وتعليق مجروره في هذه الآية بحرف ( إلى) تؤذن بأن المراد به عمل ينتهي إلى لقاء الله ، فيجوز أن يضمن { كادح} معنى ساععٍ لأن كدح الناس في الحياة يتطلبون بعمل اليوم عملاً لغد وهكذا ، وذلك يتقضَّى به زمن العمر الذي هو أجل حياة كل إنسان ويعقبه الموت الذي هو رجوع نفس الإنسان إلى محض تصرف الله ، فلما آل سعيه وكدحه إلى الموت جُعِل كدحُه إلى ربه. فكأنه قيل: إنك كادح تسعى إلى الموت وهو لقاء ربك ، وعليه فالمجرور ظرف مستقر هو خبر ثان عن حرف ( إنَّ) ، ويجوز أن يضمن { كادح} معنى ماش فيكون المجرور ظرفاً لغواً. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. و { كدحاً} منصوب على المفعولية المطلقة لتأكيد { كادح} المضمن معنى ساع إلى ربك ، أي ساع إليه لا محالة ولا مفر. وضمير النصب في «ملاقيه» عائد إلى الرب ، أي فملاق ربك ، أي لا مفر لك من لقاء الله ولذلك أكد الخبر بإن. إعراب القرآن: «يا أَيُّهَا» يا حرف نداء ومنادى مبني على الضم «الْإِنْسانُ» بدل «إِنَّكَ» إن واسمها «كادِحٌ» خبرها والجملتان الاسمية والندائية ابتدائيتان لا محل لهما «إِلى رَبِّكَ» متعلقان بكادح «كَدْحاً» مفعول مطلق «فَمُلاقِيهِ» الفاء حرف عطف «ملاقيه» معطوف على كادح. English - Sahih International: O mankind indeed you are laboring toward your Lord with [great] exertion and will meet it English - Tafheem -Maududi: (84:6) O man, you are striving unto your Lord *5 and you will meet Him.
وقوله: ﴿وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ يقول: وينصرف هذا المحاسَبُ حسابًا يسيرًا إلى أهله في الجنة مسرورًا. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ قال: إلى أهْلٍ أعدّ الله لهم الجنة.
كان السيد محمد حسن الأمين، رضوان الله عليه، بوصفه مفكرا اسلاميا يحمل همّ الاصلاح الديني، ويعتبر نفسه مسؤولا عن بثّ وعي اسلامي جديد، يسمح للمسلمين بتقبّل دخول أفكار حيوية جديدة تلائم العصر، وتحافظ على القيم الدينية والاخلاقية، بما يساعد المجتمع الاسلامي على المدى الطويل، أن يصنع حداثته الخاصة القائمة على مبادىء العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان.
قال جل وعلا: 4 / 5 / 1:( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) الكهف). لا مهرب من الموت ، ولا مهرب من لقاء الرحمن يوم الدين. مَوْعِظَةٌ: { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَ - ملتقى الخطباء. 4 / 5 / 2: ( وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) الانفطار) قال جل وعلا بعدها وعظا ينفى شفاعة البشر: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ مع النفس لأدرك خطأه ، لأنه ببساطة ـ لو كان ظالما ـ فلا يرضى أن يقع عليه ـ أو على أولاده ــ الظلم الذى يذيقه هو للناس. هذا هو حساب النفس الذى ندعو اليه المجرمين. هل يرضون لأنفسهم وأحبتهم معاناة الظلم الذى يوقعونه بالأبرياء ؟ 2 / 2: إنّ أكفر الناس في عصر النبى محمد عليه السلام دعاهم رب العزة أن يرجعوا الى هذه الفطرة ، وأن يتذكروا وهم فرادى أو مع بعضهم ، هل ( محمد) الذى عرفوا أمانته وصدقه وسُمُوّ أخلاقه وصحبوه طيلة حياته معهم ــ هل أصبح مجنونا عندما دعاهم بالقرآن الكريم ؟ تدبروا قوله جل وعلا: ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ).
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) قوله تعالى: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك المراد بالإنسان الجنس أي يا بن آدم. وكذا روى سعيد عن قتادة: يا بن آدم ، إن كدحك لضعيف ، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوة إلا بالله. وقيل: هو معين ، قال مقاتل: يعني الأسود بن عبد الأسد ويقال: يعني أبي بن خلف. ويقال: يعني جميع الكفار ، أيها الكافر إنك كادح. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك. والكدح في كلام العرب: العمل والكسب; قال ابن مقبل: وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح وقال آخر: ومضت بشاشة كل عيش صالح وبقيت أكدح للحياة وأنصب أي أعمل. وروى الضحاك عن ابن عباس: إنك كادح أي راجع إلى ربك كدحا أي رجوعا لا محالة فملاقيه أي ملاق ربك. وقيل: ملاق عملك. القتبي إنك كادح أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك. والملاقاة بمعنى اللقاء أن تلقى ربك بعملك. وقيل أي تلاقي كتاب عملك; لأن العمل قد انقضى ولهذا قال:
والضمير فى قوله: ( فَمُلاَقِيهِ) يعود إلى الله - تعالى - ، ويصح أن يعود للكدح ، بمعنى ملاق جزاء هذا الكدح. والمعنى: يأيها الإِنسان إنك اباذل فى حياتك جهدا كبيرا من أجل مطالب نفسك. وإنك بعد هذا الكدح والعناء.. مصيرك فى النهاية إلى لقاء ربك ، حيث يحاسبك على عملك وكدحك.. فقدم فى دنياك الكدح المشروع ، والعمل الصالح. والسعى الحثيث فى طاعته - تعالى - ، لكى تنال ثواب ربك ورضاه. قال ابن كثير: وقوله: ( ياأيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً) أى: ساع إلى ربك سعيا ، وعامل عملا ( فَمُلاَقِيهِ) ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر. ويشهد لذلك ما رواه أبو داود الطيالسى.. عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال جبريل: يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه ". القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الإنشقاق - الآية 6. ومن الناس من يعيد الضمير على قوله ( رَبِّكَ) أى: فملاق ربك فيجازيك بعملك ، ويكافئك على سعيك ، وعلى هذا فكلا القولين متلازم. البغوى: ومعنى قوله: ( كادح إلى ربك كدحا) أي ساع إليه في عملك ، والكدح: عمل الإنسان وجهده في الأمر من الخير والشر حتى يكدح ذلك فيه ، أي يؤثر. وقال قتادة والكلبي والضحاك: عامل لربك عملا ( فملاقيه) أي ملاقي جزاء عملك خيرا كان أو شرا.