1. أما تصريح القرآن بذلك ، فقد جاء في قوله تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن} الكهف /50. قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين ، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر. رواه الطبري بإسناد صحيح كما قال ابن كثير في " تفسيره " (3/89). (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس) فكيف يكون إبليس من الملائكة؟سورالكهف - هوامير البورصة السعودية. 2. وأما الصفات الخَلقية ، فقد ذكر الله تعالى أنه خلق إبليس من نار ، فقال { خَلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار} الرحمن / 14،15. وثبت في صحيح مسلم (2996) من حديث عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ". المارج لهب النار الصافي ، أو الذي خالطه الدخان ، ( تفسير السعدي 7/248) فتبين الفرق بين خلق الملائكة وبين خلق إبليس ، فعلم قطعاً أنه ليس منهم. 3. وأما الصفات الخُلُقية ، فإن إبليس قد عصى الله تعالى في عدم سجوده لآدم ، وقد علِمنا من القرآن أن الملائكة لا يمكن لهم أن يعصون الله تعالى، قال الله عز وجل { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} التحريم / 6. كما قال الله تعالى في سورة الكهف (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) الكهف/50 ، ولم يكن يوما من جنس الملائكة ، بل هو مخلوق من النار كما جاء في قوله تعالى: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) الأعراف/12.
روى مجالد عن الشعبي قال: إني لقاعد يومًا إذْ أقبل رجل، فقال: أخبرني: هل لإبليس زوجة؟ قلتُ: إن ذلك العرس ما شهدتُه، ثم ذكرت قوله تعالى: ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي ﴾ فعلمت أنه لا تكون الذرية إلا من الزوجة، فقلت: نعم، وقال قتادة: يتوالدون كما يتوالد بنو آدم، وقيل: إنه يدخل ذنبه في دبره فيبيض فتنفلق البيضة عن جماعة من الشياطين.
أقول دائماً: إذا أردت أن تعرف من هو المسيح فعليك أن تتوجه إلى القرآن! فالقرآن هو الكتاب الوحيد الذي أنصف وكرَّم هذا النبي الكريم وأمه مريم. تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس). كذلك تحدث القرآن عن أنبياء الله عليهم السلام، ومعجزة خلقهم، وهذا من أنباء الغيب. والعجيب أننا نجد من وقت لآخر من ينكر هذا القرآن، ويعتبره من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، وأحياناً ينكرون الأنبياء وبخاصة معجزة خلق آدم ومعجزة خلق المسيح عيسى ابن مريم. ولذلك فإن الله تعالى ردّ على هؤلاء قولهم بآية عظيمة تزخر بالعجائب، يقول تعالى: ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]. إذا تأملنا هذه الآية الكريمة نلاحظ أن الله تعالى أخبرنا بأن عيسى مثل آدم ، فكلاهما خُلق من دون أب، وكلاهما نبي، وكلاهما كانا معجزة في الطريقة التي خلقا بها، بشكل يختلف عن جميع البشر. ولكن السؤال: هل يوجد إثبات مادي على صدق كلام الحق تبارك وتعالى؟ فنحن نعلم أن الملحدين لا يقتنعون إلا بالأشياء المادية المحسوسة، فهل أودع الله في هذه الآية دليلاً على صدق هذا التماثل بين آدم وعيسى؟ الشيء العجيب أيها الأحبة هو أن هذا التماثل بين عيسى وآدم لا يقتصر على الأشياء السابقة، بل هناك تماثل في ذكر كل منهما في القرآن.
عزيزي القارئ هذا مثال واحد من بين آلاف الأمثلة، فهل كلها جاءت بالمصادفة؟ أم أن الله هو الذي أحكم ترتيبها، بل وتحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88]. منقول من موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة
والطرف الدامع. صلى الله عليه وعلى آله وأولاده الكرام. وأصحابه العظام. وأولادهم الفخام. وأتباعهم من أهل السنة والإسلام على ممر الليالي والأيام. ما ناح الحمام. وجن الظلام. وحج مسلم وصام. وقعد فتى وقام. ونطق بحرف من كلام. على مدى الدهور والأيام. إلى يوم الزحام. وعلى إخوانه الأنبياء العظام.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾. [1] الله عز وجل رفعك، وكرَّمكَ، وفضَّلَكَ، لما أمر الملائكة أن تسجدَ لأبيك، فلا تضعْ من نفسك، واحفظْ كرامة الله تعالى، وترفع عن المنكرات والسفاسف، واعلم أن رفعة الله تعالى لك ليست بحسبك ونسبك، وإنما بإيمانك به، وإذعانك له، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾. [2] وإكرامَ الله تعالى لك إنما هو بتقواك له؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾. [3] وتفضيلَ الله تعالى لك إنما هو بأمرك بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيك عَنِ الْمُنْكَرِ وَإيمانك بِاللَّهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾. [4] ♦♦♦ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾.