وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ)). الله أكبر: إن المتواضع يرفع الله سبحانه وتعالى منـزلته ومكانه وقدره فطوبى للمتواضعين. إخواني يا من تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا من تعتقدون أن لا سعادة ولا عزة ولا طريق إلى الجنة إلا باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به؛ قال الله تعالى: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلاْخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً ﴾ [الأحزاب:21]. خطبة عن التواضع وذم الكبر. إنه سيد ولد آدم ليس فوقه أحد من البشر؛ إنه أحب الخلق إلى الله وأعظمهم جاهاً وقدراً عند رب العالمين. إنه صاحب الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة، منزلةٌ واحدةٌ ليست إلا له صلى الله عليه وسلم. إن الأرض ما وطئ عليها ولن يطأ عليها إلى يوم القيامة أكرم ولا أجل ولا أرفع منه صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك تأمل أخي المؤمن إلى تواضعه العجيب صلى الله عليه وسلم: عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه. ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم رعيه الغنم وتحدثه بعد نبوته بذلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث الله نبينا إلا وقد رعى الغنم وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط)) قال أهل العلم: رعى الغنم عمل ارتضاه الله لأنبيائه.
آيات ذم التكبر في القران العظيم [ عدل] لقد وردت آيات كثيرة تذمّ الكبر وتنهى عنه وتحذّر منه، من ذلك: قوله تعالى في: سورة الأعراف قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قوله تعالى: سورة الأعراف سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ. أي: يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم'. قوله تعالى: سورة غافر الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ. أبو تقوى: التـكبر والتــواضع. قوله تعالى: سورة النحل لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ. قوله تعالى: سورة الزمر قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ.
الخطبة الثانية أخي المسلم: كل ما تراه من مباهج الدنيا وزينتها إنما هو ظل زائل وراكب مرتحل فلا تغتر بها. أحلام ليل أو كظل زائل إن اللبيب بمثلها لا يخدع. قال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا. فقال: (لما أتاني الوفود سامعين مطيعين - القبائل بأمرائها وعظمائها - دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها). التكبر على الناس - الطير الأبابيل. أيها الناس: اعلموا أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: ﴿ وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:139]. فتارة غنى، وتارة فقر، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة منصب، وتارة بلا منصب وهكذا. فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال. وهو تقوى الله عز وجل والتواضع على كل حال، وهذا الذي يزينه ويبقى معه، والله المستعان. مر بعض المتكبرين على مالك بن دينار، وكان هذا المتكبر يتبختر في مشيته فقال له مالك: أما علمت أنها مشية يكرها الله إلا بين الصفين في الجهاد؟ فقال المتكبر: أما تعرفني؟ قال مالك: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة، فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة. ويزداد التأكيد على التواضع مع أهل الفضل عليك كالوالدين والمعلمين وغيرهم، لأنهم أولى الناس بخفض الجناح لما لهم من فضل ومعروف.
ذات صلة أقوال وحكم عن الغرور كلمات عن التكبر حكم عن التكبر ما تكبر أحد إلا لنقص وجده في نفسه، ولا تطاول أحد إلا لوهن أحسه من نفسه. الكبر يورث البغض. الكبر والإعجاب يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل. التكبر دليل على الذل أكثر منه دليل على العلو. الغرور يزهر، لكنه لا يثمر. دلائل الغباء ثلاثة: العناد، التكبر، والتشبث بالرأي. التكبر والغرور أكثر الأشياء تهدم في صحة حياة الإنسان. هناك شعرة بين الثقة الزائدة بالنفس والغرور. الإنسان المغرور كالطير كلما ارتفع صغر في أعين الناس. لا تفاخر بجمالك أو مالك أو طيب أصلك، فلست أنت صانع شي من هذا. إياك الغرور والتكبر أنه يظهر عيوبك كلها للناس ولا يخفيها إلا عنك. هُناك لحظات يجبُ على المرء أن يختار ما بين أن يحيا حياتهُ بالطريقة التي يُريدها كُليا بحُرية تامة، أو ما بين أن يُجر ليحيى حياة ضحلة كاذبة تتطلب الكثير من النفاق والغرور والمُداهنة للاستمرار. لا تكن المغرور فتندم، ولا تكن الواثق فتصدم. ما الغرور إلا وجه من وجوه الجهل. عجبت لابن آدم يتكبر، وأوله نطفة وآخره جيفة. كل المفاسد التي وجدت في العالم إنما هي من مرض الغرور. لا يوجد درجات للغرور يوجد فقط درجات في إخفائه.
قال الله عز وجل:{ وعباد الرحمان الذین یمشون علی الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} الفرقان ٦٣ قال النبي(صلى الله عليه وآله):« إذا هدى الله عبدا الإسلام، وحسن صورته، وجعله في موضع غير شائن له، ورزقه مع ذلك تواضعا، فذلك من صفوة الله ». وقال أيظا(ص) لأصحابه:« مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة ؟ قالوا: وما حلاوة العبادة ؟ قال: التواضع ». قال الإمام علي(ع):« ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عندالله ، وأحسن منه تيه الفقراء ». جاء في حديث قدسي:« إنما أقبل صلاة من تواضع لعظمتي ولم يتعاظم على خلقي، وألزم قلبه خوفي وقطع نهاره بذكري، وكف نفسه عن الشهوات من أجلي ». قال الصادق(ع):« من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس ، وأن تسلم على من تلقى ، وأن تترك المراء وإن كنت محقا ، ولا تحب أن تحمد على التقوى ». قال سليمان بن داود(ع) يوما للطير والجن والإنس والبهائم: «أخرجوا ، فخرجوا في مائتي ألف من الإنس ومائتي ألف من الجن ، فرفع حتى سمع زجل الملائكة بالتسبيح في السماوات، ثم خفض حتى مست أقدامه البحر، فسمع صوتا يقول: لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر، لخسفت به أبعد مما رفعته ». وأما علاج التكبر، فعلى الإنسان أن يسعى إلى معرفة ربه ، وأنه لا تليق العزة والعظمة إلا به سبحانه ، وأن يعرف نفسه حق المعرفة ليعلم أنه بذاته، أذل من كل ذليل وأقل من كل قليل، وأنّ أول أمره خلق من الأقذار الشنيعة الصور: من النطفة ودم الحيض، ومرّ على مجاري البول مرتين.. أوله نطفة قذرة وآخره جيفة عفنة، وهو في ما بين ذلك، حمال نجاسات منتنة ، لو ترك نفسه فلم يتعهدها بالغسل والتنظيف ، لثارت منه الأنتان والأقذار، ولصار أنتن من الدواب الهوام ، فما له والتكبر والإستعظام ؟!
بعض أقوال المفسرين في تفسير الآية هذا استعراض تفسير: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله لبعض المفسرين تفسير السعدي: يذكر الله في المسجد رجالٌ لا يفضلون حياتهم الدنيا على أن يحظوا برضا الله -عزَّ وجلَّ- بما تحتويه الدنيا على ملذاتٍ وأموال ولا تلهيهم عنه. بل تكون طاعتهم لله وعبادتهم له هي الغاية التي يمضون إليها. وعلى الرغم من الصعوبة في ترك الحياة الدنيا لأن القلوب تتعلق بها. لكن الله يسّر هذا على المؤمنين وذكر لهم ما يهديهم إلى الابتعاد عنها من أحوال يوم القيامة. تفسير البيضاوي: هؤلاء الرجال لا يلهيهم عن أن يذكروا الله -عزَّ وجلَّ- والقيام بالفرائض من صلاة وزكاة وغيرها. أي تجارة رابحة مع الله عز وجل، أما البيع فقد خصص ليحقق الربح الأكبر. أما الشراء فإنَّه يُتوقع الربح فيه، وهناك من قال أنَّ المقصود بالتجارة في هذا الموضع هو الشراء لأنَّه الأصل بها. وهؤلاء الرجال برغم طاعتهم هذه وعبادتهم لله ومداومتهم عليها. فقلوبهم ترتجف من أهوال يوم القيامة ومواقفه. وهي تخفق فتفهم وتتبصر ما لم تكن تفهمه وتتبصر به في السابق. لماذا علينا معرفة معاني مفردات الآية؟ بعد أن أسلفنا تفسير: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيجب أن نعرف أنَّ القرآن الكريم قد أُنزل بلغة عربية، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
(للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر). وقد تطلق الرجولة ويراد بها وصف زائد يستحق صاحبه المدح وهو ما نقصده فالرجولة بهذا المفهوم تعني القوة والمروءة والكمال. وكلما كملت صفات المرء استحق هذا الوصف أعنى أن يكون رجلا. وقال وصف الله بذلك الوصف أشرف الخلق فقال: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) فهي صفة هؤلاء، الكبار الكرام الذين تحملوا أعباء الرسالة وقادو الأمم إلى ربها، وهي صفة أهل الوفاء، مع الله الذي باعوا نفوسهم لربهم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذكر والآخرة (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار). وأوضح أن الذي يتتبع الرجولة في القرآن الكريم والسنة النبوية يعلم أن أعظم من تتحقق فيهم سمات الرجولة الحقة هم الذين يستضيئون بنور الإيمان ويحققون عبادة الرحمن ويلتزمون التقوى في صغير حياتهم وكبيرها كما قال تعالى، (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وعندما سئل عليه الصلاة والسلام: (من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم لله").
آخر تحديث: أكتوبر 20, 2021 تفسير: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تعتبر سورة النور من السور المدنية التي عنيت كثيرًا بالأخلاق والآداب الإنسانية، وهي من السور المدنية وتتألف من أربع وستون آية، وسنقوم في هذا المقال بتسليط الضوء على تفسير: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله سبب تسمية سورة النور بهذا الاسم تحتوي سورة النور التي هي من سور الجزء الثامن عشر من سور القرآن الكريم. على الكثير من التوجيهات والآداب التي يجب على المسلم أن يتقيد بها من أجل أن يحافظ على نفسه وأسرته. وأن يكون المجتمع الإسلامي مترابط متماسك، وبالتالي يكون محصن من الانهيار والتفكك. وقد أشار بعض الفقهاء والمفسرين أن هذه الأحكام والتوجيهات الإلهية تعتبر بمثابة النور والضياء للمسلم، ولذلك سمِّت هذه السورة (سورة النور). شاهد أيضًا: فوائد سورة الواقعة للرزق إن تفسير الآية (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) يتمثل بما يلي: لقد وصف الله تبارك وتعالى المسلمين الذين يواظبون على الصلاة في المسجد بصفةٍ جليلةٍ.
وهي أنهم هم الرجال الحقيقيون الذين لا تلهيهم أو تبعدهم أموالهم وأعمالهم مهما كثرت عن الصلاة المفروضة، أو ذكر ربهم عزّ وجل. كما أن هؤلاء الرجال الحقيقيون ما كان حبَّ المال ليمنعهم من أداء حقّ الله في أموالهم. ومن الإنفاق في سبيل الله على الفقراء، وفي أبواب الخير الأخرى. ولقد خصص الله سبحانه وتعالى الرجال في هذه المزيّة، وذلك لأن الصلاة واجبةٌ على الرجال في المسجد دون النساء. ولذلك فإن المعنى العام يصبح أن الرجال الصادقين هم الذين لا تُشغلهم تجاراتهم وأعمالهم ومكاسبهم الدنيوية عن الصلوات الخمسة. وأداؤها في وقتها دون تأخير، كما أنهم لا يتوانون عن أداء زكاة أموالهم. حيث يسرعون في دفعها مهما بلغت دون تباطؤ. إن قول الله تعالى: َ(تتَقلّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبْصَاْر). أي أن كل ما سبق ذكرهُ من المواظبة على الصلاة والزكاةِ وفعل الخيراتِ بسبب خوفِ أؤلئك الرجال من يوم القيامة التي تصل فيه القلوب للحناجر. وتشخص فيه الأعين من هول الموقف. أما قول الله عزّ وجل (إقاْم الصَّلاْتِ) ولم يقل أداءِ الصلاة فيعني أن يؤدي المؤمن الصلوات المكتوبة بكامل أركانها من حضورٍ للقلب. وخشوعٍ للجوارح، ومراقبةٍ لله تعالى، مع التقيد بشروط الصلاة من طهارةٍ للثياب والبدن، ودخولٍ للوقت والتوجه نحو القبلة.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وقيل: هي الأعمال الصالحة. ( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) قيل: تتقلب القلوب عما كانت عليه في الدنيا من الشرك والكفر ، وتنفتح الأبصار من الأغطية ، وقيل: تتقلب القلوب بين الخوف والرجاء تخشى الهلاك وتطمع في النجاة ، وتقلب الأبصار من هوله أي: ناحية يؤخذ بهم ذات اليمين أم ذات الشمال ، ومن أين يؤتون الكتب من قبل الأيمان أم من قبل الشمائل ، وذلك يوم القيامة. وقيل: تتقلب القلوب في الجوف فترتفع إلى الحنجرة فلا تنزل ولا تخرج ، وتقلب البصر شخوصه من هول الأمر وشدته.
وقال إن التواضع وعدم الكبر من صفات الرجولة الحقة لما ورد أن رجاء بن حيوة قال: "سمرت ليلة عند عمر بن عبدالعزيز، فغشي السراج (أي ساء نوره) فقلت: "يا أمير المؤمنين، ألا أنبّه هذا الغلام يصلحه؟" فقال: "لا، دعه ينم، لا أحب أن أجمع عليه عملين". فقلت: "أفلا أقوم أصلحه؟" قال: "لا، فليس من المروءة استخدام الضيف". ثم قام بنفسه فأصلحه وصب فيه زيتاً، ثم جاء وقال: "قمت وأنا عمر، ورجعت وأنا عمر". والثبات وقت الشدائد والأزمات من صفات الرجولة الحقة فموسى عليه السلام لما خذله قومه قال: (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) وثبت على أمر الله الذي أمره به. وقال كان الخوف من الله والبكاء من خشيته من الصفات التي تضع صاحبها في ظل عرش الرحمن لما ورد قول النبي شأن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). كما أن الرجولة الحقة هي أن يتعلق الشخص بالمساجد وذكر الله لقوله صلى الله عليه وسلم (ورجل قلبه معلق بالمساجد). وخاصة في صلاتي الفجر والعشاء فضلا عن خدمة أهل بيته ويقول الشيخ محمد فايد من علماء الأوقاف أن لفظ الرجل قد يطلق ويراد به الذكر وهو ذلك النوع المقابل للأنثى وعند إطلاق هذا الوصف لا يراد به المدح وإنما يراد به بيان النوع كما قال تعالي.