مثلًا: كلّ هذه المُدن والدول والعمران على الكرة الأرضية، هل وُجدتْ وحدها هكذا؟! أمْ أنَّ الإنسان قد بناها وعمَّرها؟.. بالقطع لا يصلح عقلًا تصوُّر أنَّها وُجدت هكذا وحدها بلا مُوجِد، لا يقبل العقل البشريّ هذا الفرض. لذلك كلُّ شيء حولنا هناك مَن أوجده. وبما أنَّ الكون موجود إذن فله خالق خلقه وأوجده. الأدلة العقلية على وجود الله - ملتقى الخطباء. ولعلَّ هذا الدليل هو نفسه الذي ورد في الأثر المشهور عندما سُئِلَ أعرابيٌّ لِمَ أنت مؤمن بالله؟ فقال: إنَّ البَعرة (مُخلَّفات الماشية) تدلّ على البعير، وإنَّ الأثر يدلّ على المَسير. وهنا نستخدم قياسًا منطقيًّا وأصوليًّا يُسمَّى "قياس الأعلى" أو "قياس الأَوْلَى"؛ فهو يقصد إذا كان مجرَّد رَوَث البهائم يدلُّنِي على أنَّها قد مرَّتْ، ومجرَّد الآثار على الأرض تدلُّني على أنَّ قافلة كانت هُنا؛ فلا بُدَّ لهذا الكون الهائل أنْ يدلَّني على وجود خالق بالأَوْلَى أيْ بالتصوُّر الأَوْلَى. ويُشبه هذا الدليل دليلًا يُسمَّى "برهان الحدوث" فإذا اعتبرنا أنَّ الكون حادث -أيْ ليس قديمًا- فلا بُدَّ له من مُحدِث. 2. ولعلَّ سؤالًا يُراوِد العقل الآن؛ إذا كُنَّا نقول إنَّ "لكُلّ حدَثٍ مُحدِث"، و"لكُلّ وجود مُوجِد"؛ فمَن أوجد الله؟!
وتذكّرنا كثيرٌ من الآيات باشتراكهم مع عالم الإنس في أصل التكليف، من مثل قوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم} (الأنعام:130)، واشتراكهم في الجزاء الأخروي بحسب أعمالهم، نجد ذلك في قوله سبحانه: {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار} (الأعراف:38). اثبات وجود الله بالعقل - حياتكَ. واستعرضت سورة الجن بالكامل أحوالهم المتعدّدة، وطرفاً من أخبارهم مع الوحي، وموقفهم من رسالة الإسلام، وافتراق طوائفهم وتنوّعها، وتعظيم مؤمنيهم لله سبحانه وتنزيههم له عن الصاحبة والولد، إلى غير ذلك من الأمور. والقصدُ هنا التنبيه على أن ذكر الجن والتفصيل بأحوالهم على نحوٍ واضحٍ لا لبسَ فيه، لا يدعُ لأحدٍ مجالاً أن يُنكر وجودهم أو يحرّف معاني الآيات الدالة عليهم. السنة النبويّة نستطيع أن نقول: إن قضيّة وجود الجن هي من قبيل التواتر المعنوي؛ فإن ذكرهم قد ورد في العديد من الأحاديث الصحيحة الصريحة في مواطن متعددة وبسياقات متنوّعة مما يُثبت وجودهم ويردّ على جماعة المُنكرين. والأحاديث في وجودهم لا تُحصى، بل تملأ مصنّفاً مستقلاً، نجد فيها: ذكر أصل خِلْقتهم: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) متفق عليه، وبيان طعامهم: (هما من طعام الجن –يعني العظم والروثة-، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم، ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما) رواه البخاري ، وأنهم يتراحمون: (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها) رواه مسلم ، وغير ذلك من أحوالهم.
ويعتمد دليل الإحكام والإتقان على نقطتين هما: النقطة الأولى: الكون متقن ومحكم في خلقته؛ ومعنى ذلك أن الكون رُكّب بطريقة معقدة جدًا، ولا يمكن القول أن هذا الإبداع جاء من الكون نفسه أو من الصدفة، كما أن أحداثه وأجزاءه شُكّلت في مسارات دقيقة، بحيث أن كل جزء منه يؤدي وظيفة دقيقة خاصة به، وقُدرت مكوناته بمقادير دقيقة بحيث أن أي تغيير من زيادة أو نقصان يؤدي إلى اختلافات كبيرة تسبب فساد الكون بأكمله، فكل إنسان عاقل يرى أشكالًا متنوعة من الإتقان والإبداع في هذا الكون يعلم ويسلّم بالضرورة بوجود متقن لها.
بتصرّف. ↑ سورة الروم، آية:30 ↑ فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، صفحة 71. ↑ محمد بن صالح العثيمين، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين ، صفحة 149. ^ أ ب سامي العامري (2018)، براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم (الطبعة 1)، لندن:مركز تكوين للدراسات والأبحاث، صفحة 222، جزء 1. ↑ سورة الأعراف ، آية:157
أهمية الإيمان بالغيب ومفرداته كثيرةٌ جداً في أبواب المعتقد، ويأتي من أبرزها: عالم الجن، ذلك العالم الذي يوقن بوجوده أهل الإسلام بل أهل الديانات السماوية كلّها، فضلاً عمّن عداهم من الأديان الأرضيّة، وليس يُنكره بالمطلق سوى الفلاسفة والباطنيّة والقدريّة، ومن أنكرَ الديانات وتشبّت بالمنهج التجريبي جرياً على عادتهم في الكفر بكل ما لا يُدرك بالحواس الخمس. وهذا مقام التذكير بالأدلة السمعيّة والعقليّة التي تُثبت وجود الجن على وجه الحقيقة، وأنه ليس مجرّد أساطير تربّت عليها البشريّة جيلاً بعد جيل كما يزعم منكروا الديانات، بل عقيدةٌ راسخةٌ أصيلة نؤمن بها إيماننا بغيرها من المعتقدات الغيبية، من وجود الجنة وعذاب القبر والملائكة، وغيرها من الغيبيّات التي هي من صُلب المعتقد. الأدلة الشرعيّة نستطيع أن نتتبّع الأدلة على وجود الجن بالتطواف في نصوص القرآن المبين، واستعراض أقوال النبي الأمين، مع الإشارة إلى ما يتعلّق بها من الإجماع، وهذا هو الاستعراض السريع لأصناف الأدلّة الشرعيّة في هذا الصدد: القرآن الكريم يتجلّى لنا ذكر الجن في العديد من النصوص القرآنية حتى بلغت ما يُقارب أربعين موضعاً من كتاب الله تعالى، بل تناولت سورةٌ كاملة أحوالهم وحديثهم سُمّيتْ باسمهم: (سورة الجن)، وكانت أوّل آية فيها: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا} (الجن:1).
الدليل الفطري يقصد بالدليل الفطري أن كل إنسان يولد على صفة يلزم منها إقراره بأن له خالقاً مدبراً، [٨] فهي صفة مغروزة في الإنسان منذ ولادته، ويمكن الاستدلال عليها من قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون). [٩] يقول الرازي: فكأنه بأصل خلقته ومقتضى جبلّته يتضرع إلى من يخلّصه منها ويخرجه عن علائقها وحبائلها، وما ذاك إلا شهادة الفطرة بالافتقار إلى الصانع المدبر، [١٠] فالإنسان في الشدائد يتوجه إلى القوة الغيبية التي أوجدته، فيتقرب إليها لتخرجه من الضيق إلى الفرج، وقد قال بدليل الفطرة ابن تيمية والطبري والشيخ السعدي. ومثال على دليل الفطرة يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "حتى إننا حدثنا أن بعض الكفار الموجودين الملحدين إذا أصابه الشيء المهلك بغتة يقول على فلتات لسانه: (يا الله) من غير أن يشعر؛ لأن فطرة الإنسان تدله على وجود الرب"، [١١] وهذه القوة الغيبية هي الله تعالى حيث أوصلته فطرته للتعرف عليها واللجوء إليها باعتبارها خالقة للإنسان والكون.
أهمية تنوع المهن على الرغم من وجود المئات من المهن لتلبية احتياجات الناس ومتطلباتهم، إلّا أنّ لكل مهنة أهميتها التي لا يمكن تجاوزها أو الاستغناء عنها، وهنا تكمن أهميت تنوع المهن، وإيجاد العديد من التخصصات الجامعية والمهنية التي يتطلبها هذا التنوع، حيث أصبحت الحياة أكثر سهولة ورفاهية بتنوع المهن ووجود الأشخاص المحترفين الذين يؤدون مختلف الأعمال لبعضهم البعض، وعلى الرغم من أنّ بعض الناس ينظرون إلى بعض المهن بأنها أقل أهمية من غيرها، إلّا أنّ عند حاجتهم إليها يُحاولون البحث عن أي شخص محترف حتى يؤدوا الخدمة التي يقوم بها هذا الشخص. يُسهم التنوع الكبير في المهن الحرفية والعملية التي يقدمها الناس في دفع عجلة التطور على مستوى الفرد والمجتمع والدولة بأكملها، فأهمية المهنة للفرد تكمن في أنّها تمنحه شخصيته الخاصة وتزيد من الثقة بالنفس بشكلٍ كبير لأنها تشعر الإنسان بوجوده وأهميته، وتمنحه قيمة اجتماعية كبيرة، وتكون له مصدر رزق تكفيه عن سؤال الناس، أما بالنسبة للمجتمع فإنّ تنوع المهن يُسهم في دفعه للتطوّر وزيادة الثقافة والمعرفة ومستوى الرفاهية فيه. الدولة التي تشتهر بتنوّع المهن فإنّها تمتاز بالتطور الدّائم، وتُصبح بفضل هذا التنوع دولة منتجة تعتمد على التصدير بعكس الدول التي يتصف أفرادها بالاتكالية ولا يوجد فيها تنوع مهني، مما يضطر أفرادها للسفر للحصول على الخدمات المختلفة غير المتوفرة في دولهم، وفي بعض الأحيان تضطر الدول إلى طلب الأيدي العاملة في مختلف المهن من دول اخرى حتى تسدّ النقص الحاصل لديها فيها.
من المهم جدًا أن يُتقن الإنسان مهنة ما في حياته كي تكفيه عن سؤال الناس وتُعينه على الحياة، فالمهنة بمثابة باب رزق يفتحه الله للعبد، وكلما كان الإنسان متقنًا لهذه المهنة وخبيرًا بها كلما أقبل الناس عليه بشكلٍ أكبر، لذلك فالهدف هو الإتقان والأمانة أثناء العمل ، وليس مجرّد القيام بها أو ممارستها، ومن المعروف أنّ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- كان لديهم مهن يعتاشون منها وهذا دليل على أنّ احتراف الإنسان لمهنته أمرٌ مفيد جدًا، فالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- عمل في الرعي والتجارة، والنبي عيسى بن مريم -عليه السلام- عمل في النجارة، والنبي داود -عليه السلام- عمل في مهنة الحدادة، وغيرهم الكثير. ما هي أفضل المهن في العالم برأيك؟ يوجد في العالم الكثير من المهن المفيدة والمهمة، فالبعض يمكن أن يعدّ المهنة التي يُحبها وتُشكّل له حلم طفولته وشبابه بأنها المهنة الأفضل إطلاقًا، والبعض قد يعدّ مهنة والده أو مهنة والدته بأنها هي الأفضل، لكن برأيي فإنّ أفضل مهنة في العالم هي مهنة الصيدلة التي أعتبرها حلمًا كبيرًا بالنسبة لي، وأرغب كثيرًا في ممارستها وتشجيع الآخرين على دراسة الصيدلة ، فالصيدلة تجمع بين العديد من التخصصات الجامعية في الوقت ذاته، وفيها كميات كبيرة من المعلومات التي يدرسها الصيدلي خلال سنين دراسته الجامعية، وخلال تدريبه في الصيدليات والمستشفيات ومصانع الأدوية.
مكاتب التوظيف توجد في مصر العديد من شركات التوظيف المتخصصة في توفير العمالة داخل البلاد ، وبإمكانك الحصول على عناوينها سواء من دليل التليفونات أو عبر الإنترنت ، أما عن أسلوب عمل هذه الشركات فهي لا تطلب منك سوى السيرة الذاتية ثم تطلبك إذا وجدت لك فرصة عمل ، وتوجد بعض الشركات التي تأخذ مبلغا من المال بل توفير الوظيفة وهذا النوع غير مستحب التعامل معه. الاتصالات الشخصية تعد هذه الطريقة من أهم وسائل الحصول على الوظيفة فلا تركن للانتظار على أمل أن يتصل بك أحد وقد وجد لك الوظيفة المناسبة ، فعليك بالمبادرة وسؤال المعارف والأقارب والأصدقاء حول فرصة عمل مناسبة ، فالعديد من الوظائف يتم الحصول عليها بهذه الطريقة. التنقل بين المواضيع