ومذهب الشافعية في هذه المسألة كما جاء في الموسوعة: أَمَّا الشَّافِعِيَّةُ فَقَالُوا بِالْعَفْوِ عَنِ الْيَسِيرِ مِنَ الدَّمِ وَالْقَيْحِ وَنَحْوِهِمَا مِمَّا يَعْسُرُ الاِحْتِرَازُ عَنْهُ. انتهى. وأما غير الدم من النجاسات المغلظة التي لا يعفى عن يسيرها فالأصح كما في المجموع أنه يعفى عما لا يدركه الطرف منها. وفي الموسوعة: وَصَرَّحَ الْحَنَابِلَةُ بِأَنَّهُ لاَ يُعْفَى عَنْ يَسِيرِ النَّجَاسَةِ وَلَوْ لَمْ يُدْرِكْهَا الطَّرَفُ، وَإِنَّمَا يُعْفَى عَنْ يَسِيرِ الدَّمِ وَمَا يَتَوَلَّدُ مِنْهُ مِنَ الْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ. انتهى. النجاسات المعفو عنها في الصلاة يكون. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يعفى عن يسير النجاسات كلها، ورجح هذا القول الشيخ العثيمين في الشرح الممتع. وبعد هذا فاعلم أن اجتناب النجاسة في الثوب والبدن كذلك إنما يشترط مع العلم والقدرة على الراجح، فمن كانت بثوبه نجاسة يعجز عن إزالتها فإنه يصلي على حسب حاله ولا إعادة عليه على الراجح، وكذا من نسي نجاسة بثوبه أو جهلها فإن الراجح أن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه. وقد بين النووي مذاهب العلماء في من لم يجد غير ثوب نجس فقال في المجموع: فرع في مذاهب العلماء فيمن لم يجد إلا ثوبا نجسا: قد ذكرنا أن الصحيح في مذهبنا أنه يصلي عاريا ولا إعادة عليه وبه قال أبو ثور وقال مالك والمزني يصلي فيه ولا يعيد.
وعند الشك في كون النجاسة يسيرة أو لا فإنه يحكم بكونها يسيرة معفو عنها حتى تتيقن أنها من الكثير الواجب إزالته, وانظر الفتوى رقم: 175591. والقول بأنها نجاسة معفو عنها يعني أنك لو صليت بها فصلاتك صحيحة ولا يلزمك إعادتها، وأما هل هي مقبولة؟ فهذا من أمر الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وحتى من صلى طاهرا من النجاسة المعفو عنها لا يمكن الحكم على صلاته بأنها مقبولة أو مردودة، وإنما حسبنا الحكم عليها بأنها صحيحة أو باطلة, بهذا تعلم جواب الفقرة الأولى والثانية والثالثة والثامنة. ثانيا: عند من قدر النجاسة المعفو عنها بقدر الدرهم فهو من حيث المساحة كالدائرة السوداء التي تكون في يد البغل، وقد اختلف القائلون به -كالمالكية- في تقديره، فمنهم من يقول هو قدر الأنملة العليا من الأصبع الخنصر أي الأصبع الصغير، أي قدر رأس هذه الأصبع، ومنهم من يقول قدر هذه الأصبع لو طويت، ومنهم من يقول هو قدر فم الجرح. القدر الذي يعفى عنه من النجاسات - إسلام ويب - مركز الفتوى. ثالثا: إذا وجدت نجاسة يسيرة فالأحوط لك أن تغسلها ما دمت رأيتها وعلمت مكانها مراعاة لقول من يقول بعدم العفو عن النجاسة ولو يسيرة، وانظر الفتويين رقم: 134899 ،ورقم: 181305. رابعا: إذا شككت بعد انتهاء الوضوء في غسل عضو من الأعضاء فلا تلتفت لذلك الشك ولا يلزمك إعادة الوضوء, قال ابن قدامة في المغني: إنْ شَكَّ فِي غَسْلِ عُضْوٍ أَوْ مَسْحِ رَأْسِهِ، كَانَ حُكْمُهُ حُكْمَ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِ، لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُهُ، إلَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَهْمًا؛ كَالْوَسْوَاسِ فَلَا يُلْتَفَتُ إلَيْهِ، وَإِنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ الطَّهَارَةِ لَمْ يُلْتَفَتْ إلَى شَكِّهِ، لِأَنَّهُ شَكَّ فِي الْعِبَادَةِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْهَا... اهــ.
أما من لم ير القنوت في الفجر من السادة الحنفية أو الحنابلة فإنهم إن اقتدوا بإمامٍ شافعي فعليهم متابعة الإمام في الوقوف حتى يفرغ من قنوته، فإن شاؤوا أمّنوا على قنوته، وهو الأفضل؛ عملاً بمذهب الإمام، وإن شاؤوا لم يُؤمِّنوُا، ولكن يلزمهم المتابعة في الوقوف بحيث لا يتقدمون عليه بالهُوِيِّ للسجود؛ لوجوب متابعة الإمام في الأفعال دون الأقوال وليس عليهم القنوت عند قضاء ما فات من الركعة الأولى. إعداد ادارة الافتاء في دائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري في دبي
فلا يمكن للتراث أن يحفظ دون النظر إليه باعتباره مكوناً مهماً من مكونات شخصيتنا المستقبلية، ولا يمكن لجهود الحفاظ على التراث أن تنجح دون الاقتناع التام بأن للماضي تأثيراً مهماً على المستقبل وعلى رسم استراتيجياتنا المستقبلية وبأنه سراج يضيء لنا الطريق الذي سوف نسلكه مستقبلاً. إذاً فالأسباب التي تدعونا إلى الحفاظ على التراث كثيرة ومتعددة. جهود الحفاظ على الثقافة المحلية والتراث كثيرة منها ما هو فردي ومنها ما هو رسمي. وهناك بالطبع فرق بين جهود التوثيق التاريخي وتوثيق التراث، حيث يتداخل المفهومان مع بضعهما البعض في أذهان الكثيرين. فجهود الحفاظ على التاريخ كانت ناجحة، حيث تم إصدار العديد من الدراسات التاريخية التي توثق لحقب مختلفة، ولكن جهود الحفاظ على التراث هي الأصعب لأن بعضاً من هذا التراث لم يوثق بعد ونتيجة لتعرضه للاندثار، إما بوفاة الأشخاص المعمرين، وإما نتيجة أن بعضاً من تراثنا قد طمس عن عمد لأننا لم نشأ أن نحافظ عليه نتيجة لعوامل عدة بعضها حضاري والآخر اجتماعي. من ناحية أخرى فمن أجل الحفاظ على موروثنا الثقافي الجيد حياً ونشطاً لا بد من أن نصل إلى اقتناع تام أنه تراث غير جامد قابل للتطويع والتغيير ليلائم العصر والزمان الذي نعيش فيه.
[6] عملت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في إعداد عدد من عناصر التراث الثقافي غير المادي والتي تم تسجيلها على القائمة التمثيلية وهي: العرضة النجدية وتم تسجيلها في عام 2015 والمزمار وهو فن أدائي وتم تسجيله في عام 2016 والقط العسيري وهو فن تزيين المجالس في منطقة عسير وتم تسجيله في عام 2017، كما تم رفع ملفين في عام 2019 عملت الجمعية على إعدادهما وهما البن الخولاني والسدو، وتعمل الجمعية هذا العام على ملفي الخط العربي وحداء الإبل للتسليم في مارس من عام 2020. [7] قامت الجميعة بإحياء اليوم العالمي للتراث الذي يوافق 18 أبريل من كل عام بإقامة ملتقى التراث والفنون تحت اسم "نحييه" والذي استمر من 15 أبريل وحتى 18 أبريل من عام 2015م في مركز الملك فهد والذي تضمن جلسات نقاش، وعروض مسرحية، وعروض لتجارب دولية ناجحة في خدمة التراث بالإضافة إلى ورش عمل للأطفال. وأعادت الجميعة إحياءه في نفس المركز في 17 أبريل وحتى 22 أبريل من عام 2016م تحت اسم "كرم تراثك بمتحف". في عام 14 فبراير 2017، قامت الجميعة بتكريم رموز المملكة لجهودهم في المساهمة لإنشاء الفن السعودي وكرمت ذكرى الفنان الراحل طارق عبد الحكيم في قاعة نيارة.
[٣] إيجاد التشريعات القانونية إيجاد التشريعات القانونية الصارمة التي تضمن حماية الموروث التراثي والحضاري للشعوب، ومنع الاعتداء على المعالم التراثية لضمان ديمومة وجودها، ومنع طمس التراث الطبيعي والثقافي في مختلف أنحاء العالم فهذا يساهم بالتصدي لعمليات النهب، السرقة والتدمير التي تخص الآثار الحضارية على وجه الخصوص. [٣] تأسيس اللجان المختصّة تأسيس بعض اللجان المختصة بالبحث في القضايا التراثية والحضارية، حيث تختصُّ هذه اللجان بتدريب الأفراد على حماية الثراث، بالإضافة إلى رصد ميزانيات مناسبة للبحث في التراث الطبيعي والتاريخي، وإعادة ترميم بعض المناطق التراثية التي تحتاج إلى ذلك. [٢] إنشاء الصناديق الإنمائية إنشاء صناديق إنمائية لدعم المعالم التراثية والطبيعية، خاصة تلك التي تحظى بقيمة تاريخية وتراثية عالميّة، حيث يتم جمع بعض المبالغ بشكل طوعي أو إجباري للإنفاق على هذه المعالم، وقد تكون هذه المبالغ التي يتم توريدها إلى هذه الصناديق من المنظمات الثقافية أو المؤسسات العامة أو الأفراد. [٢] وبالتأكيد يتمثل الدور الفردي في الحفاظ على التراث بالتصدي للجهل بقيمة التراث من خلال تعليم الأفراد وتربيتهم عل أهمية التراث لحفظ الإرث الثقافي المهدد بالانقراض من خلال وضعه في المتحاف.