فاعلم أنّه متى استقرّت قدم العبد في منزلة الإخبات وتمكّن فيها، ارتفعت همّته، وعلت نفسه عن خطفات المدح والذّمّ، فلا يفرح بمدح النّاس، ولا يحزن لذمّهم. والوقوف عند مدح النّاس وذمّهم: علامة انقطاع القلب ، وخلوّه من اللّه. فالنّفس جبل عظيم شاقّ في طريق السّير إلى اللّه عزّ وجلّ وكلّ سائر لا طريق له إلّا على ذلك الجبل. فلا بدّ أن ينتهي إليه، ولكن منهم من هو شاقّ عليه، ومنهم من هو سهل عليه، وإنّه ليسير على من يسّر اللّه عليه. المخبتون. وفي ذلك الجبل أودية، وعقبات، وشوك، ولصوص يقتطعون الطّريق على السّائرين ولا سيّما أهل اللّيل المدلجون. فإذا لم يكن معهم عُدد الإيمان ، ومصابيح اليقين تتّقد بزيت الإخبات، تعلّقت بهم تلك الموانع. وتشبّثت بهم تلك القواطع. وحالت بينهم وبين السّير (مدارج السالكين). الآيات الواردة في (الإخبات): 1- { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} [هود:23]. 2- { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [ الحج:34].
بسمه تعالى وله الحمد وصلاته وسلامه على حبيبه المصطفى واله الكرام حينما تقرأ زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) الم تلفت انتباهك كلمة (المخبتين) ؟ هل تعرف ما معنى تلك الكلمة في قوله تعالى: {{ وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}} الحج /34-35 يقول صاحب كتاب مجمع البحرين ان الاخبات تارة يُفسر بانه الطمأنينة وسكون القلب وتارة يفسر بانه الخشوع والتواضع. وقد نقل عن الامام الصادق (عليه السلام): ان زيد الشحام قال له: ان عندنا رجلاً يُقال له: كليب فلا يجيء عنكم شيء الاّ قال: انا أُسلّم فسميناه كليب تسليم قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله عزّ وجلّ: (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا الى ربهم.. )) تفسير البرهان 2 / 215-216 في السورة 11 هود. كيف تكون من المخبتين؟.. تعرف على صفاتهم. اللهم اجعلنا من المخبتين الذين تطمأن قلوبهم لذكرك وتخشع ارواحهم لطاعتك ورضاك.
ولهذا قــــــــــــــــــال: " ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد " ، وإن اختلفت أجناس الشرائع ، فكلها متفقة على هذا الأصل ، وهو: ألوهية الله ، وإفراده بالعبودية ،وترك الشرك به. ولهـــــــــــذا قال:" فله أسلموا " أي: انقادوا واستسلموا له لا لغيره ، فإن الإسلام له ، طريق الوصول إلى دار السلام. " وبشر المخبتـــــــــــين " بخير الدنيا والآخرة ، والمخبت: الخاضع لربه ، المستسلم لأمره ، المتواضع لعباده. ثم ذكر صفات المخبتـــــــــــــين فقال: " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " أي: خوفا وتعظيما ، فتركوا لذلك ، المحرمات ،لخوفهم ووجلهم من الله وحده. " والصابرين على ما أصـــــــابهم " من البأساء والضراء ، وأنواع الأذى فلا يجري منهم التسخط لشيء من ذلك ، بل صبروا ابتغاء وجه ربهم ، محتسبين ثوابه ، مرتقبين أجره. " والمقيمي الصـــــــــــــــلاة " أي: الذين جعلوها قائمة مستقيمة كاملة ،بأن أدوا اللازم فيها والمستحب ، وعبوديتها الظاهرة والباطنة. " ومما رزقناهــــــــــــــم ينفقون " وهذا يشمل جميع النفقات الواجبة ، كالزكاة ،والكفارة ، والنفقة على الزوجات والمماليك ، والأقارب.
ولهذا قال " ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد " وإن اختلفت أجناس الشرائع ، فكلها متفقة على هذا الأصل ، وهو: ألوهية الله ، وإفراده بالعبودية ، وترك الشرك به. ولهذا قال: " فله أسلموا " أي: انقادوا واستسلموا له لا لغيره ، فإن الإسلام له ، طريق الوصول إلى دار السلام. " وبشر المخبتين " بخير الدنيا والآخرة ، والمخبت: الخاضع لربه ، المستسلم لأمره ، المتواضع لعباده. ثم ذكر صفات المخبتين فقال: " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " أي: خوفا وتعظيما ، فتركوا لذلك ، المحرمات ، لخوفهم ووجلهم من الله وحده. " والصابرين على ما أصابهم " من البأساء والضراء ، وأنواع الأذى فلا يجري منهم التسخط لشيء من ذلك ، بل صبروا ابتغاء وجه ربهم ، محتسبين ثوابه ، مرتقبين أجره. " والمقيمي الصلاة " أي: الذين جعلوها قائمة مستقيمة كاملة ، بأن أدوا اللازم فيها والمستحب ، وعبوديتها الظاهرة والباطنة. " ومما رزقناهم ينفقون " وهذا يشمل جميع النفقات الواجبة ، كالزكاة ، والكفارة ، والنفقة على الزوجات والمماليك ، والأقارب. والنفقات المستحبة ، كالصدقات بجميع وجوهها. وأتى ب ـ" من " المفيدة للتبعيض ، ليعلم سهولة ما أمر الله به ، ورغب فيه وأنه جزء يسير مما رزق الله ، ليس للعبد في تحصيله قدره لولا تيسير الله ، ورزقه إياه.