كلماتنا وتصرفاتنا تُفسّر خطأ بحضور «سوء النية» غياب كبار السن أثر في عادات الجيل الحالي هل حصل أن يكون بفمك كلام ولا تستطيع قوله؟، هل جربت أن يؤول كلامك عكس ما كنت تقصده أو تهدف إليه؟، هل أصبح الصمت هو الوسيلة السليمة لتجنب المشاكل مع الأقارب؟، قد يتفق الجميع على نفس الإجابات لهذه الأسئلة، والسبب يعود إلى أن النفوس تغيّرت، فلم تعد تعذر أو تكلف نفسها من التحقق ما بين الصديق والعدو، الخائف عليها والمتشفي فيها، لم تعد النصيحة تفسر على أنها حُب في الشخص، بل تفسر على أنها مُرتبطة بالحياة الخاصة!.
د. إبراهيم الجوير ويتعلق جيل اليوم بالتقنية الحديثة، التي جعلتهم بعيدين جداً عن أُسرهم وأقاربهم، كما أن التقاءهم بعد فترة طويلة ربما يقودهم إلى الوقوع في "سوء الظن"، وعدم فهم أحاديث الآخرين، بل وتأويلها في غير مكانها، وهو ما يتطلب تخصيص أرباب الأُسر يوماً في الأسبوع للاجتماع الأُسري، ويوم آخر في الشهر لاجتماع الأقارب، حتى يتم التجانس والتفاهم، ونسعد بتعايش سلمي واحترام متبادل.
5) أما إذا كان سفرك مثمرًا من الناحية المادية، وإذا كان هدفك من السفر والغربة على وشك التحقق، وإذا كنت تنفق على اهلك، أو تدخر من راتبك لبناء مستقبلك، فاصبر وتحمل المشاق واركب الصعاب، في سبيل هدفك الذي وضعته يوم أن قررت السفر والغربة، فما أجمل الصبر وأنت تشاهد هدفك يتحقق أو يكاد، وما أحلى الدواء المر وأنت تراه السبيل الوحيد للشفاء من الأمراض والعلل التي تشكو منها، وتذكر أن الملايين من الشاب سافروا واغتربوا وصبروا وتحملوا حتى حققوا أهدافهم. 6) أنصحك بأن تضع نصب عينيك مثالاً للنجاح، من أقاربك أو جيرانك أو معارفك ممن سافر واغترب وعاد ناجحًا وحقق هدفه حتى صار مضرب المثل في الكفاح والنجاح، فلا شك أنه سيدفعك للنجاح. كما أنصحك بأن تضع نصب عينيك مثالاً لأحد الفاشلين، من أقاربك أو جيرانك أو معارفك ممن سافر واغترب وعاد بخفي حنين، دون أن يحقق شيئًا من آماله وطموحاته، بل وبعدما ضيع من عمره سنوات، فلا شك أن هذا المثال سيدفعك للهروب من الفشل. 7) أما عن المشاكل الأخرى التي تشكو منها، والتي بدت من قولك: "أنا غير مرتب في كلامي"، و"مهمل"، و"عندى لا مبالاة"،.... إلخ، فهي مشاكل عرضية لا مرضية، بمعنى أنها مشاكل ناتجة عن المشكلة الأم وهي إحساسك بالغربة والوحدة، وإن شاء الله فإن مصيرها جميعًا إلى زوال، فمبجرد كسرك لسور الوحدة الذي تضربه حول نفسك، وانتقالك للعيش مع أصحابك وأصدقائك من الصالحين والأتقياء الذين ستختارهم من الدوائر القريبة منك، ستحل جميع أو غالب مشاكلك الفرعية الأخرى، إن شاء الله.
** الجار المسلم: وله حقان وهما: حق الإسلام، وحق الجوار. ** الجار الكافر: وله حق واحد وهو حق الجوار. ثانيهما: أنّ الإسلام حثّ على الإحسان إلى الجار وأوصى به سواء كان مسلماً، أو كافراً وإن كان هناك تفاوتٌ في حقّ كل منهما. كيفية الإحسان إلى الجار غير المسلم أُشير مسبقاً إلى أنّ الإسلام قد دعا وحضّ على الإحسان إلى الجار سواء كان مسلماً أو كافراً، لذا فهناك العديد من صور الإحسان التي يشترك فيها كل من الجار المسلم وغير المسلم ومنها ما يأتي: [٦] [٧] مواساته في مصائبه وذلك بأنّ يواسي المسلم جاره غير المسلم في حال أصابته مصيبةٌ، كأن أصابه مرض عضال، أو فقد أحداً من أهله نحو ابنه، أو أبيه دون الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة لكون ذلك خاصاً بالمسلمين. كفّ الأذى عنه وحسن العشرة فقد حذّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من إيذاء الجار وسوء معاملته سواء كان ذلك بظلمه، أو الفتك به، أو التعدي عليه؛ وذلك بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. من صور الاحسان إلي الجار - العربي نت. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ). [٨] تحمّل أذاه والصبر على ذلك حيث إن هناك الكثير من الناس من يستطيع كفّ أذاه عن الآخرين لكنّه يضعف ولا يتمكّن من ضبط نفسه في حال تعرّض للأذى من غيره، لذا جعل الله -تعالى- لتحمّل أذى الآخرين والصبر والاحتساب على ذلك فضلاً عظيماً، حيث قال الله -تعالى-: ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
عباد الله الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع متماسك، قوي البناء، سدَّاه الأخوة والمحبة، ولحمته التكافل والمودة، وشعاره التراحم والتكاتف، يشعر بعضه بشعور بعض، يتمثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)(متفق عليه)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعاطفهم مِثْلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)(رواه مسلم). وتحقيقاً لهذا الأمر النبيل أمر الإسلام بالإحسان إلى الجار، ورعاية حقه، وكف الأذى عنه، ويكفي أن الجار الصالح من أسباب السعادة كما قال صلى الله عليه وسلم: (مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ( (رواه أحمد). لقد كان العرب في الجاهلية يحمون الذمار، ويتفاخرون بحسن الجوار، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، ولما جاء الإسلام حث على هذا الخلق، ورباه في نفوس أتباعه، وجعله أحد دعائم بناء المجتمع، ومن لم يتعلم البر والإحسان مع الأسرة الصغيرة من أهله وذريته وأقاربه فلن يفعل ذلك مع الأسرة الكبيرة من إخوانه المسلمين، ومتى عُمرت الأسرة الصغيرة بمشاعر البر والصلة والإحسان فإنها تتسع بإذن الله للأسرة الكبيرة، وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)(رواه الترمذي).
اللهم اغفر لجيراننا، اللهم اغفر لجيراننا، اللهم جازهم عنا خير الجزاء، اللهم وإن طالهم منَّا أذى اللهم فأكرمهم وتفضل عليهم وأوفي حقوقهم يا ذا الجلال والإكرام. هذا وصلوا وسلموا على من أوصى بالجار كثيرا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير، اللهم وفقهم لما تحب وترضى. اللهم ارحم هذا الجمع من المؤمنين والمؤمنات، اللهم استر عوراتهم، وآمن روعاتهم، وأصلح نياتهم وذرياتهم، وأغفر لهم ولجيرانهم يا ذا الجلال والإكرام. الإحسان إلى الجار - موضة الأزياء. [رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] عباد الله [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ](النحل الآية 90). وأقم الصلاة… الجمعة: 11-8-1431هـ
فمن لم يكن فيه خير لأهله فلا خير فيه لغيرهم، ومن لم يمنح أهله الفضل والمعروف والإحسان فلن يكون منه ذلك لمن حوله من غيرهم. عباد الله لقد اختلف أهل العلم في حد الجار الذي يجب على المسلم بره وصلته فقيل هو من سمع النداء، وقيل من صلى معك صلاة الصبح في المسجد، وقيل حده أربعون داراً من كل جانب. الجار هو رفيق الدرب، وقرين المسكن، هو محط العناية ومصدر الرعاية، هو الذي يعزى في المصيبة ويؤنس في الوحشة، هو السند المعين والناصح الأمين، هو الساتر للعورة الحافظ للغيبة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والقدوة في الخير، إن رأى خيراً من جاره أشاعه، وإن رأى غيره ستره واعتذر لجاره، فلله كم هو عزيز اليوم ولاسيما مع ملهيات الحياة وشواغلها. قال ابن حجر رحمه الله: (واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصديق والعدو، والغريب والبلدي، والنافع والضار، والقريب والأجنبي، والأقرب داراً والأبعد).
الابتعاد عن كل ما يسيء للجار، ويجلب له الريبة. الدعاء له بالهداية، وتمني له الخير. إلقاء تحية الإسلام وردها. تجنّب إيذاء الجار حذر الإسلام من إيذاء الجار بالقول أو بالفعل، لذلك ينبغي تجنّب الأفعال الآتية عند التعامل مع الجيران: حسد الجار وتمني زوال نعمته. التحقير والتقليل من شأنه. إفشاء أسراره وخصوصيته أمام الناس. إلقاء القمامة حول منزله. النظر إلى محارمه، وعدم ستر عوراته. إيذاء أفراد أسرته. التجسس عليه وسوء الظن به. الشتيمة، والنميمة، والغيبة. عدم مساعدته ومساندته في الظروف الصعبة. حقوق أخرى للجار يوجد حقوق كثيرة للجار، ومنها ما يأتي: زيارة الجار المريض، لأن ذلك يزيد من الألفة والمحبة، وتوطيد العلاقات بين بعضهم البعض، وترفع من معنويات المريض، وفيه موعظة بليغة للزائر. مساعدة الجار ومعاونته. إقراضه المال في حال سأل، قدر المستطاع. مشاركته في السراء والضراء. الأمور المترتبة على الإحسان إلى الجار يترتب على إحسان الفرد إلى جيرانه الكثير من الفوائد، حيث يتحقق بهذا الإحسان تكافل المجتمع وترابطه وتراحمه، فبسؤال الجار عن جاره وسدّ حاجاته، وحفظ حقوقه والابتعاد عمّا يؤذيه ستختفي الضغائن والأحقاد، ويعمُّ الودُّ ويسود الخير المجتمعات فتختفي المشاكل، فيما ينجمُ عن التقصير في حقوقه وأذيته في بعض الأحيان فجوة اجتماعية كبيرة تخلّف الكثير من المشاعر السلبية والضغائن والمشكلات.