يصدر الأمر الإلهي إذن بكل قوة ورهبة وهول وجلال للملائكة المكلفين: {خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} إنها كلمات قوية، وأوامر صارمة، تصدر من ذي العزة والجبروت، فيتدبرها الملائكة الموكلون، ويسارعون إلى تنفيذها. القران الكريم |خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. أخرج بن أبي حاتم بسنده عن المنهال بن عمر وقال: إذا قال الله تعالى {خذوه} ابتدره سبعون ألف ملك إن الملك منهم ليقول: (أي يفعل) هكذا, فيلقي سبعين ألفا في النار وقال الفضيل بن عياض: إذا قال الرب عز وجل: {خذوه فغلوه} ابتدره سبعون ألف ملك أيهم يجعل الغل في عنقه(2). يا للهول، ويا لشدة العذاب، إنها ليست النار فحسب، ولكنها السلاسل والأغلال يسحبون بها في الحميم، ويسجرون بها في الجحيم، قال تعالى: {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا، فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل، يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون} (غافر: 70- 71- 72) وقال تعالى: {إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً وسعيرا} (الإنسان: 4). قال مسدد بن قطن: حدثنا الدورقي، وحدثنا محمد ابن نوح المروزي، حدثنا محمد بن ناجية قال: صليت خلف الفضيل، فقرأ {الحاقة} في الصبح، فلما بلغ: {خذوه فغلوه} غلبه البكاء، فسقط ابنه علي مغشيا عليه، وبقي الفضيل عند الآية، فقلت في نفسي ويحك!
و ( ثم) من قوله ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه للتراخي الرتبي بالنسبة لمضمون الجملتين قبلها ؛ لأن مضمون في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا أعظم من مضمون ( فغلوه). ومضمون ( فاسلكوه) دل على إدخاله الجحيم فكان إسلاكه في تلك السلسلة أعظم من مطلق إسلاكه الجحيم. ومعنى ( اسلكوه): اجعلوه سالكا ، أي داخلا في السلسلة وذلك بأن تلف عليه السلسلة فيكون في وسطها ، ويقال: سلكه ، إذا أدخله في شيء ، أي اجعلوه في الجحيم مكبلا في أغلاله. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحاقة - قوله تعالى خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه - الجزء رقم30. [ ص: 138] وتقديم ( الجحيم) على عامله لتعجيل المساءة مع الرعاية على الفاصلة وكذلك تقديم في سلسلة على عامله. واقترن فعل اسلكوه بالفاء إما لتأكيد الفاء التي اقترنت بفعل ( فغلوه) ، وإما للإيذان بأن الفعل منزل منزلة جزاء شرط محذوف ، وهذا الحذف يشعر به تقديم المعمول غالبا كأنه قيل: مهما فعلتم به شيئا فاسلكوه في سلسلة ، أو مهما يكن شيء فاسلكوه. والمقصود تأكيد وقوع ذلك ، والحث على عدم التفريط في الفعل وأنه لا يرجى له تخفيف ، ونظيره قوله تعالى وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ، وتقدم عند قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا في سورة يونس. والسلسلة: اسم لمجموع حلق من حديد داخل بعض تلك الحلق في بعض تجعل لوثاق شخص كي لا يزول من مكانه ، وتقدم في قوله تعالى إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل في سورة غافر.
ملاحظة: بداية وضع الحركات على حروف القرآن الكريم: أخرج "البيهقي" في شعب الإيمان عن "صعصعة بن صوحان" قال: جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب فقال: كيف هذا الحرف "لا يأكله إلاّ الخاطون" كلّ والله يخطو؟ (أي إنّ جميع الناس تخطو وتمشي فهل انّ الجميع سوف يأكل من هذا الطعام؟) فتبسّم علي وقال: ياأعرابي (لا يأكله إلاّ الخاطئون) قال: صدقت والله ياأمير المؤمنين ما كان الله ليسلّم عبده، ثمّ التفت علي (ع) إلى أبي الأسود فقال: "إنّ الأعاجم قد دخلت في الدين كافّة فضع للناس شيئاً يستدلّون به على صلاح ألسنتهم، فرسم لهم الرفع والنصب والخفض"(262).
التعبير بـ (ثمّ) في هذه الآية يوضّح لنا أنّ المجرمين بعد دخولهم في النار يربطون بالسلسلة ذات السبعين ذراعاً، وهذه عقوبة جديدة لهم. كما يوجد إحتمال أنّ هذه السلاسل الفردية أو الجماعية تكون قبل الدخول في جهنّم، و (ثم) جاءت للتأخير في الذكر. وتتطرق الآيتان التاليتان لبيان السبب الرئيسي لهذا العذاب العسير، فيقول تعالى: (إنّه كان لا يؤمن بالله العظيم). وكلّما كان الأنبياء والأولياء ورسل الله تعالى يدعونه للتوجّه إلى (الواحد الأحد) لم يكن ليقبل، ولذا فإنّ إرتباطه بالخالق كان مقطوعاً بصورة تامّة. (ولا يحضّ على طعام المسكين). وبهذا الشكل فإنّ هؤلاء قد قطعوا علاقتهم مع (الخلق) أيضاً. وبهذا اللحاظ فإنّ العامل الأساسي لبؤس هؤلاء المجرمين هو قطع علاقتهم مع (الخالق) و (الخلق). ويستفاد من التعبير السابق - بصورة واضحة - أنّه يمكن تلخيص أهمّ الطاعات والعبادات وأوامر الشرع بهذين الأساسين: (الإيمان) و (إطعام المسكين) وهذا يمثّل إشارة إلى الأهميّة البالغة لهذا العمل الإنساني العظيم والحقيقة كما يقول البعض: إنّ أردأ العقائد هو (الكفر) كما أنّ أقبح الرذائل الأخلاقية هو (البخل). والطريف في التعبير أنّه لم يقل (كان لا يطعم)، بل قال: كان لا يحثّ الآخرين على الإطعام، إشارة إلى: أوّلا: إنّ حلّ مشكلة المحتاجين وإشباع الجائعين لا يمكن أن يتغلّب عليها شخص واحد، بل يجب دعوة الآخرين أيضاً للمساهمة بمثل هذا العمل، ليعمّ الخير والفضل والإحسان جميع الناس.
وقرأ الجمهور ( الخاطئون) بإظهار الهمزة ، وقرأ أبو جعفر ( الخاطون) بضم الطاء بعدها واو على حذف الهمزة تخفيفا بعد إبدالها ياء تخفيفا. وقال الطيبي: قرأ حمزة عند الوقف ( الخاطيون) بإبدال الهمزة ياء ولم يذكره عنه غير الطيبي.
﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾ ﴿ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ ﴿ثُمَّ في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعًا فاسْلُكُوهُ﴾ ﴿إنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ العَظِيمِ﴾ ﴿ولا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسْكِينِ﴾ ﴿فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ﴾ ﴿ولا طَعامٌ إلّا مِن غِسْلِينٍ﴾ ﴿لا يَأْكُلُهُ إلّا الخاطِئُونَ﴾ (p-١٣٧) (خُذُوهُ) مَقُولٌ لِقَوْلٍ مَحْذُوفٍ مَوْقِعِهِ في مَوْقِعِ الحالِ مِن ضَمِيرِ ﴿فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٥]، والتَّقْدِيرُ: يُقالُ: خُذُوهُ. ومَعْلُومٌ مِنَ المَقامِ أنَّ المَأْمُورِينَ بِأنْ يَأْخُذُوهُ هُمُ المَلائِكَةُ المُوَكَّلُونَ بِسَوْقِ أهْلِ الحِسابِ إلى ما أُعِدَّ لَهم. والأخْذُ: الإمْساكُ بِاليَدِ. وغُلُّوهُ: أمْرٌ مِن غَلَّهُ إذا وضَعَهُ في الغُلِّ وهو القَيْدُ الَّذِي يُجْعَلُ في عُنُقِ الجانِي أوِ الأسِيرِ فَهو فِعْلٌ مُشْتَقٌّ مِنِ اسْمٍ جامِدٍ، ولَمْ يُسْمَعْ إلّا ثُلاثِيًّا ولَعَلَّ قِياسَهُ أنْ يُقالَ غَلَّلَهُ بِلامَيْنِ؛ لِأنَّ الغُلَّ مُضاعَفُ اللّامِ، فَحَقُّهُ أنْ يَكُونَ مِثْلَ عَمَّمَ، إذا جُعِلَ لَهُ عِمامَةً، وأزَّرَ، إذا ألْبَسَهُ إزارًا، ودَرَّعَ الجارِيَةَ، إذا ألْبَسَها الدِّرْعَ، فَلَعَلَّهم قالُوا: غَلَّهُ تَخْفِيفًا، وعَطَفَ بِفاءٍ التَّعْقِيبِ لِإفادَةِ الإسْراعِ بِوَضْعِهِ في الأغْلالِ عَقِبَ أخْذِهِ.
الهدف من الموقع زواج عادي طريقة التواصل مع الآخرين ماسنجر آخر تواجد في الموقع 25/04/2022 لون العين أسود لون الشعر بني لون البشرة يميل الى البياض الطول متوسط الوزن عادي الجنسية: الجزائر الدولة: العمر: 18 - 22 الحالة الاجتماعية أعزب لديك ابناء لا التحصيل العلمي غير ذلك المهنة طالب تحدث عن نفسك وصال من الجزائر عمر 19سنة جميلة ابحث عن زوج قصد الزواج صف الشخص الذي تبحث عنه رجل مسلم يخاف الله يخدم يحترمني و يقوم بمسؤولياته
وقال المغلوث لكل طرف احتياجات منها: الحساسية في استمرار الحوار، عدم التسرع في إصدار الأحكام على الطرف الآخر، البحث عن نقاط القوة أثناء الحوار، عدم التمسك بالآراء الخاصة. وأوضح المغلوث أن الأسرة السعيدة هي القادرة على صنع الحوار الفعال، مؤكدا على عدم ترك الحرية المطلقة للأبناء حتى لا تتحول إلى فوضى.