ولفت إلى أهمية أن يكون الإنسان مع خصومه وفقا لما جاء في كتاب الله تعالى: (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، كما لا بد أن يتحلى بصفة العفو التي أثنى الله عليها في كتابه الكريم بقوله ــسبحانه وتعالى: (والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). وتطرق إلى أن المؤمن يتسم بالصفات النبلى والحسنة والتي منها البعد عن الشحناء والبغضاء فيما بين العباد، قائلا ينبغي على العبد أن يحرص قبل مماته على التمسك بحديث النبي ــ صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)؛ لذا على المرء الحرص ــ مثلا ــ على الصدقات الجارية، وكذلك تربية أبنائه. ودعا عموم المسلمين التخلص من المظالم فيما بينهم، إذ أن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما طالبهم برد الحقوق إلى أهلها حتى لا ترد يوم القيامة من حسنات المرء، فإن نفذت أخذت من سيئات الآخرين ووضعت في ميزان المذنب.
ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر. رواه البخاري ومسلم. وقد سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله هل الميت يسمع كلام زائره ؟ فأجاب: نعم يسمع في الجملة ، واستدل بما سبق. 3 - ما ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسلام على أهل القبور فيقول: " قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون". الحديث. قالوا: فهذا خطاب لهم ، وإنما يخاطب من يسمع، إلى غير ذلك. والقائلون بسماع الموتى منهم من قال بسماع الموتى مطلقاً ، ومنهم قيد ذلك بقوله: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً ، بل قد يسمع في حالٍ دون حال ، وهذا السمع سمع إدراك ، ليس يترتب عليه جزاء ، ولا هو السمع المنفي بقوله: (إنك لا تسمع الموتى) فإن المراد بذلك: سمع القبول والامتثال وهذا اختيار الإمام ابن تيمية. وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها: سماع الموتى لكلام الأحياء محتجة بقوله تعالى: ( إنك لا تسمع الموتى) وبقوله: ( وما أنت بمسمع من في القبور). هل يسمع الموتى كلام الأحياء؟ - مدوَّنة أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف. [فاطر: 22]. وقد وافق عائشة جماعة من العلماء الحنفية ، وقالوا: بأن سماع أهل القليب للنبي معجزة ، أو خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأما حديث: " يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه " فقالوا: بأن ذلك خاص بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعاً بينه وبين الآيتين.
انتهى. فمع ثبوت سماع الميت في حال دون حال، لا يصح إطلاق القول بأن السماع يتوقف عند الميت. وكذلك لا يمكن إثبات أو نفي أن الميت يسمع تعزية الناس فيه، لعدم ورود الدليل الخاص في ذلك. وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 4276. وأما رفع القرآن من المصاحف، فقد جاءت أحاديث وآثار تشهد بصحة ذلك، وقد ذكر كثيرا منها الشيخ حمود التويجري في كتابه: "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" غير أن هذه الأحاديث لم تقيد رفع القرآن بطلوع الشمس من مغربها. وهذه بعض النقول التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يرفع. قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا، وأثبتناه في مصاحفنا؟! صحة سماع الميت لأهل الدنيا. قال: يسرى عليه في ليلة، فيذهب ما في قلوبكم وما في مصاحفكم، ثم قرأ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ". رواه الحاكم في "مستدركه"، وقال "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه". وقد رواه الطبراني، ولفظه: قال: لينزعن القرآن من بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا؟!
وقال سعيد بن جبير: إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط فسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ، قوله تعالى: قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا ملف نصّي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم – اللهم فاطر السموات والأرض اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم صححه الألباني بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
الفوائد: ((جمعت هذه الدعوة الإقرار بالتوحيد، والاستسلام للرب عز وجل وإظهار الافتقار إليه، والبراءة من موالاة غيره سبحانه، وكون الوفاة على الإسلام أجلّ غايات العبد، وأن ذلك بيد اللَّه تعالى، لا بيد العبد، والاعتراف بالمعاد، وطلب مرافقة السعداء))( [9]) ( [1]) انظر:سورة يوسف،الآية: 101،وانظر للفائدة:كتاب الفوائد لابن القيم،ص 436، و437. ( [2]) سورة الملك، الآية 3. ( [3]) انظر: الصحاح، 2/ 281، واللسان، 5/ 3432، والمفردات، ص 64. ( [4]) تفسير ابن كثير، 2/ 622. اللهم فاطر السماوات والارض بعد ذلك دحاها. ( [5]) سورة آل عمران، الآية: 102. ( [6]) ذكره صاحب العقيدة الطحاوية، ص 420، وصححه الشيخ الألباني في الموضع نفسه، كما ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1823، وقال: (( أخرجه السلفي في الفوائد المنتقاة)) ، وصححه. ( [7]) تفسير ابن كثير، 2/ 662. ( [8]) البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، برقم 6351، مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به، برقم 2680. ( [9]) انظر: تفسير ابن كثير، 2/ 663.