إن العشر أيام الأول من شهر ذي الحجة من أفضل أيام الله التي شرع فيها الحج للناس، واستقبل زواره وعمّار البيت الحرام بواسع فضله وكرمه ورحمته ومغفرته، وفيها خير يوم طلعت عليه الشمس أي يوم عرفة، وتنتهي بيوم الأضحى المبارك ثاني أعياد المسلمين، وفيها يتم النحر وتقديم الذبيحة قربانًا لربّ العباد، وهي أيام يستحب فيها الإكثار من أعمال الخير وذكر الله، وإعطاء الصدقات، والصيام لمن لم يكن حاضرًا للحج. قال تعالى: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. " خطبة عن عشر ذي الحجة خطبة عن عشر ذي الحجة الحمد لله الذي جعل للناس منسكًا يشكرونه فيه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويحتفلون ويفرحون بهذا اليوم، قال تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ. " ونصلي ونسلم على سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. عباد الله قال تعالى في كتابه الحكيم: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. خطبة عن فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة. "
النية في الاجتهاد في تلك المواسم أيضًا فالله يجازي الإنسان بالعزم والنيّة وحتى لو حال حائلًا بينك وبين ما تريد أداءه من طاعات فعسى ربّك أن يعطيك على ما عزمت ويجازيك بما نويت فهو أهل لذلك. من الأعمال المستحبة أيضًا في تلك الأيام المباركة، أن يتجنب الإنسان ما نهى الله عنه من أفعال، وأن يستقيم على الطريقة المثلى، فالله يعين الإنسان الذي يبتعد عن المعصية وينوي ذلك ويعزم عليه في سبيل التقرّب من الله وطلبًا لعفوه ورضوانه. إن هذه الأيام المباركة تجتمع فيها كل أركان الإسلام وكل العبادات المحببة إلى ربّ العباد، ففيها الحج لمن كان حاضرًا المسجد الحرام ونوى الحج، وفيها الصيام لمن لم يحج، وفيها تقام الصلوات، ويقدم الناس الأضحية، ويتصدقون، ويرفعون أصواتهم بالحمد والتكبير والتهليل، وكلها أعمال ترفع من كلمة الله ويعزّ الله بها دينه ويمكّن له في الأرض. خطبة عن فضل عشر ذي الحجة. قل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
– الصيام: فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، ومن المعلوم أن الصيام من أفضل الأعمال. الصدقة: وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) [رواه مسلم]. – التكبير: فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر، والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله ، إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى.
وهو يوم يسن لغير الحاج أن يصومه ، فصومه يكفر ذنوب السنة الماضية والآتية ، ففي صحيح مسلم: أنه صلى الله عليه وسلم ( سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ « يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ » ، وهو يوم العتق من النار ، ففي صحيح مسلم: (قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ ». وهو يوم مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء ، ففي مسند أحمد ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى الْمَلاَئِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثاً غُبْراً » ، ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر ، وهو الركن الأعظم من أركان الحج ، فعَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « الْحَجُّ عَرَفَةُ » رواه الترمذي. الدعاء
# أعمال العشر من ذي الحجة # الأعمال الصالحة في هذه العشر كثيرة، وما توفق إليه هو أفضل عمل، الأعمال كثيرة، الصيام والصلاة والصدقات وسائر الصالحات. إن كنت موفقاً للصيام فصم، وإن وفقت للصدقات فتصدق، وإن وفقت لقول الخير فانطق به، ما توفق إليه من صالحات هو أفضل الأعمال فاشتغل فيه وأتقنه. لذلك الله تعالى قال في سورة النساء ﴿لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. # الصلاة إذا وفقت للصلاة فصلي ما استطعت إلى الصلاة سبيلا، وفي الحديث الصحيح قال النبي ﷺ: (الصلاةُ خيرٌ موضوعٍ، فمَنِ استطاعَ أنْ يَسْتكْثِرَ فلْيستكْثِرْ). خطبة عن (فضائل العشر من ذي الحجة ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. عندك في طول النهار وعرضه ركعات مؤكدات قال فيها رسول الله ﷺ: (مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ). ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، من داوم على هذه الركعات في اليوم الواحد يبنى له بها بيت في الجنة.
وغير ذلك من طرق الخير ، وسبل الطاعة. – الأضحية: ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي ، وبذل المال في سبيل الله تعالى.
ا لخطبة الأولى (العشر من ذي الحجة) مختصرة الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون يقول الله تعالى في محكم آياته:{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]. قال ابن عباس: هي عشر ذي الحجة. و روى الإمام البخاري في صحيحه (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ « مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ ».