حديث القابض على دينه كالقابض على الجمر ؟ الشيخ مصطفي العدوي - YouTube
ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين ، وأهل الإيمان المتين ، من أفضل الخلق ، وأرفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدرا. حديث القابض على دينه كالقابض على جمرة. وأما الإرشاد: فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد منها ، وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه – مع هذه المعارضات – فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ، فإن المعونة على قدر المؤونة. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( الْقَابِضُ عَلَى الْجَمْرِ) وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ، وحكومات متشتتة ، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ، جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ، ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق. ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ، وبكل ما ينسب إليه ، وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها وشرورها قد شاهده العباد.
هذان حديثان، هذا الحديث الأخير يُبَيّن أنّ الذي يَصبر ويَثْبُت على ما كانَ عليه أصحابُ رسول الله أي مِن حيثُ المعتقد ومِن حيثُ العمل بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر أي مَن يَقْوَى على الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر مع ما يُقاسيْه منَ النّاس مِنَ الاضطهاد والمخَالَفات والاعتراضاتِ والمشقّاتِ يكونُ لهُ أجرُ مَن كانَ يَعمَل بتلك الحال أي حالةِ الأمر بالمعروف والنّهيِ عن المنكر منكُم، يكونُ لهُ أجرُ خمسينَ منكم. أليسَ يَصعُب الأمرُ بالمعروف والنّهيُ عن المنكر، ووَقتُنا هذا مِن ذلك الوقت، اليومَ الأمرُ بالمعروف والنّهيُ عن المنكر صَعبٌ صَعبٌ صَعب، فالذي يقومُ اليومَ مع صِحّةِ الاعتقادِ بالأمرِ بالمعروف والنّهيِ عن المنكرولا يُقَصِّر بل يقُوم بذلكَ كما أمَرَ اللهُ ولا يَخافُ في اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم، لا يُبالي إنْ عَاداه قَريبُه أو صَديقُه أو غيرُ ذلكَ منَ النّاس، هذا لهُ مِن أجرِ الأمر بالمعروف والنَّهيِ عن المنكَر أَجْرُ خمسينَ مِن أولئكَ الصّحابة ليسَ معناه أنّه يَكونُ أفضَل مِن خمسِينَ منهم.
[٥] آداب يوم الجمعة هذه الآداب: [٦] الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ، ومن الدعاء وذكر الله تعالى، والصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام. الغسل، والتسوّك، والتطيّب، وارتداء أنظف الثياب، وأفضلها مما هو موجود عنده. الأخذ من الشعر، وتقليم الأظافر، وهو مندوب. القراءة في صلاة الصبح من يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان، بعد الانتهاء من الفاتحة. التبكير بالذهاب إلى المسجد، والذهاب إلى الصلاة مشياً وهو مستحب. القرب من الإمام، وترك الانشغال بشيء عن الخطبة، والإنصات التام إليه. ترك تخطي رقاب المسلمين، فهو منهي عند فريق من العلماء، وحرام عند آخرين. ترك أكل أي طعام له رائحة مؤذية، وكريهة. فضل صلاة الجمعه [ وعقاب من لايصليها ] - منتدى نشامى شمر. صلاة تحية المسجد قبل أن تقام صلاة الجمعة، وهو مندوب. المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 854، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 857، صحيح. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح. ↑ "فضائل صلاة الجمعة" ، الإسلام سؤال وجواب ، 19-7-2006، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2018. بتصرّف. ↑ رامي حنفي محمود (31-8-2013)، "ملخص أحكام صلاة الجمعة" ، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2018.
أهمية صلاة الجمعة تلبية النداء ذكر صلاة الجمعة في القرآن الكريم والأمر بالمحافظة عليها، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [المنافقون:10]، ولا شكّ بأنّ الأمر الرّبانيّ نابعٌ من أهميّة تلك الصّلاة ومكانتها في الإسلام، فلا ينبغي للمسلم أن ينشغل عنها بتجارةٍ أو لهو أو غير ذلك، وإنّما يلبّي النّداء بمجرد سماعه.
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: «إن الله يستحيي من عبده إذا صلى في جماعة ثم سأله حاجته أن ينصرف حتى يقضيها»[5]. وقال الإمامُ الصّادقُ (عليه السلام): «الصَّلاةُ في جَماعَةٍ تَفضُلُ على كُلِّ صلاةِ الفَردِ بأربَعةٍ وعِشرينَ دَرَجةً؛ تكونُ خَمسَةً وعِشرينَ صلاةً»[3] ، وقال لقمانُ (عليه السلام) - لابنِهِ وهُو يَعِظُهُ-: «صَلِّ في جَماعَةٍ ولو عَلَى رَأسِ زُجٍّ! »[6]. فوائد صلاه يوم الجمعه. ومن جهة أخرى نهت النصوص الدينية عن ترك صلاة الجماعة من غير علة، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: «من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلاة له»[7] ، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «مَن لَم يُصَلِّ في جَماعَةٍ فلا صلاةَ لَهُ بينَ المُسلمينَ؛ لأنَّ رسولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قالَ: لا صَلاةَ لِمَن لَم يُصَلِّ في المَسجِدِ مَع المُسلمينَ إلّامِن عِلَّةٍ»[8]. وصلاة الجماعة من المستحبات المؤكدة، وكلما زاد عدد المصلين كان الأجر والثواب أكثر وأزيد، وقال الشهيد الثاني الشيخ زين الدين في ( شرح اللمعة): «الجماعة مستحبة في الفريضة، متأكدة في اليومية حتى أن الصلاة الواحدة منها تعدل خمساً أو سبعاً وعشرين صلاة مع غير العالم، ومعه ألفاً، ولو وقعت في مسجد تضاعف بمضروب عدده في عددها، ففي الجامع مع غير العالم ألفان وسبعمائة ومعه مائة ألف»[9].
فمع هذه الفضائل الكثيرة، والأجور الوفيرة يَحرمُ بعض النَّاس نفسه منها فيكونَ من الغافلين، ويلهيه الشيطانُ فيكونَ من الخاسرين، فمنهم من يقضي ليلة الجمعة سهرًا ولهوًا، فتفوته صلاة الفجر ثم صلاة الجمعة، فيَخْتم اللهُ على قلبه، ومن خُتم على قلبه خاب وخسر، فَقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
ويترتب على صلاة الجماعة فيها فوائد كثيرة، ومصالح عظيمة، ومنافع متعددة شرعت من أجلها، والتي ينعكس أثرها الإيجابي على الشخصية المسلمة وخاصة في شهر الصوم، وهذا يدل على أن الحكمة تقتضي أن صلاة الجماعة فرض عين، ومن هذه الفوائد والحكم التي شرعت من أجلها ما يأتي: • تضاعف الحسنات وعظم الثواب، فصلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقه، خمسا وعشرين ضعفا. • شرع الله - عز وجل - لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة، منها ما هو في اليوم والليلة كالصلوات الخمس، ومنها ما هو في الأسبوع وهو صلاة الجمعة، ومنها ما هو في السنة متكرراً وهو صلاة العيدين لجماعة كل بلد، ومنها ما هو عامٌّ في السنة وهو الوقوف بعرفة؛ لأجل التواصل وهو الإحسان، والعطف، والرعاية؛ ولأجل نظافة القلوب، والدعوة إلى الله - عز وجل - بالقول والعمل. • التعبد لله تعالى بهذا الاجتماع؛ طلباً للثواب وخوفاً من عقاب الله ورغبة فيما عنده. • التوادد، وهو التحاب؛ لأجل معرفة أحوال بعضهم لبعض، فيقومون بعيادة المرضى، وتشييع الموتى، وإغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين؛ ولأن ملاقاة الناس بعضهم لبعض توجب المحبة، والألفة. • التعارف؛ لأن الناس إذا صلى بعضهم مع بعض حصل التعارف، وقد يحصل من التعارف معرفة بعض الأقرباء فتحصل صلته بقدر قرابته، وقد يعرف الغريب عن بلده فيقوم الناس بحقه.
[البخاري – كتاب الجمعة - باب الدهن للجمعة]. ويُسَنُّ التبكيرُ بالحضور إلى صلاة الجمعة لغير الإمام؛ فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً -ناقة- ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ". [البخاري – كتاب الجمعة - باب الاستماع إلى الخطبة]. وعن أَوْسٍ بْنِ أَوْسٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَة وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ: أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيامِهَا". [سنن أبي داود – كتاب الطهارة - باب في الغسل يوم الجمعة]. والتبكير لحضور الجمعة كان من عادة السَّلف الصالح -رضي الله عنهم-، وكانوا يعاتبون أنفُسَهُم عند تركهِمُ التبكير أو تقصيرِهِم فيه؛ دخل ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- بُكرةً، فرأى ثلاثةَ نفر قد سبقوه بالبكور، فاغتمَّ لذلك، وجعل يقول لنفسه معاتبًا إياها: "رابعُ أربعة، وما رابعُ أربعةٍ ببعيد".
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أفضل أيَّامكم يوم الجمعة، فيه خلَق الله آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة؛ (أي: في هذا اليوم ينفخ إسرافيل لقيام الساعة)، فأكثروا من الصلاة عليَّ فيه، فإن صلاتكم يوم الجمعة معروضة عليَّ، قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرِمْتَ (أي: بليت)؟ فقال: إن الله جل وعلا حرَّم على الأرض أن تأكل أجسامنا؛ رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. وأرمت (بفتح الراء وسكون الميم): أصبحت رميمًا باليًا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، (والمراد الجنابة حقيقةً، أو اغتسل كما يغتسل من الجنابة حتى لو لم يجنب)، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرَّب بدنة؛ ( أي: كأنما تصدق بناقة)، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرَّب كبشًا أقرن؛ ( أي: كبشًا له قرنان، وهذا دليل كماله وحُسن صورته، ولأنه يجوز في الأضحية)، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنَّما قرَّب دجاجة، ومَن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر؛ رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود.