وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنَّ حمدَ اللهِ -تعالى- تَمْنَعُ إصابةَ البلاء، فقال: " مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً؛ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ "(رواه الترمذي). الخطبة الثانية: الحمد لله.. أيها المسلمون: مَنْ حَمِدَ اللهَ -تعالى- عند طعامه ولِباسِه؛ غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه؛ لقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "(رواه أبو داود والترمذي). ومَرَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ، فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ، فَقَالَ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ؛ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ "(رواه الترمذي).
الحمد لله على النعمة - YouTube
وإذا رأيتَ رؤيا تُحِبُّها؛ فاحمدِ اللهَ، وحَدِّث بها مَنْ تُحبُّ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا "(رواه البخاري). وإذا لَبِستَ جديداً؛ فاحْمَدِ اللهَ؛ فإنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ؛ عِمَامَةً، أَوْ قَمِيصًا، أَوْ رِدَاءً، ثُمَّ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ؛ أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ "(رواه الترمذي). اكتشف أشهر فيديوهات الحمدلله على ادق النعم | TikTok. وعند العطاس تقول: " الْحَمْدُ لِلَّهِ "(رواه البخاري). وإذا أسلم الكافرُ نحمد الله -تعالى-؛ فإنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا عاد الغلامَ اليهوديَّ في مرضه، ودعاه للإسلام فأسلم؛ قال: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ "(رواه البخاري). وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنَّ حَمْدَ اللهِ -تعالى- من أسباب رِضاهُ عن العبد؛ كما في قوله: " إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ؛ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا "(رواه مسلم).
[1] فتسلط الشيطان على جسد ايوب عليه السلام فأصابه بالعلل وجعل قواه تضعف، إلا أن ايوب صبر على ما أصابه من بلاءٍ وشكر الله سرًا وعلانيةً حتى أتم 18 عامًا، ولما أحس ايوب بأن من حوله قد بدأوا يسيئون الظن بالله تعالى من طول البلاء الذي أصابه، رفع أيديه إلى السماء مناجيًا ربه أن يزيل ما به من ضر <<وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين>> [2] فاستجاب له الله وأزال البلاء عنه وأعاد له ملكه. شاهد أيضًا: قصة النبي يونس مختصرة وبهذا يختم المقال الذي تناول موضوع من هو ابو زوجة نبي الله ايوب عليه السلام مرورًا بعرض اسم زوجة النبي ايوب ووقوفها إلى جانب زوجها في البلاء الذي أصابه مع الإضاءة على بعض تفاصيل قصة نبي الله ايوب عليه السلام والبلاء الذي أصابه وصبره حتى رفع الله ما به من ضر. المراجع ^, قصة نبي الله أيوب عليه السلام, 19/04/2022 ^ سورة الأنبياء, آية 83
شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي. البرزخ هو الحاجز بي بي سي. تعريف البرزخ: البرزخ في اللغة هو الحاجز بين الشيئين، وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ، يقول تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ [الرحمن: 19-20]، ويطلق البرزخ على الحياة التي تعقب موت الإنسان، والفترة التي يقضيها بين خروجه من الدنيا ودخوله في الآخرة. يقول تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99-100]. وفسر العلماء البرزخ هنا بأنه: الحاجز بين الموت والبعث أو بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث، فمن مات فقد دخل في البرزخ، وقال رجل بحضرة الشعبي: رحم الله فلاناً فقد صار من أهل الآخرة. فقال: لم يصر من أهل الآخرة، ولكنه صار من أهل البرزخ، وليس من الدنيا ولا من الآخرة [1].
وانتهى إلى أن: "كون القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفار النار مطابق للعقل، وأنه حق لا مرية فيه، وبذلك يتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم [8]. [1] راجع تفسير ابن كثير، مجلد 3، ص321، مؤسسة علوم القرآن عجمان، 1415هـ-1994م، وتفسير القرطبي، مجلد 6، ج12، ص100. [2] راجع شرح الطحاوية، ج2، ص572-578، وأصل الحديث رواه الشيخان، صحيح مسلم رقم (2870) باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار، 4/ 2200. [3] رواه أبو داود في سننه رقم (3221) باب الاستغفار ثم القبر للميت 3/ 215. الببرزخ والمرج - ملتقى أهل التفسير. [4] رواه الترمذي (1017) وقال حسن غريب، صحيح ابن حبان (3117) 7/ 386. [5] متفق عليه، رواه البخاري، رقم (213) باب من الكبائر. [6] رواه الترمذي في جامعه رقم (2460) وقال: حديث حسن غريب، 4/ 639. [7] راجع شرح الطحاوية، ج2، ص578 [8] شرح الطحاوية، ج2، ص609، وما بعدها.
إن البرزخ بمعناه اللغوي يعني الحاجز بين امرين أو بين شيئين، والبرزخ بأحاديث النبي عليه السلام تعني الحاجز بين الدارين الأولى والآخرة، فكل انسان بعد خلقه ويعيش ما قدر له من حباة ان بعيش بعدها سيموت، وفي مماته سيكون في حياة تدعى البرزخ ينتظر فيها قيام الساعة ويفصل بين الخلق ويوزع الناس الى جنة أبدية أو نار أبدية. فالبرزخ ليس بمكان وانما هو حياة يعيشها الميتون بكل مناطق الارض ويعيشون ظروفها التي تتعلق بها والتي بينها النبي عليه السلام بأحاديث كثيرة حتى تقوم الساعة.
ويقول تعالى: ﴿ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154]. ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار» [6]. البرزخ هو الحاجز بي سي. وإذا كان القبر ونعيمه قد ثبتا بهذه الدلائل فيجب علينا الإيمان بذلك، دون أن نسأل عن الكيفية، يقول شارح الطحاوية: "وقد تواترت الأخبار عن رسول الله في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما يحيله العقول، و لكن قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد الروح إليه إعادة غير المألوفة في الدنيا [7]. ويقول في موضع آخر: "واعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب، نال نصيبه منه، قبر أو لم يقبر، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء، أو صلب أو غرق في البحر، وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور، وما ورد من إجلاسه، واختلاف ضلوعه ونحو ذلك، فيجب أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير، فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله، ولا يقصر به عن مراده، وما قصده من الهدى والبيان، فكم حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال، والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله".