ابن كثير: السيرة النبوية، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت -لبنان، 1976، 3/ 564 -570.
فتح مكة هو أهم النقاط المفصلية في التاريخ الإسلامي ومن أهم التحولات لمسار الإسلام، كان في العشرين من رمضان، من العام الثامن للهجرة وجاء بعدما اخترقت قريش الهدنة بينها وبين المسلمين التي أبرمت في صلح الحديبية بعد إعانتها لقبيلة كنانة في مهاجمة قبيلة خزاعة الموالية لنبي محمد، فاعتبر هذا خرق لبنود صلح الحديبية فجهّز النبي (ص) جيشا مكونا من (10. 000) مقاتل من المهاجرين والأنصار لفتح مكة، وحقق المسلمون الانتصار بعد دخول قوات المسلمين مكة من الجهات الأربع سلميا دون مقاومة. تجهيز المسلمين للعمرة في شهر ذي القعدة عام (6هـ الموافق 628م)، استعد النبي وأصحابه لأداء العمرة في مكة، ذلك بعد أن رأى في منامه أنه دخل المسجد الحرام وطاف واعتمر برفقه أصحابه وخرج المسلمون إلى مكة بدون سلاح أو جيش ولكن قريشاً منعتهم عن الكعبة، فقال الرسول محمد (إنّا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد أنهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم، ويخلّوا بيني وبين الناس، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا، وإن هم أبَوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذنّ الله أمره).