وما أنتم له بخازنين - YouTube
وما أنتم له بخازنين ما أكثر الاكتشافات العلمية التي ينبهر بها علماء الغرب، ولكن سرعان ما نجد إشارة واضحة لها في كتاب الله تعالى، ومن ذلك أحدث تقنية يقترحها العلماء لتنقية المياه من خلال تخزينه تحت الأرض، لنقرأ... يوجد عدد لا نهائي للطرق التي يمكن أن تسلكها قطرة واحدة من ماء المطر. ولذلك فإن القطرة التي تسقط عليك اليوم ، قد تكون هي ذاتها التي سقطت على رؤوس أجدادك قبل مئات السنين! إن هذا النظام الدقيق الذي قدّره الله تعالى لدورة الماء على سطح الأرض جعل العلماء يحسبون ويدرسون طرقاً جديدة لتنقية الماء وجعله صالحاً للشرب، وقد تكون المفاجأة أن ما وجدوه في القرن الحادي والعشرين قد تحدث عنه القرآن في القرن السابع!! الماء المخزون هنالك كميات ضخمة جداً من المياه المخزنة تحتنا ولا نكاد نحسّ بها، فالدراسات الحديثة تخبرنا أنه يوجد على الأقل: 23. 4 مليون كيلو متر مكعب مياه جوفية[1] Groundwater. ومع أن هذه الكميات ضخمة إلا أنها لا تشكل إلا جزءاً ضئيلاً من الماء الموجود على الأرض. فالدراسات تشير إلى وجود أكثر من 1385 مليون كيلو متر مكعب من المياه بمختلف أشكالها، فالمياه الجوفية تشكل فقط 0. 017% من الماء على الأرض، أي أن المياه المخزنة في الأرض على شكل مياه جوفية تشكل أقل من سبعة عشر جزءاً من مئة ألف جزء من الماء على الأرض.
فإذا طرق عليهم طارق الباب وطلب الماء؛ فأعطوه، قالوا: سقاه. وهذا رأي جمهرة من أئمة اللغة منهم أبو عبيدة وسيبويه وأبو علي الفارسي. لذلك على دعاة الإعجاز العلمي ، أن ينطلقوا في فهم دلالات النص القرآني من فهم دلالات ألفاظ اللغة، وتراكيبها الدقيقة في السياق، سباقه ولحاقه. فاللغة مفاتيح الإعجاز؛ والعجز عن إدراك دقائقها؛ عجز عن إدراك حقائق الإعجاز! فالذين زعموا أن هذه الآية تدل دلالة حصرية على إنزال الماء للبشرية؛ لشربه، وأن في الآية إعجازا علميا، يشير إلى أن الجسم لا يخزن الماء بعد شربه؛ ويتخلص منه مباشرة دفعا لضرر تخزينه، وأن هذا مدلول قوله تعالى: "وَمَاۤ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَـٰزِنِینَ". إذ لوكان مدلول الآية ذلك لورد الفعل "فسقيناكموه". فالبيان القرآني يستعمل كل صيغة في سياقها المناسب لها، لمعنى مخصوص، ولاتناوب في الصيغ الصرفية والمباني في محكم معجز البيان، ومنه استعمال " سقى" و " أسقى" في هذا المقام. وقد يعتور البيان البشري التسمح في العبارة، والترادف في المعاني والإنابة، إلا إن البيان الإلهي المحكم المبين والمعجز العظيم؛ قد ارتقى في الاستعمال ودقة الانتقاء والإحكام في سماوات البيان!
وبعضهم كان ينظر للمطر على أنه رزق تتفضل به الآلهة على الناس! وعندما جاء الحبيب الأعظم ألغى هذه المعتقدات وأسس في عقول الناس التفكير العلمي، وأخبرهم بأن المطر والبرق والرعد والشمس والقمر والكسوف وغيرها ما هي إلا آيات كونية تسير بأمر خالقها عز وجل. وهذا يتوافق مع الايه الكريمه يقول تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) تحدث النبي عن مسألة مهمة وهي حقيقة تصريف ماء المطر بقوله: (يصرفه الله حيث يشاء) والعجيب أن هناك مراجع علمية عن أنظمة تصريف الماء على الأرض من خلال ما يسمى بدورة الماء. ويؤكد العلماء أن هناك معدلات شبه ثابتة سنوياً لهطول كميات المطر، ولتوزع هذا الماء على الأرض على شكل أنهار ومياه جوفية وبحيرات مالحة وعذبة وغير ذلك سؤال لا نجد له تفسيراً عند أي ملحد ممن ينكرون نبوة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: ما الذي يدعو النبي إلى الحديث في حقيقة علمية لم تكن معروفة ولن تقدم له شيئاً!!
فهم لايستطيعون خزنه بعد نزوله وتمكنه في الأرض؛ فلا يحفظه إلا الله في عيون الأرض، و أحواضها الجوفية لمئات السنين. هذا بعد نزوله انتهاء، وكذلك عند تكوينه ابتداء في السحب الركامية في السماء، فلايستطيعون حفظه وتخزينه فيها على هذا النحو العجيب، وإنزاله في المكان المخصوص، والزمن الموقوت، وبالقدر المعلوم. فهم لايستطيعون منعه، ولا منحه، ولاحفظه. ففي الآية إحكام و اتساع في الدلالة والبيان، في مقام إبراز النعم والامتنان.