اختر رقم الآية قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأۡخُذَ إِلَّا مَن وَجَدۡنَا مَتَـٰعَنَا عِندَهُۥۤ إِنَّـاۤ إِذࣰا لَّظَـٰلِمُونَ ﴿٧٩﴾ تفسير السعدي سورة يوسف فـ {قَالَ} يوسف {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} أي: هذا ظلم منا، لو أخذنا البريء بذنب من وجدنا متاعنا عنده، ولم يقل "من سرق" كل هذا تحرز من الكذب، {إِنَّا إِذًا} أي: إن أخذنا غير من وجد في رحله {لَظَالِمُونَ} حيث وضعنا العقوبة في غير موضعها.
فأعرض -يا محمد- عن هؤلاء المشركين, ولا تبال بتكذيبهم, وانتظر ما الله صانع بهم, إنهم منتظرون ومتربصون بكم دوائر السوء.
{ الْحَاقَّةُ} من أسماء يوم القيامة، لأنها تحق وتنزل بالخلق، وتظهر فيها حقائق الأمور، ومخبآت الصدور، فعظم تعالى شأنها وفخمه، بما كرره من قوله: { الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} فإن لها شأنا عظيما وهولا جسيما، [ومن عظمتها أن الله أهلك الأمم المكذبة بها بالعذاب العاجل]
اختر رقم الآية وَقَالَ لِفِتۡیَـٰنِهِ ٱجۡعَلُواْ بِضَـٰعَتَهُمۡ فِی رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَعۡرِفُونَهَاۤ إِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ﴿٦٢﴾ تفسير السعدي سورة يوسف {وَقَالَ} يوسف {لِفِتْيَانِهِ} الذين في خدمته: {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ} أي: الثمن الذي اشتروا به من الميرة. {فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا} أي: بضاعتهم إذا رأوها بعد ذلك في رحالهم، {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لأجل التحرج من أخذها على ما قيل، والظاهر أنه أراد أن يرغبهم في إحسانه إليهم بالكيل لهم كيلا وافيا، ثم إعادة بضاعتهم إليهم على وجه لا يحسون بها، ولا يشعرون لما يأتي، فإن الإحسان يوجب للإنسان تمام الوفاء للمحسن.
ولا يستطيع إنسان كائناً من كان أن يبرر عدوان بريطانيا علينا واحتلالها لأراضينا وعملها على فصل جنوب الوادي عن شماله، وتشريدها لعرب فلسطين بمؤازرتها لليهود، ولكني احب أن أقول لقومي: السيف اصدق أنباء من الكتب... في حده الحد بين الجد واللعب وأنا اعد حضرات القراء بأنني قبل أن اختتم مقالاتي عن بريطانيا سأعقد فصلاً خاصاً عن علاقتنا بها وكيف يجب أن تقوم. مشكلات ولعل حضرات القراء يوافقونني على أننا متخلفون عن ركب الحضارة قرناً كاملاً، وأ في عصرنا الحاضر نواجه مشكلات واجهتها الأمم الأوروبية في القرن التاسع عشر وتغلبت عليها. مجلة الرسالة/العدد 412/تدخل الدولة في الإصلاح - ويكي مصدر. ولعل من الخير لنا أن نعرف كيف تغلبت أوروبا على هذه المشكلات حتى ننتفع بتجاربها ونستفيد منها. تنقسم المشكلات التي نواجهها إلى قسمين: 1: مشكلات سياسية وقومية وأهمها الوحدة والجلاء، وسأتناولها بالبحث حين أتحدث عن ألمانيا وإيطاليا. 2: مشكلات اقتصادية واجتماعية وهي ناشئة عن دخول مصر في الدور الصناعي، وسأتناول فيما يلي البحث في الانقلاب الصناعي في إنجلترا والمشاكل التي قامت بسببه وكيف عالجتها وتعالجها إنجلترا. الانقلاب الصناعي: يقول أن أحد المؤرخين (إن الناس قد ظلوا حتى أواخر القرن الثامن عشر يفلحون أرضهم وينسجون ملابسهم وينشرون أخشابهم ويصنعون قواربهم كما كان يفعل قدماء المصريين. )
وتنبأ ماركس بان طبقة العمال سيقوى نفوذها حتى تصبح الطبقة الحاكمة، وعندئذ تقوم الدولة الاشتراكية. (ولاحظ إن رئيس وزراء بريطانيا الآن هو زعيم حزب العمال). 2: كان العمال حينذاك محرومين من حق الانتخاب، وقد تنبأ ماركس بان العمال سينالون حقوقهم الانتخابية وسيصبحون نواباً، وحينئذ يصبح في مكنتهم إصدار التشريعات اللازمة لمصلحتهم، وأهمها أن تضع الدولة يدها على موارد الثروة ووسائل الإنتاج مثل المناجم والمصانع ووسائل النقل والأراضي الزراعية، وتستغله لمصلحة الشعب وهو ما يعرف الآن بالتأميم. وجدير بنا أن نلاحظ إن حكومة العمال تعمل على تحقيق ذلك في بريطانيا. 3: عدم وجود فوارق اقتصادية بين الطبقات، وقد تساءل ماركس (لم يدخل الحياة طفلان أحدهما له امتياز على الآخر؟ أحدهم يملك العزب والضياع والمصانع، والأخر لا يملك شروى فقير؟). 4: استنكر ماركس أن يعيش بعض الأفراد عالة على الشعب، وقرر إن جميع الأفراد يجب أن يؤدوا عملاً للدولة، وإلا يكون عالة على المجتمع. 5: يجب أن تسيطر الأمة على رءوس الأموال. 6: يجب أن يكون التعليم بالمجان لجميع أبناء الدولة. وقد انتشرت هذه المبادئ في أنحاء أوروبا كان لها اثر كبير في الحياة الأوروبية المعاصرة.