قال أبو هريرة: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ يحكي صنيع الصبي، ووضع إصبعه في فيه يمصها. ثم مرت بأمة تضرب فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها. قال: فترك ثديها، وأقبل على الأمة فقال: اللهم اجعلني مثلها. قال: فذاك حين تراجعا الحديث. فقالت: خلفي مر الراكب ذو الشارة، فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، ومررت بهذه الأمة فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها، فقال: يا أمتاه إن الراكب ذو الشارة جبار من الجبابرة، وإن هذه الأمة يقولون: زنت ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، وهي تقول حسبي الله. قصة جريج العاب طبخ. وهكذا رواه البخاري في أحاديث الأنبياء، وفي المظالم، عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم في كتاب الأدب، عن زهير بن حرب، عن يزيد بن هرون كلاهما عن جرير بن حازم به، طريق أخرى وسياق آخر. قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: « كان جريج يتعبد في صومعته قال: فأتته أمه فقالت: يا جريج أنا أمك وكلمني. قال: وكان أبو هريرة يصف كيف كان رسول الله ﷺ وضع يده على حاجبه الأيمن. قال: وصادفته يصلي، قال: يا رب أمي وصلاتي فاختار صلاته، فرجعت ثم أتته، فصادفته يصلي.
فما كان من الأم إلا وإنها غاضبة فدعت عليه بأن يقابل إحدى الزانيات لتعلمه كيف يكون عقوق الوالدين، فاستجاب الله دعاءها، وبالفعل جاءت إحدى الباغيات وراودته عن نفسه ولكنه لم يلتفت إليها ومن ثم ذهب إلى الراعي وبالفعل حملت منه وعندما ولدت فسألها القوم عن والد الصبي فما كان الإجابة إلا أنه جريح من ارتكب تلك الفعلة ومن ثم هد الأهالى صومعته ولكن الصبي المولود كان قد تحدث في إحدى المعجزت ومن ثم برأ جريح العابد، فما كان من الناس إلا الاعتذار له وطلب منهم فقد بناء صومعته من الطين من جديد.
قِصَّةُ جُرَيجٍ العابِد د. محمود بن أحمد الدوسري الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلاَّ ثَلاَثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ, وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ, وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلاً عَابِدًا, فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا [الصَّومَعَة: مَعْبَدُ الرُّهبان في الأماكن النائِيَة], فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي, فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ! فَقَالَ: يَا رَبِّ! أُمِّي وَصَلاَتِي. فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ, فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ؛ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي, فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ! فَقَالَ: يَا رَبِّ! أُمِّي وَصَلاَتِي. قصة جريج العابد | Sotor. فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ, فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ؛ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي, فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ! فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! أُمِّي وَصَلاَتِي. فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ, فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ [المُومِسَات: جَمْع مُومِسَة, وهي: البَغِيُّ الزَّانية المُجاهِرة].
قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا، كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟. قالوا: زنيت بهذه البغي، فولدت منك. فقال: أين الصبي؟. فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي. فصلى، فلما انصرف أتى الصبي، فطعن في بطنه، وقال: يا غلام: من أبوك؟. قال: فلان الراعي. قال: فأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا، أعيدوها وهي طين كما كانت. قصة جريج العابد في صحيح البخاري. ففعلوا).
وانظر كيف كان مجرد النظر إلى وجوه الفاجرات والعاهرات يؤذي قلوب الأولياء والصالحين، ويعتبرونه نوعًا من البلاء والعقوبة، فكان أقصى ما تدعو به المرأة على ولدها أن يرى وجوه المومسات كما فعلت أم جريج، وقارنه بحال البعض في هذا العصر الذي انفتح الناس فيه على العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة، وعرضت المومسات صباح مساء عبر أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت، فأصبحوا بمحض اختيارهم وطوع إرادتهم يتمتعون بالنظر الحرام، لا إلى وجوه المومسات فقط، بل إلى ما هو أعظم من ذلك!! ولا شك أن ذلك من العقوبات العامة التي تستوجب من المسلم أن يكون أشد حذرًا على نفسه من الوقوع في فتنة النظر، فضلاً عن ارتكاب الفاحشة - والعياذ بالله. وهكذا يظهر لنا أن الابتلاء فيه خير للعبد في دنياه وأخراه، إذا صبر وأحسن واتقى الله في حال الشدة والرخاء، فجريج العابد كان بعد البلاء أفضل عند الله وعند الناس منه قبل الابتلاء. قصة جريج العابد | المرسال. للمزيد.. القصص النبوي - موقع قصة الإسلام
واحذر أيها الإبن أن تجر والدك ليدعوا عليك. مرت الأيام وحان وقت إجابة الدعاء والله يمهل ولا يهمل, كان بنوا إسرائيل في مجلس من مجالسهم وكان موضوع حديثهم العابد جريج. كأن قلوبهم قد امتلأت حقدا وحسدا, فكيف يكون صالحا بينهم وكيف لا يفعل ما يفعلون. هكذا يود الفاسقون والمفسدون أن لو كان الصالحون مثلهم فيكونون سواء. وأثناء حديثم مرت بغيٌّ - زانية - يُتَمثَّل بحسنها وجملها, قد لمست حقدهم على الرجل فقالت في تحد وثقة وإعجاب بنفسها (( إن شأتم لأفتننه لكم)) فطاروا فرحا فهذا الذي يبحثون عنه. فهؤلاء بدلا من أن يسابقوا الرجل في الصلاح والتقوى قد أرادوا خراب قلبه وفساد دينه, وتلك انتكاسة عظمى أن يعجز الإنسان عن إصلاح نفسه فيدعوا غيره للفساد أو يفسده. هذا عمل الشياطين شياطين الجن والإنس. جاءت البغي وكلها عزم وأمل بل وثقة تامة في رضوخ العابد التقي لطلبها. تعرضت له في كامل زيتنها كأنها قالت هيت لك, ولكن القلب الموصول بالله قد أراه الله من برهان الطاعة وحلاوة الإيمان ما جعله يستحقر صنيعها, فكأن الرجل لم يراها قد قال لها بلسان حاله ما عذا الله إنه ربي أحسن مثواي. عادت المرأة خائبة قد كَسَر غرورها وهي التي لا يرُدُّ الرجال أمثالها.
ولذلك وصف نبي الله يوسف ربه بهذه الصفة لما رفع أبويه على العرش وخروا له سجدًا، حكى كيف صارت الأقدار في مصلحته بإذن اللطيف العليم الحكيم، وإن بدت في عين المخلوق القاصر شرًّا ( وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء) [يوسف:100]. ( لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء) يوصل بره للعبد من حيث لا يشعر؛ ( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). نبي الله يونس | قصص الأنبياء {17} - YouTube. التأمل في لطف الله -تعالى- بعباده يجعل القلب يطمئن لقضائه، ويجعل المؤمن يعمل لاستجلاب رحمته -جل وعلا- كما هو مقتضى السنن الربانية، والعاقبة للمتقين. من العبر العظيمة كذلك: فضل العمل الصالح وعاقبته النافعة في يوم الضرورة في الدنيا وفي الآخرة، وأي يوم أكثر ضرورة من اليوم الآخر، هنالك في ذلك اليوم الآخر كيف يصنع العمل الصالح بصاحبه؟! نسأل الله من فضله. بل إن كلمة واحدة قد تنقذك من النار بإذن الله وتدخلك الجنة، العمل الصالح مبارك قد تظهر بعض منافعه وعواقبه الحميدة في الدنيا، ولذلك كان لأهل القلوب الرقيقة حال آخر مع معالم هذه العواقب الحميدة في الدنيا.
فأراد الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله أفضل المنازل وأعلاها 7. 1. a. b. c. القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 87، الصفحة: 329. 2. القران الكريم: سورة الطلاق (65)، الآية: 7، الصفحة: 559. فيلم نبي الله يونس عليه. 3. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 26، الصفحة: 252. 4. القران الكريم: سورة الفجر (89)، الآية: 16، الصفحة: 593. 5. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 23، الصفحة: 153. 6. القران الكريم: سورة القلم (68)، الآية: 48، الصفحة: 566. 7. تنزيه الأنبياء عليهم السلام للسيد مرتضى علم الهدى، دار الأضواء: 141 ـ 144.
[box type="shadow" align="" class="" width=""]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ""لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى"" (صحيح البخاري 3234). أي: لا يقول ذلك بعض الجاهلين؛ فإنه لو بلغ من الفضائل ما بلغ لم يبلغ درجة النبوة. والحكمة في تخصيص يونس عليه السلام بالذكر لئلا يتوهم غضاضة في حقه بسبب نزول قوله تعالى: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: 48]، أي: لا تغتم وتحزن كما حصل له. نبي الله يونس (2) - ملتقى الخطباء. "[/box] الشرح والإيضاح "يُبيِّن لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه لا يَنبغي لِعَبد أن يَقولَ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خَيرٌ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى، ونَسَبه إلى أبيه، وكانَ رجُلًا صالحًا من أهلِ بَيتِ النُّبُوَّة. ثُمَّ ذَكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَيلَة أُسْرِيَ به، فقالَ: موسى ""آدَم""، أي: أَسْمَرُ طوال كأنَّه مِن رِجالِ شَنوءةَ في الطُّول، وعيسى شَعرُه ""جَعْد""، أي: مُلتَفٌّ حَولَ بعضِه، ""مَربوع"" لا طَويل ولا قَصير، وذَكَرَ مالِكًا خازِن النَّارِ، وذَكَرَ الدَّجَّالَ.
فكان قبيحا صغيرا، وليس ذلك بواجب على ما ظنوه، لأن ظاهر القرآن لا يقتضيه. وإنما أوقعهم في هذه الشبهة قوله ﴿ … إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ 1. وقد بينا وجه ذلك وأنه ليس بواجب أن يكون خبرا عن المعصية، وليس لهم أن يقولوا كيف يسمى من ترك النفل بأنه ظالم؟ وذلك أنا قد بينا وجه هذه التسمية في اللغة وإن كان إطلاق اللفظة في العرف لا يقتضيه. وعلى من سأل عن ذلك مثله إذا قيل له كيف يسمي كل من قبل معصية بأنه ظالم؟ وإنما الظلم المعروف هو الضرر المحض الموصل إلى الغير؟ فإذا قالوا إن في المعصية معنى الظلم وإن لم يكن ضررا يوصل إلى الغير من حيث نقصت ثواب فاعلها. حلقه نبي الله يونس وهو في بطن الحوت. قلنا: وهذا المعنى يصح في الندب، على أن يجري ما يستحق من الثواب مجرى المستحق، وبعد فإن أبا علي الجبائي وكل من وافقه في الامتناع من القول بالموازنة في الاحباط لا يمكنه أن يجيب بهذا الجواب، فعلى أي وجه يا ليت شعري يجعل معصية يونس (ع) ظلما. وليس فيها من معنى الظلم شئ. وأما قوله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ … ﴾ 6فليس على ما ظنه الجهال من أنه (ع) ثقل عليه أعباء النبوة لضيق خلقه. فقذفها، وإنما الصحيح أن يونس لم يقو على الصبر على تلك المحنة التي ابتلاه الله تعالى بها وعرضه لنزولها به لغاية الثواب فشكى إلى الله تعالى منها وسأله الفرج والخلاص، ولو صبر لكان أفضل.
نص الشبهة: ما معنى قوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ وما معنى غضبه وعلى من كان غضبه وكيف ظن أن الله تعالى لا يقدر عليه؟ وذلك مما لا يظنه مثله؟ وكيف اعترف بأنه من الظالمين والظلم قبيح؟. نبي الله يونس(ع)… – مدرسة أهل البيت عليهم السلام. الجواب: قلنا أما من يونس عليه السلام خرج مغاضبا لربه من حيث لم ينزل بقومه العذاب، فقد خرج في الافتراء على الأنبياء عليهم السلام وسوء الظن بهم عن الحد، وليس يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا له وجاهل بأن الحكمة في سائر أفعاله، وهذا لا يليق باتباع الأنبياء (ع) من المؤمنين فضلا عمن عصمه الله تعالى ورفع درجته، أقبح من ذلك ظن الجهال وإضافتهم إليه عليه السلام أنه ظن أن ربه لا يقدر عليه من جهة القدرة التي يصح بها الفعل. ويكاد يخرج عندنا من ظن بالأنبياء عليهم السلام مثل ذلك عن باب التمييز والتكليف. وإنما كان غضبه (ع) على قومه لبقائهم على تكذيبه وإصرارهم على الكفر ويأسه من إقلاعهم وتوبتهم، فخرج من بينهم خوفا من أن ينزل العذاب بهم وهو مقيم بينهم. وأما قوله تعالى: ﴿ … فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ … ﴾ 1، فمعناه أن لا نضيق عليه المسلك ونشدد عليه المحنة والتكليف، لأن ذلك مما يجوز أن يظنه النبي، ولا شبهة في أن قول القائل قدرت وقدرت بالتخفيف والتشديد معناه التضييق.