذلك.
حذيفة بن اليمان | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3606 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] الواجِبُ على المُسلمِ أنْ يَجتنِبَ مَواضِعَ الفِتنِ؛ لأنَّه لا أحَدَ يَأمَنُ على نفْسِه منها، والمَعصومُ مَن عَصَمَه اللهُ تعالَى، وقدْ أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى ما يَجِبُ فِعلُه في وَقتِ الفِتنِ، وحذَّرَها مِن سُوءِ عاقِبةِ الانْخِراطِ فيها.
^ أ ب شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 364، جزء 2. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 53-58. بتصرّف. ↑ علي بن الحسن (1995)، تاريخ دمشق ، دمشق: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع، صفحة 263، جزء 12. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 40. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 41-42. بتصرّف. ^ أ ب إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 43-48. بتصرّف. ^ أ ب إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (1976)، السيرة النبوية ، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 218، جزء 3. بتصرّف. ↑ مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها ، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية، صفحة 360، جزء 1. بتصرّف. ↑ إبراهيم العلي (1996)، حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 50-51.