الحديث العشرون: "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" الحياء والإيمان - YouTube
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت 5769 حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت [ ص: 540]
قَوْله: (النَّاس) مَرْفُوع والعائد إِلَى: مَا، مَحْذُوف أَي: مَا أدْركهُ النَّاس، وَيجوز النصب والعائد ضمير الْفَاعِل، وَأدْركَ بِمَعْنى: بلغ، (وَإِذا لم تستح) إسم للكلمة المشبهة بِتَأْوِيل هَذَا القَوْل، أَي: إِن الْحيَاء لم يزل مستحسناً فِي شرائع الْأَنْبِيَاء السالفة، وَإنَّهُ باقٍ لم ينْسَخ فالأولون وَالْآخرُونَ فِيهِ أَي فِي استحسانه على منهاج وَاحِد. قَوْله: (فَاصْنَعْ مَا شِئْت) قَالَ الْخطابِيّ: الْأَمر فِيهِ للتهديد نَحْو: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فَإِن الله يجزيكم، أَو أَرَادَ بِهِ: إفعل مَا شِئْت مِمَّا لَا يستحي مِنْهُ وَلَا تفعل مَا تَسْتَحي مِنْهُ، أَو الْأَمر بِمَعْنى الْخَبَر أَي: إِذا لم يكن لَك حَيَاء يمنعك من الْقَبِيح صنعت مَا شِئْت. قلت: الْمَعْنى الثَّانِي أَشَارَ إِلَيْهِ النَّوَوِيّ حَيْثُ قَالَ فِي (الْأَرْبَعين): الْأَمر فِيهِ للْإِبَاحَة، وَهُوَ ظَاهر مِنْهُ.
وعلى هذا الحديث مدار الإسلام من حيث إن الفعل إما أن يستحيا منه وهو الحرام والمكروه وخلاف الأولى واجتنابها مشروع، أولا وهو الواجب والمندوب والمباح وفعلها مشروع. وكيفما كان فقد أفاد الحديث أن الحياء مما كان مندوبا إليه في الأولين كما أنه محثوث عليه في الآخرين؛ وقد ثبت أنه شعبة من الإيمان أي من حيث كونه باعثا على امتثال المأمور وتجنب المنهي لا من حيث كونه خلقا، فإنه غريزة طبيعية لا يحتاج في كونها شعبة منه إلى قصد؛ وقد ذكر النووي أن قانون الشرع في معنى الحياء لا يحتاج إلى اكتساب ونية فينبغي حمل الحديث على هذا المعنى، فدخل الحديث إذا في جوامع الكلم التي خص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. [[4]] وقد نظم بعضهم معنى الحديث فقال: إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء وما من نبي إلاّ وقد ندب إلى الحياء وبعث عليه، وأنه لم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم ولم يبدل فيما بدل منها؛ وذلك أنه أمر قد علم صوابه وبان فضله واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته لم يجر عليه النسخ والتبديل. اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. [[5]] قال النووي: إذا أردت فعل شيء فإن كان مما لا تستحي إذا فعلته من الله ولا من الناس فافعله وإلا فلا، وعلى هذا مدار الإسلام وتوجيه ذلك أن المأمور به الواجب والمندوب يُستحى من تركه والمنهي عنه الحرام والمكروه يُستحى من فعله؛ وأما المباح فالحياء من فعله جائز وكذا من تركه، فتضمن الحديث الأحكام الخمسة؛ ومعناه إذا نزع منك الحياء فافعل ما شئت، فإن الله مجازيك عليه؛ وفيه إشارة إلى تعظيم أمر الحياء، وقيل هو أمر بمعنى الخبر أي من لا يستحي يصنع ما أراد.
20 – شرح حديث إذا لم تستح فاصنع ما شئت – الشيخ: صالح اللحيدان عدد الملفات المرفوعه: 1 الشيخ: صالح اللحيدان 20 – عَنْ أَبيْ مَسْعُوْدٍ عُقبَة بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ البَدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَاسُ مِن كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ) رواه البخاري.
ولعل مما يحسن التنبيه إليه في هذا الباب أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - بحجة الحياء من الناس - قصور في الفهم ، وخطأ في التصوّر ؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بخير ، والنبي صلى الله عليه وسلم على شدة حيائه ، كان إذا كره شيئا عُرف ذلك في وجهه ، ولم يمنعه الحياء من بيان الحق ، وكثيرا ما كان يغضب غضبا شديدا إذا انتُهكت محارم الله ، ولم يخرجه ذلك عن وصف الحياء. وبعد: فهذه جولة سريعة مع خلق الحياء ، عرفنا فيها معالمه وفضائله ، وصوره وجوانبه ، وجدير بنا أن نحرص على هذا الخلق النبيل ، وأن نجعله شعار لنا حتى نلقى ربنا الجليل.
فسكت الحجاج ، ولم يحر جواباً. ثم إن أحد شهود المجلس قدم على المدينة وأخبر عبدَ الله بن عمر بما طلبه الحجاج من ابنه سالمٍ. فلم يتريث حتى يسمع بقية الخبر... وإنما بادر محدثه قائلاً: وما صنع سالم بأمر الحجاج ؟. فقال له: صنع كذا وكذا. فسُرِّي عنه ، وقال: كَـيِّـسٌ كَـيِّـسٌ... عاقِلٌ عاقِلٌ... ولما آلت الخلافة إلى عمرَ بن عبد العزيز كتب إلى سالم بن عبد الله يقول: أما بعد... فإن الله عز وجل ابتلاني بما ابتلاني به من ولاية أمر المسلمين عن غير مشورة مني ولا طلب. فأسأل الله الذي ابتلاني بهذا الأمر أن يعينني عليه. فإذا جاءك كتابي هذا ؛ فابعث لي بكُتُبِ عمرَ بن الخطاب ، وأقضِيَتِه ، وسيرته... فإني عازمٌ على أن أتَّبِع سيرَتَه... وأسير على نهجه إن أعانني الله على ذلك... والسلام.
عبدالله سالمين عمر بن محفوظ أستاذ مساعد قسم ÇáåäÏÓÉ ÇáßíãíÇÆíÉ æ åäÏÓÉÇáãæÇÏ كلية الهندسة جامعة جدة هاتف: 0126952037 تحويلة. 74255 بريد الكتروني: الشهادات العلمية: 2011: درجة الدكتوراة من الهندسه الكيميائيه, الهندسه, جامعة تكساس آه & آم, College Station, Texas, امــريــكـا الخبرات السابقة: 2012 - 2014: أستاذ مساعد, مركز التميز البحثي في تقنية تحلية المياة, جدة, المملكة العربية السعودية معلومات الاتصال: هاتف العمل: 0126952037 تحويلة. 74255 البريد الالكتروني: البريد الالكتروني 2: صندوق البريد: 80204 الموقع الشخصي: الفاكس: 0126401686
ولم يطلب أي شئ منه مع أن هشام بن عبد الملك خليفة المؤمنين وبيده الكثير تحت يديه ولكنه رفض ذلك وأثر الأخره علي الدنيا وأختار ما عند الله في الأخره فقد كان رحمه الله نعم العباد الزاهدين. قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته) انجازاته رضى الله عنه في الإسلام وثناء العلماء عليه روي سالم بن عبد الله رضى الله عنه الكثير من الأحاديث عن أبيه عبد الله بن عمر وعن أبي هريره والكثير من التابعين والصحابة. وأعتبر أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه أن أصح أسانيد أحاديث عبد الله بن عمر، هو ما رواه الزُهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه أي أن أحاديثه التي رواها عن الرسول صلي الله عليه وسلم من أصح الأحاديث. وأخذ الناس منه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يحبه الناس لغضبه لدين الله وخوفيه من الله عز وجل ومن تعدي حدوده فكانت له مكانه خاصه في قلوب المسلمن في زمانه. فقد أثنا عليه الكثير من العلماء والناس في زمانه فقد كان سالم رضي الله عنه ذا شأن عظيم ومكانة كبيرة عند أهل زمانه، فقال عنه مالك: "لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه من مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه".
فقال سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟. فارتبك الخليفة وقال: بل من حوائج الدنيا... فقال له سالم: إنني لم أطلب حوائج الدنيا ممن يملكها ؛ فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟. فخجل الخليفة منه وَحَـيَّـاه ، وانصرف عنه وهو يقول: ما أعزكم آل الخطاب بالزهادة والتقى ؟... وما أغناكم بالله جل وعز!!... بارك الله عليكم من آل بيتٍ. وفي السنة التي قَبْـلَها حَجَّ الوليدُ بن عبد الملك. فلما أفاض الناس من " عرفات " ، لقي الخليفةُ سالمَ بنَ عبد الله في " المزدلفة " وهو مُحْرِمٌ ؛ فحياه وبيَّاه ، ثم نظر إلى جسده المكشوف فوجده تام البنية ، بادي القوة ، كأنه بناءٌ مبنيٌّ ؛ فقال له: إنك لحسن الجِسْم يا أبا عمر... فما أكثرُ طعامِك ؟!. فقال: الخبزُ والزيتُ... وإذا وجدتُ اللحمَ - أحياناً - أكلتُه. الخبزُ والزيتُ ؟!. فقال: نعم. فقال: أوَ تشتهيه ؟!. فقال:إذا لم أشتهِه أتركُه حتى أجوعَ فأشتهيه. وكما أشبه سالمٌ جدَّه الفاروق في الإعراض عن الدنيا والزهادة بعَرَضِها الفاني ، فقد أشبهه أيضاً في الجهر بكلمة الحق مهما كانت ثقيلة الوطأة شديدة التبعات... من ذلك أنه دخل على الحجاج ذات مرة في حاجة من حوائج المسلمين. فرحب به الحجاج وأدنى مجلسه وبالغ في إكرامه... وفيما هما كذلك ؛ إذ أُتي الحجاج بطائفة من الرجال ؛ شُعثِ الشعور ، غُبْرِ الأجسام ، صفرِ الوجوه ، مقرَّنِينَ في الأصفاد [ مقيدين في الحديد].