والثاني: أن المراد باللمس ههنا التقاء البشرتين ، سواء كان بجماع أو غيره وهو قول ابن مسعود وابن عمر والشعبي والنخعي وقول الشافعي - رضي الله عنه -. واعلم أن هذا القول أرجح من الأول ، وذلك لأن إحدى القراءتين هي قوله تعالى: " أو لمستم النساء " واللمس حقيقته المس باليد ، فأما تخصيصه بالجماع فذاك مجاز ، والأصل حمل الكلام على حقيقته. وأما القراءة الثانية وهي قوله: ( أو لامستم) فهو مفاعلة من اللمس ، وذلك ليس حقيقة في الجماع أيضا ، بل يجب حمله على حقيقته أيضا ؛ لئلا يقع التناقض بين المفهوم من القراءتين المتواترتين ، واحتج من قال: المراد باللمس الجماع ، بأن لفظ اللمس والمس وردا في القرآن بمعنى الجماع ، قال تعالى: ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) [ البقرة: 237] وقال في آية الظهار: ( فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) [ المجادلة: 3] وعن ابن عباس أنه قال: إن الله حيي كريم يعف ويكني ، فعبر عن المباشرة بالملامسة. وأيضا الحدث نوعان: الأصغر ، وهو المراد بقوله: ( أو جاء أحد منكم من الغائط) فلو حملنا قوله: ( أو لامستم النساء) على الحدث الأصغر لما بقي للحدث الأكبر ذكر في الآية ، فوجب حمله على الحدث الأكبر. واعلم أن كل ما ذكروه عدول عن ظاهر اللفظ بغير دليل ، فوجب أن لا يجوز.
وكان يقول: لو شاء الله لابتلاه بأشد من ذلك. ودليل الفقهاء أنه تعالى جوز التيمم للمريض إذا لم يجد الماء ، وليس فيه دلالة على منعه من التيمم عند وجوده ، ثم قد دلت السنة على جوازه ، ويؤيده ما روي عن بعض الصحابة أنه أصابته جنابة كان به جراحة عظيمة ، فسأل بعضهم فأمره بالاغتسال ، فلما اغتسل مات ، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: قتلوه قتلهم الله ، فدل ذلك على جواز ما ذكرناه. السبب الثاني: السفر: والآية تدل على أن المسافر إذا لم يجد الماء تيمم ، طال سفره أو قصر لهذه الآية. السبب الثالث: قوله: ( أو جاء أحد منكم من الغائط) والغائط: المكان المطمئن من الأرض ، وجمعه الغيطان. وكان الرجل إذا أراد قضاء الحاجة طلب غائطا من الأرض يحجبه عن أعين الناس ، ثم سمي الحدث بهذا الاسم تسمية للشيء باسم مكانه. السبب الرابع: قوله: ( أو لامستم النساء) وفيه مسائل: [ ص: 91] المسألة الأولى: قرأ حمزة والكسائي " لمستم " بغير ألف ، من اللمس ، والباقون " لامستم " بالألف من الملامسة. المسألة الثانية: اختلف المفسرون في اللمس المذكور ههنا على قولين: أحدهما: أن المراد به الجماع ، وهو قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وقول أبي حنيفة - رضي الله عنه - لأن اللمس باليد لا ينقض الطهارة.
2008-04-09, 10:56 AM #1 ما المراد بكلمة " النساء " في قوله تعالى " أو لامستم النساء" ؟ هل النساء في لغة العرب تطلق على الحقيقة على الأنثى البالغة وغير البالغة أم البالغة فقط ؟ قال القرطبي في تفسيره في معرض رده على من يرى أن لمس المرأة ناقض للوضوء مطلقا: " وروى الأئمة مالك وغيره أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلى الله عليه وسلم وأمامة بنت أبي العاص ابنة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها. وهذا يرد ما قال الشافعي في أحد قوليه: لو لمس صغيرة لانتقض طهره تمسكا بلفظ النساء، وهذا ضعيف؛ فإن لمس الصغيرة كلمس الحائط " أ.
وأيضا فحكم الجنابة تقدم في قوله: ( ولا جنبا) فلو حملنا هذه الآية على الجنابة لزم التكرار. المسألة الثالثة: قال أهل الظاهر: إنما ينتقض وضوء اللامس لظاهر قوله: ( أو لامستم) أما الملموس فلا. وقال الشافعي - رضي الله عنه -: بل ينتقض وضوؤهما معا.
©20207 جميع الحقوق محفوظة مؤسسة الدعوة الخيرية تطوير وتنفيذ شركة عطاء
ولذلك وردت آيات عديدة في مواقف ومواضع شتى من الكتاب العزيز لم يعبر عنها، وهي في الحقيقة كنايات عدل بها عن التصريح تنزيها عن اللفظ المستهجن، ومن الناس من يصرح بها، ويظهر فيها ما لا يجوز أن يظهر، لكن القرآن تعامل مع الأمر بقاعدة ليس كل شيء يقال. ومن تلك المواقف القرآنية التي تدلنا على ذلك ما ورد في قوله تعالى:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [سورة البقرة:187]. والمراد بـ ﴿ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ هنا أنه كناية عن الجماع، وعدي به إلى غيره لتضمنه معنى الإفضاء، وسببها هنا أن يكون التصريح مما يستقبح ذكره. وقوله تعالى:﴿ نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة البقرة: 223]. وهو كناية حيث شبه النساء بالحرث (5) ، وفي ذلك تنزه حسب رأي كثير من أهل التفسير عن اللفظ المستهجن، فذلك تعبير عن الجماع لكن بألفاظ منتقاة، وهذه الكناية في الآية وصفها الإمام أبو حيان الأندلسي بأنها من بديع الكنايات في القرآن الكريم بقوله:«وهذه الكناية في النكاح من بديع كنايات القرآن، قالوا: وهو مثل قوله تعالى: ﴿يَأْكُلُ الطَّعامَ﴾ ومثل قوله: ﴿وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها﴾ [سورة الأحزاب: 27]، على قول من فسره بالنساء.
ت + ت - الحجم الطبيعي المسلم الذي يبحث عن السعادة وكيفية تحقيقها يقف وقفة إكبار وإجلال أمام قول الحق سبحانه وتعالى: «ادعوني أستجب لكم» مجرد أن يدعو الإنسان الذي يواجه موقفاً في هذه الحياة يشغل باله، مجرد أن يقول: يا رب تأتيه الإجابة من ربه القادر فيقول: وأنا أجبت، عندها يجد الإنسان نفسه وتتحقق سعادته التي ينشدها. روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يقول: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني» (رواه البخاري ومسلم واللفظ له والنسائي وابن ماجة). قال أكثر المفسرين في معنى قوله تعالى: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم» أي وحدوني واعبدوني أتقبل عبادتكم وأغفر لكم. وقيل المراد بالدعاء السؤال بجلب النفع ودفع الضر، على أن الدعاء في نفسه باعتبار معناه الحقيقي (بمعنى الطلب) هو عبادة بل مخ العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داوود والترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين» (غافر 60). وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء مخ العبادة» (رواه الترمذي وقال: حديث غريب).
أنا عند ظن عبدي بي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة). تخريج الحديث الراوي:أبو هريرةالمحدث:البخاري-المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:7405 خلاصة حكم المحدث:[صحيح] منزلة الحديث هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات. غريب الحديث ملأ: المَلأ أشراف الناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع الى قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعة.
وأردف: بنو إسرائيل لحقهم من الأذى ما لا يطيقون، ومع عِظَم الكرب يبقى حسن الظن بالله فيه الأمل والمخرج، فقال موسى عليه السلام لقومه: {استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}. وتابع بالقول: لقد اشتد الخطب بموسى عليه السلام ومن معه، فالبحر أمامهم وفرعون وجنده من ورائهم، وحينها قال أصحاب موسى {إنا لمدركون}؛ فكان الجواب من النبي الكليم شاهداً بعظيم ثقته بالله وحُسن ظنه بالرب القدير، {قال كلا إن معي ربي سيهدين}، فأتى الوحي بما لا يخطر على بال، {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، وأزلفنا ثم الآخرين، وأنجينا موسى ومن معه أجمعين، ثم أغرقنا الآخرين}. وقال "القاسم": أعظم الخلق عبودية لله وحسن ظن به، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، آذاه قومه؛ فبقي واثقاً بوعد الله ونصره لدينه، قال له ملك الجبال: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ويوحده، لا يشرك به شيئاً) رواه البخاري.
وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد: {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية}(آل عمران 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين: {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء}(الفتح 6). والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه. فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب, ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب (فليظن بي ما شاء)رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح.
نظرة عامة متطلبات النظام ذو صلة الوصف برنامج "اذكار المسلم" جد بسيط ومجاني يضم اذكار الصباح والمساء مكتوبة واذكار المسلم بدون انترنت فهو عبارة عن موسوعة.
والمتفائلون سرعان ما يبرؤون من أمراضهم؛ مقارنةً بغيرهم من المتشائمين، ويقال: إنَّ التفاؤل مريح لعمل الدماغ: فالطاقة المبذولة من الدماغ - لحظة التفاؤل - خلال عشر ساعات؛ أقل بكثير من الطاقة المبذولة - لحظة التشاؤم - لمدة خمس دقائق. دعونا نربي أنفسنا على التفاؤل في أصعب الظروف، وأقسى الأحوال، فهو منهج لا يستطيعه إلاَّ أفذاذ الرجال. فالمتفائلون هم الذين يصنعون التاريخ، ويسودون الأمم، ويقودون الأجيال. أمَّا اليائسون والمتشائمون، فلن يستطيعوا أن يبنوا حياةً سوية، وسعادةً حقيقية في داخل ذواتهم، فكيف يصنعونها لغيرهم، أو يُبَشِّرون بها سواهم؟ وفاقد الشيء لا يعطيه. إنَّ أعلى درجات التفاؤل هو التفاؤل في أوقات الأزمات، ولحظات الانكسارات، وساعات الشدائد، فتَتَوَقَّع الخيرَ وأنت لا ترى إلاَّ الشر، والسعادةَ وأنت لا ترى إلاَّ الحُزن، وتَتَوقَّع الشفاءَ عند المرض، والنجاحَ عن الفشل، والنصرَ عند الهزيمة، وتتوقَّع تفريجَ الكروب ودَفْعَ المصائب عند وقوعها، فالتفاؤل في هذه المواقف يُولِّد مشاعر الرضا والثقة والأمل. قال الطغرائي: أعلل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل التفاؤل يتطلب منا حُسن ظن بالله تعالى؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله بغير سبب مُحقَّق، والمسلمُ مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال.