قال البغوي في تفسيره: وجعله واحدا لامتزاجهما. قال القرطبي في تفسيره: وأراد ماءين: ماء الرجل وماء المرأة، لأن الإنسان مخلوق منهما، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما. قال السمرقندي في بحر العلوم: {يَخْرُجُ* مِنْ* بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ}: يعني:*خلق* من*مائين،*من*ماء* الأب يخرج*من*بين الصلب (1). قال الطبري في تفسيره: وقوله:*( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)يقول: يخرج من بين ذلك، ومعنى الكلام: منهما، كما يقال: سيخرج من بين هذين الشيئين خير كثير، بمعنى: يخرج منهما. *قوله {دافِق}:* أي مدفوق. تفسير: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون). يعني: مصبوب بدفق، وشدة. قال ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة: {خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ}: والماء الدافق فاعل في اللفظ مفعول في المعنى، ومعناه من ماء مدفوق أي مصبوب؛ يقال دفق ماءه وسفحه وسكبه وصبه بمعنى [واحد]. قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: {من مَاء دافق} فِي معنى: مدفوق، وهو مما جَاءَ على لفظ الْفَاعِل وَهُوَ مفعول بِهِ، وَمثله: {فِي عيشة راضية} أَي: مرضية........................ (1): قال الطبري في تفسيره: والصواب من القول في ذلك عندنا، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة، حيث تقع عليه من صدرها.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
كتاب الكون والقرآن.. تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
يحتمل أن تكون الباءُ هاهنا سببيةً، فتقديره: بسبب إيمانهم في الدنيا يهديهم اللهُ يوم القيامة على الصراط المستقيم حتى يجوزوه ويخلصوا إلى الجنة. ويحتمل أن تكون للاستعانة، كما قال مجاهد في قوله: يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ قال: يكون لهم نورًا يمشون به. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 7. وقال ابنُ جريج في الآية: يمثل له عمله في صورةٍ حسنةٍ وريحٍ طيبةٍ إذا قام من قبره، يعارض صاحبه ويُبشّره بكل خيرٍ، فيقول له: مَن أنت؟ فيقول: أنا عملك. فيُجعل له نورًا من بين يديه حتى يُدخله الجنة، فذلك قوله تعالى: يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ، والكافر يمثل له عمله في صورةٍ سيئةٍ وريحٍ مُنتنةٍ، فيلزم صاحبه ويُلازمه حتى يقذفه في النار. ورُوي نحوه عن قتادة مرسلًا، فالله أعلم. الشيخ: وفي هذه الآيات الحثّ على لقاء الله، والعناية بالإعداد لذلك، والحذر من الخضوع للدنيا، والرضا بها، والاطمئنان إليها، ونسيان الآخرة: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ، أعرضوا عن الآخرة، فصارت الدنيا أكبر همّهم، ورضوا بها، واطمأنوا إليها، وأهملوا عمل الآخرة، ولم يعدّوا لها العدّة، ولم يرجوها بسبب إعراضهم عنها، وإقبالهم على الدنيا، بخلاف الذين آمنوا وعملوا الصَّالحات: يهديهم ربهم بإيمانهم، لما آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصَّالحات هداهم الله بسبب إيمانهم إلى الجنة والسَّعادة.
قال الإِمام الرازي: " واعلم أن الصفة الأولى إشارة إلى خلو قلبه عن اللذات الروحانية ، وفراغه عن طلب السعادات الحصالة بالمعارف الربانية ، وأما هذه الصفة الثانية فهي إشارة إلى من استغرقه الله في طلب اللذات الجسمانية واكتفائه بها ، واستغراقه في طلبها " ووصفهم – ثالثا – بأنهم اطمأنوا بهذه الحياة ، اطمئنان الشخص إلى الشيء الذى لا ملاذ له سواه ، فإذا كان السعداء يطمئنون إلى ذكر الله ، فإن هؤلاء الأشقياء ماتت قلوبهم عن كل خير ، وصارت لا تطمئن إلا إلى زينة الحياة الدنيا ، ووصفهم – رابعا – بالغفلة عن آيات الله التي توقظ القلب ، وتهدي العقل ، وتحفز النفس إلى التفكير والتدبير. وبالجملة فهذه الصفات الأربعة تدل دلالة واضحة على أن هؤلاء الأشقياء قد آثروا دنياهم على أخراهم ، واستحبوا الضلالة على الهدى ، واستبدلوا الذى هو أدنى بالذي هو خير.