ويبدو لنا أن أرجح هذه الأقوال هو ما أشرنا إليه أولا، من أن معنى الآية الكريمة، أن الله- تعالى- قد خلق الثقلين لعبادته وطاعته، ولكن منهم من أطاعه- سبحانه-، ومنهم من عصاه. لاستحواذ الشيطان عليه. قال الإمام ابن كثير بعد أن ذكر جملة من الأقوال: ومعنى الآية أنه- تعالى- خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب. وفي الحديث القدسي: قال الله- عز وجل- «يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا، ولم أسد فقرك... ». وفي بعض الكتب الإلهية. يقول الله- تعالى- «يا ابن آدم، خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبنى تجدني. فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء». ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ثم قال: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( إلا ليعبدون) أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جريج: إلا ليعرفون. وقال الربيع بن أنس: ( إلا ليعبدون) أي: إلا للعبادة. وقال السدي: من العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع ، ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) [ لقمان: 25] هذا منهم عبادة ، وليس ينفعهم مع الشرك.
قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون الآية تدل على 1 نقطة، أرسل الله تعالى أنبياء ورسل إلى الدنيا ومنحهم العديد من المعجزات لإقناع الناس بالإيمان بالله الذي يسير وحده ويعبد الله وحده، والإسلام هو آخر ديانة سماوية أرسلها الله تعالى، كما أن الله سبحانه وتعالى أرسل جبريل عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من أجل دعوة الناس إلى الإيمان بالله عز وجل وحده والعمل على ترك عبادة الأوثان والاصنام. في الآية الكريمة حيث قال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، حيث انها توضح معنى أن الله تعالى خلق الجن والإنس وأرسل إليهم جميع الرسل والأنبياء لدعوتها، وهذه العبادة تشمل المعرفة والمحبة، والتوجه إليه، ومن بينها يتضمن معرفة الله سبحانه وتعالى بحيث أن تتم العبادة على معرفة الله عز وجل وعبادته. قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون الآية تدل على 1 نقطة؟ الإجابة الصحيحة هي: توحيد الألوهية.
(تفسيرُ السَّعديِّ) - القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} الآياتِ: يقولُ تعالى آمرًا رسولَهُ بالإعراضِ عن المعرِضِينَ المكذِّبِينَ: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي: لا تُبالِ بهم ولا تؤاخذْهم، وأقبلْ على شأنِكَ. فليسَ عليكَ لومٌ في ذنبِهم، وإنَّما عليكَ البلاغُ، وقد أدَّيْتَ ما حملْتَ، [ وبلَّغْتَ ما أُرسِلْتَ بهِ. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} والتَّذكيرُ نوعانِ: تذكيرٌ بما لم يُعرَفْ تفصيلُهُ، ممَّا عُرِفَ] مجملُهُ بالفِطرِ والعقولِ فإنَّ اللهَ فطرَ العقولَ على محبَّةِ الخيرِ وإيثارِهِ، وكراهةِ الشَّرِّ والزُّهدِ فيهِ، وشرعُهُ موافقٌ لذلكَ، فكلُّ أمرٍ ونهيٍ مِن الشَّرعِ، فهوَ مِن التَّذكيرِ، وتمامُ التَّذكيرِ أنْ يذكرَ ما في المأمورِ بهِ مِن الخيرِ والحسنِ والمصالحِ، وما في المنهيِّ عنهُ مِن المضارِّ. والنَّوعُ الثَّاني مِن التَّذكيرِ: تذكيرٌ بما هوَ معلومٌ للمؤمنينَ، ولكنْ انسحبَتْ عليهِ الغفلةُ والذُّهولُ، فيذكِّرونَ بذلكَ، ويُكرَّرُ عليهم ليرسخَ في أذهانِهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكَّرُوهُ [ مِن ذلكَ، وليحدثَ لهم نشاطًا وهمَّةً، توجبُ لهم الانتفاعَ والارتفاعَ.
تأملات في قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد: فإن الله أنزل هذا القرآن لتدبره والعمل به، فقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]. قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56-58]. قال ابن كثير رحمه الله: «ومعنى الآية أنه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم» [1] ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ » [2].
[ ص: 445] وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس ، وهو: ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا ، والتذلل لأمرنا. فإن قال قائل: فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره؟ قيل: إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم ، لأن قضاءه جار عليهم ، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم ، وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به ، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه. وقوله ( ما أريد منهم من رزق) يقول - تعالى ذكره -: ما أريد ممن خلقت من الجن والإنس من رزق يرزقونه خلقي ( وما أريد أن يطعمون) يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم ، ومن طعام أن يطعموهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. حدثنا ابن بشار قال: ثنا معاذ بن هشام قال: ثنا أبي ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ( ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) قال: يطعمون أنفسهم.
والملائكة: خلقهم الله من نور، وهم مجبولون على الطاعة، يسبحون الليل والنهار لا يفترون. فالملائكة تمحضوا للخير.. والشياطين تمحضوا للشر.. والجن والإنس قابلون للإيمان والكفر، مستعدون للهدى والضلال. ولا سبيل إلى معرفة الملائكة والجن إلا عن طريق الوحي. وإبليس هو الشيطان، وهو من الجن، وله ذرية كما قال سبحانه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)} [الكهف: 50]. والجن من خلق الله، ولهذا الجنس من الخلق خصائص: منها خلقهم من نار. ومنها أنهم يرون الناس ولا يراهم الناس، كما قال الله عن الشيطان: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27]. وللجن تجمعات معينة تشبه تجمعات البشر في قبائل وأجناس. ولهم قدرة على الحياة في هذه الأرض مع البشر كما قال الله عن آدم وإبليس: {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)} [الأعراف: 24].
قال ابن قدامة في وصاياه لأمير الحرب: "ولا يَسْتَصْحِبُ الأمير معه مُخذِّلًا، وهو الَّذي يُثَبِّطُ النَّاس عن الغزو، ويُزهِّدُهُم في الخروج إليه والقتال والجهاد، مثل أن يقول: الحرُّ أو البرد شديدٌ، والمشقَّةُ شديدةٌ، وولا تُؤمَن هزيمة هذا الجيش، وأشباه هذا، ولا مُرْجِفا، وهو الَّذي يقول: هَلَكَتْ راية المسلمين، ومالَهم مددٌ، ولا طاقة لهم بالكُفَّار، والكُفَّار لهم قُوَّةٌ، ومددٌ، وصبْرٌ، ولا يثبتُ لهم أحدٌ، ونحو هذا"[5]. ومن آثار اليأس أنه يوقع العبد في براثن ظن السوء بربه، (فمن ظنَّ بأنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره، ولا يؤيِّده ويؤيِّد حزبه، ويُعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد ، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالا لا يقوم بعده أبدا، فقد ظن بالله ظن السوء. لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين. وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته، فمن قنط من رحمته وأيس من روحه، فقد ظن به ظن السوء)[6]. [1] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 3/274 [2] تفسير الرازي: 18/ 199 [3] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 1/133 [4] الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/122 [5] المغني 9-201 - أبو محمد ابن قدامة المقدسي- مكتبة القاهرة.
أسلمت إسلام العقلاء الحصفاء الرّشداء. وليس إسلام التّبع الإمّعات. قالت: مع سليمان. وليس خلفه ولا وراءه ولا بسببه ولا في إثره ولا بفضله. كأنّما أسلما في طرفة عين واحدة. لا ييأس من روح الله. الإسلام لله سبحانه يستوي فيه كلّ النّاس مع كلّ النّاس. يختلفون في التّقوى والإحسان والمثابرة ولكنّهم في الإسلام يستوون. كلّهم مسلم. والمسلم له واحد أحد سبحانه. لم يجل بخاطرها ما يجول بخاطرنا نحن أنّها امرأة. آنّى لها أن تسوّي نفسها مع سليمان عليه السّلام وهو نبيّ رسول ملك كريم مسخّر له كلّ شيء. بقلم الشيخ: الهادي بريك
إن فتح أبواب الجنة في رمضان حقيقة، لا تحتاج إلى تأويل، وهذه نعمة عظيمة ومنة كريمة من الله، يتفضل بها على عباده في هذا الشهر. إنها الجنة يا عباد الله التي غرسها الرحمن بيده. إنها الجنة التي لا يُسأل بوجه الله العظيم غيرُها. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٨٥. إنها الجنة دار كرامة الرحمن، فهل من مشمر لها؟ إنها الجنة فاعمل لها بقدر مقامك فيها. إنها الجنة فاعمل لها بقدر شوقك إليها. نعم إنها الجنة التي تفتح أبوابها في رمضان، ولكن يا عجباً لها كيف نام طالبها؟ وكيف لم يدفع مهرَها في رمضان خاطبها؟ وكيف يطيب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها؟ إنها الجنة، دار الموقنين بوعد الله، المتهجدين في ليالي رمضان، الصائمين نهاره، المطعمين لعباد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الجنَّةِ غُرفاً يُرى ظَاهُرهَا مِنْ بَاطنهَا، وبَاطُنهَا مِنْ ظَاهرهَا، أَعدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطعمَ الطَّعامَ، وأَلانَ الكَلامَ، وتَابعَ الصِّيامَ، وصَلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نِيام). إنها الجنة ما حُليت لأمة من الأمم، مثلما حُلّيت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن الفلاح كلَّ الفلاح، هو هناك, (في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر) ، حيث الحور العين، المقصورات في الخيام، يخطبن ودّك ولا يعصينك أبدًا.
لا تيأس من روح الله واستبشر بعطاء الله | عامر عطايا - YouTube
المراجع ↑ سورة يوسف، آية:86 ↑ سورة يوسف، آية:87 ↑ "معنى روح الله" ، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. ↑ "تفسير الطبري/ لا تيأسوا من روح الله" ، مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف. ↑ "تفسير القرطبي/ لا تيأسوا من رحمة الله" ، مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف. ↑ "تفسير السعدي/ لا تيأسوا من روح الله" ، مشروع المصحف الإلكتروني ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف. {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} كيف يكون اليأس من روح الله تعالى؟. ↑ "وقفات( يابني اذهبوا فتحسسوا.... )" ، تدارس القرآن الكريم ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.