لقد عانى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من تلك الضربة المشؤومة المسمومة ثلاثة أيام بلياليها, وضجت الملائكة في السماء بالدعاء, وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة, ونادى جبرئيل (عليه السلام) بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ: (تهدمت والله أركان الهدى.. وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى.. من القائل تهدمت والله اركان الهدى - إسألنا. وانفصمت والله العروة الوثقى.. قتل ابن عم محمد المصطفى قتل الوصي المجتبى...... قتل علي المرتضى قتل والله سيد الأوصياء.. قتله أشقى الأشقياء).
فُجع العالم الإسلامي في مثل فجر اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك من عام (40 هـ), بجريمة الاعتداء على رمز العدالة و الإنسانية وأول المؤمنين بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله), بل أول السابقين للإيمان برسالته المباركة والمدافعين عن الدين وقامع الملحدين وقاتل المشركين, نفس رسول الله وزوج ابنته الزهراء البتول وأبي السبطين الحسن والحسين(عليهم السلام), أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), على يد أشقى الأشقياء ابن ملجم المرادي (لعنه الله) وهو يصلي في مسجد الكوفة. فبعد التحكيم الذي جرى في حرب صفين تمردت فئة على الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وسميت هذه الفئة ب (الخوارج), وأعطاهم الإمام (عليه السلام) الفرص الكثيرة ليعودوا إلى رشدهم لكنهم استمروا في غيهم, وقاموا بتشكيل قوة عسكرية وأعلنوا استباحتهم لدم الإمام علي (عليه السلام) ودماء المنتمين إلى عسكره ، واستعدّوا لمنازلة جيش الإمام ، فقاتلهم الإمام ، وقضى عليهم في معركة النهر. وكان جماعة من الخصوم -الذين يؤيدون الأفكار المنحرفة للخوارج- قد عقدوا اجتماعا في مكة المكرمة, وتداولوا في أمرهم الذي انتهى إلى أفدح وأسوأ العواقب, فخرجوا بقرارات كان أخطرها اغتيال أمير المؤمنين (عليه السلام), وقد أوكل أمر تنفيذه للمجرم الأثيم الزنيم عبد الرحمن بن ملجم المرادي, وفي صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام (40هـ) امتدت يد اللئيم المرادي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ ضربه بسيفه أثناء صلاة نافلة الفجر في مسجد الكوفة الشريف, بينما كانت الأمة آنذاك تتطلع إلى النصر على قوى البغي والضلال التي يقودها معاويةُ في الشام.
فـــــيا أســـــفي عــــلى الــمـولى التقي أبــــــي الأطــــــهار حــــــيدرة الــزكي قتـــــله كـــــافر حــــــنــــــث زنـــيـــــم لعــــــين فـــــــــاســــق نــــــغل شقـــي فـــــــيلعن ربـــــنا مـــــن حــــاد عــنكم ويــــــبرء منــــــــكم لعـــــــناً وبــــــيّ لأنـــــكم بـــــيوم الحــــــشــــر ذخـــري وأنــــــتــم عـــــدة الهـــــادي النـــــبي الكاتب: مهند سلمان آل حســين
قصة استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام روى جماعة من أهل السير منهم أبو مخنف وإسماعيل بن راشد أبو هاشم الرفاعي وأبو عمرو الثقفي وغيرهم الأحداث التاريخية التي جرت في استشهاد أمير المؤمنين علي بن طالب عليه السلام. كان تخطيط قتل علي بن طالب من قبل معاوية وعبد الملك بن مروان والمغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس وغيرهم من مبغضي علي عليه السلام. إنّ نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكة، فتذاكروا الأمراء (ويقصدون بني أميّة) فعابوهم عابوا أعمالهم، وذكروا أهل النهروان وترحّموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: لو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرّتهم وأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك. 1. فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله: أنا أكفيكم عليّاّ، 2. المنبر الفاطمي - لـــطـــــمـــــيـــــــــــــــات - باســـــــم الــكـــربــلائـــي - تهدمت والله اركان الهدى وا عليا. وقال البرك بن عبيد الله التميمي: أن أكفيكم معاوية ، 3. وقال عمرو بن بكر التميمي ، أنا أكفيكم عمرو بن العاص، وتعاقدوا على ذلك وتوافقوا على الوفاء، وتواعدوا شهر رمضان في ليلة تسع عشرة منه، ثم تفرقوا. فأقبل ابن ملجم لعنه الله وكان عداده في كندة حتى قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر منه شيء ، فهو في ذلك إذ زار رجلاً من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب، فصادف عنده \\\"قطام بنت الأخضر التيمية\\\" ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد قتل أباها وأخاها بالنهروان، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها، فلما رآها ابن ملجم شغف بها واشتد إعجابه بها، وسأل في نكاحها وخطبها، وقد مارست معه الإغراء والإثارة ولم تسلّمه نفسها إلا بتلبية الصداق.
أو الاسم الأعظم الأعظم الأعظم (هو)، وأركانه (مدينة الكمالات الإلهية) الله سبحانه وتعالى، وبابها: الرحمن الرحيم، ولو كان الباب غير هذين الاسمين لاشتدت المثلات والعقوبات على أهل الأرض، ولما زكى منكم أحد. وظهور هذه الأسماء في الخلق، بمحمد وعلي وفاطمة، فمحمد هو تجلي الله في الخلق، وعلي تجلي الرحمن، وفاطمة تجلي الرحيم في الخلق. وبشهادة الرسول تهدم الركن الأول، وبشهادة فاطمة تهدم الركن الثاني، ولكنهما بقيا ببقاء الثالث، وهو علي - عليه السلام -، فلما استشهد علي - عليه السلام - تهدم الركن الثالث، بل وتهدم الأول والثاني معه، ولذا قال جبرائيل - عليه السلام -: (تهدمت والله أركان الهدى). والحسن والحسين عليهما السلام مع أنهم موجودون بعد الإمام علي - عليه السلام -، ولكنهم لا يمثلون أركاناً للهدى بهذا المعنى. فأركان الهدى ثلاثة لا غير، والأئمة (ع) كلهم أركان هدى، ولكنهم أركان لهذه الأركان أي إنّ الأئمة (ع) أركان محمد وعلي وفاطمة (ع). تأمل وقارن، وان اردت فهم الجواب بعمق أكثر راجع ما كتبه السيد احمد الحسن في المتشابهات وغيره. ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع) أنا منسي منسي.. و القرآن مهجور مهجور مهجور.. كان يرددها بألم و حزن و لوعة.
فقالت له: ما الذي تسمّي لي من الصداق ؟ فقال لها: احتكمي ما بدا لك فقالت له: أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفاً وخادماً وقتل علي بن أبي طالب. فقال لها: لك جميع ما سألت، فأما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام فأنّى لي بذلك ؟ فقالت: تلتمس غرّته فإن أنت قتلته شفيت نفسي وهنأك العيش معي، وإن أنت قُتلت فما عند الله خير لك من الدنيا. فقال: أما والله ما أقدمني هذا المصر وقد كنت هارباً منه لا آمن مع أهله إلا ما سألتني من قتل علي بن أبي طالب، فلك ما سألت. قالت: فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقويك.
وعندما سمع الأنصار كلام أبا بكر انقادوا خلفه ووافقوا على ذلك وقاموا بمبايعة أبو بكر رضي الله عنه للخلافة. ويقول الصحابة الذين حضروا ذلك الموقف أنه عندما توفى نبي الله صلى الله عليه وسلم. ودخل عليه أبا بكر الصديق وكشف عنه وجهه ثم قبله وقال له فداك أبي وأمي يا رسول الله طبت حيًا وميتًا. وبعدها سمع باجتماع الأنصار فذهب إليهم برفقة المهاجرين وعمر بن الخطاب. وبدأ أبو بكر يذكر الأنصار بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد قال لهم أن النبي قال عنهم: "لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار واديًا سلكت وادي الأنصار". وبعد ذلك وجه معاتبته لسعد بن ساعدة، وقال له لقد سمعت يا سعد وأنت جالس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم". فرد عليه سعد وقال له صدقت يا أبا بكر أنتم الأمراء ونحن الوزراء. شاهد أيضا: قصة سيل العرم إتمام بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قصة سقيفة بني ساعدة، في يوم الثلاثاء الموافق للثالث عشر من شهر ربيع الأول لعام 11 هجريًا والموافق للثامن من شهر يونيه في عام 632 ميلاديًا. أجتمع كافة المسلمين في المسجد من أجل مبايعة أبي بكر رضي الله عنه.
انتقل إلى المحتوى توجد سقيفة بنى ساعدة تقع هذه السقيفة فى شمال غرب المسجد النبوي الشريف تحديدا بين المساكن الخاصه بقبيلة بني ساعدة الخزرجية، وكانت هذه السقيفة في أزمان سابقة تقع بداخل بيوت تتراص بجانب بعضها البعض و كان أحد هذه البيوت تسكنه قبيلة بني ساعدة على مقربة من البساتين الموجودة بجانب المزرعة. كانت سقيفة بني ساعدة كبيرة في الحجم فقد كانت تتسع لأعداد كبيرة من الأنصار الذين كانوا يجتمعون بها، و يوجد أمام السقيفة رحبة واسعة تتسع هي الأخرى لأعداد كبيرة و ربما أكثر إن لم تتسع السقيفة نفسها لذلك العدد الكبير. كما يقع على مقربة من السقيفة بئر يخص بني ساعدة و الذي يعرف ببئر بضاعة؛ إلى أن تحولت السقيفة بعد حين إلى مبنى كبير تعددت أشكاله و تغيرت على مر السنين و العصور المختلفة؛ إلى أن وصل لشكله الحالي الذي أصبح عبارة عن حديقة تطل على السور الغربي للمسجد النبوي الشريف. وصف سقيفة بنى ساعدة السقيفة هي عبارة عن بناء مسقوف واسع مكون من ثلاثة جدران جدران أما الجهة الرابعة و هي الجهة الشمالية فتكون مفتوحة في أغلب الأحيان و بها بعض الأعمدة، و ترتفع أرضيتها أكثر قليلاً عما حولها؛ أما سقف السقيفة فهو مكون من جريد النخل و جذوع الأشجار و مُغطى بالطين.
سقيفة بني ساعدة سقيفة شرفها الله - YouTube
والصحابة الكرام يستحقون عليه مجموعة من الأوسمة، علماً أنهم أكبر من كل وسام وأغنى عن كل ثناء. • حين التقى الصحابة الكرام في سقيفة بني ساعدة، أصَّلوا فكرة العمل المؤسسي، الذي يقر بحق الأمة في قيادتها من خلال أهل الحل والعقد، والعمل المؤسسي من أعظم الظواهر الحميدة في التاريخ، والذين يدرسون اليوم نقاط القوة في حضارة اليابان وحضارة الغرب، عليهم أن يجعلوا في مقدمة هذه النقاط احترام العمل المؤسسي وإعلاءه وتقديمه. • وهم في لقائهم الميمون أصَّلوا أيضاً مبدأ الشورى، فلم ينفرد بالأمر أحد، ولم تلتق مجموعة منفردة وحدها لتقرر أمراً دون الآخرين ثم تأتي إليهم لتأخذ موافقتهم عليه لتضفي على قرارها صبغة الشورى، لا، لم يفعلوا ذلك لأنهم أهل دين يحجزهم عن هذا التزييف، ولأنهم رجال أحرار تأبى فطرتهم السليمة ومعادنهم العالية هذا التزوير. لقد اجتمعوا في العلانية، وتحاوروا وتجادلوا ساعة من نهار، ثم اختاروا الصديق خليفة لهم، فكان خير خلف لخير نبي. • والصحابة الكرام حين اختاروا خليفتهم العظيم، كانوا قمة في الوعي السياسي، فلم تعش دولة الإسلام الوليدة يوماً واحداً بدون قائد لها، وهذا جعل الدولة تنجو من أي " فراغ دستوري " كما يعبر أهل القانون، فكانوا دستوريين قبل الدستوريين، وقانونيين قبل القانونيين.
• أرأيت يا أستاذ إبراهيم كيف أخطأت خطأ كبيراً حين انتقصت من موقف الصحابة الكرام في السقيفة، وهو موقف كله مناقب ومكارم وإنجازات ودروس؟ • بقيت مجموعة من الخواطر أود أن أجعلها على شكل برقيات وجيزة أوجهها إلى عقل البليهي ووجدانه، وهو المسلم العربي، الذي سمعت عن عفته ونزاهته وأمانته وتواضعه الكثير، زاده الله توفيقاً وأعانه على تصحيح أخطائه. • ماذا يقول الأستاذ البليهي في حضارة الإسلام وقد كان العرب روحها وجوهرها ورأس الحربة فيها التي شهدت لها أعداد لا تحصى من غير العرب ومن غير المسلمين، من قادة وساسة وأدباء وفنانين ومفكرين ورحالة ومؤرخين، فقالت فيها كلاماً في غاية النفاسة، ولن أدل الأستاذ البليهي على الأقوال والقائلين والكتب التي عنيت بذلك، فهو قارئ ومتابع ولابد أن لديه مكتبة عامرة. • هناك وجهة نظر شائعة لدى عدد من قادة الغرب ولا أقول كلهم ترى أن الإسلام الذي تسميه الخطر الأخضر، هو عدوها الأكبر بعد سقوط الشيوعية التي كانت تسميها الخطر الأحمر، وهؤلاء القادة ينتقصون المسلمين عامة والعرب خاصة، ويحرّضون عليهم، ويقفون ضدهم، وينحازون إلى أعدائهم، ويصفونهم بأسوأ الصفات، ألا يرى الأستاذ البليهي أن متابعة أخطاء العرب، وتكبيرها، وتعميمها، والإلحاح عليها، والسكوت عن فضائلهم، هو جهد خاطئ يصب في خدمة أولئك القادة بطريقة أو بأخرى بقطع النظر عن النوايا، والنوايا الطيبة لا تعني بالضرورة صواب الرأي.
قال ابن إسحاق : وكان من حديث السقيفة حين اجتمعت بها الأنصار أن عبدالله بن أبي بكر حدثني ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ، عن عبدالله بن عباس ، قال : أخبرني عبدالرحمن بن عوف ، قال : وكنت في منزله بمنى أنتظره ، وهو عند عمر في أخر حجة حجها عمر ، قال فرجع : عبدالرحمن بن عوف من عند عمر فوجدني في منزله بمنى أنتظره ، وكنت أقرئه القرآن ، قال ابن عباس : فقال لي عبدالرحمن بن عوف : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين ، فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول : والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، والله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت . قال : فغضب عمر ، فقال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم . قال عبدالرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين ، لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم ، وإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطير بها أولئك عنك كل مطير ، ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار السنة ، وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس ، فتقول ما قلت بالمدينة متمكنا ، فيعي أهل الفقه مقالتك ، ويضعوها على مواضعها .