أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. خطبة مكتوبة بعنوان: ” لا تضيعوا الصلاة المكتوبة “. – موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي. الخطبة الثانية: الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله أمر بالصلاة حتى حال الخوف والقتال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي صلى وقد التحم الصفان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتعاونوا على الخير واجتهدوا في عبادة ربكم وأدوا الصلاة في وقتها لتفوزوا بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. ألا ترون أن الصلاة تعالج النفس البشرية من نوازع الشر حتى تصفو من الرذائل ويبتعد صاحبها عن كل منكر لأنه يشعر بمراقبة الله له، فيبتعد عن كل ما يفضيه من الأقوال والأفعال. والصلاة مفتاح كل خير تعطي القلب أنسا وسعادة وتعطي الروح بشرا وطمأنينة وتعطي الجسد نشاطا وحيوية، فالإنسان لا يستمر على حالة واحدة بل تمر عليه هموم وغموم وأفراح وأحزان ومصائب ومكاسب.
بها افتُتِحت صفاتُ المؤمنين المفلحين، وبها خُتمت، قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، ثم قال في آخر صفاتهم: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 9 - 11]. هذه هي الصلاة - يا عباد الله - وإنها لكذلك وأكثر من ذلك، ولماذا لا تكون كذلك؟ وهي الصلة بين العبد وربه، لذةٌ ومناجاةٌ تتقاصر دونها جميعُ الملذات، نورٌ في الوجه والقلب، وصلاحٌ للبدن والروح، تُطَهِّر القلوب، وتكفِّر السيئات؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟))، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا))؛ متفق عليه. خطبة قصيرة عن الصلاة. الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]. الصلاة مصدرٌ للقوة ومبعدةٌ للكسل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].
أيها الإخوة المؤمنون: إن الصلاة هي الفيصل بين الكفر والإيمان، فمن أداها وحافظ عليها كان هو المؤمن، ومن تهاون بها وتركها كان هو الكافر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((بين العبد وبين الكفر تركُ الصلاة)) وقال: (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)). روى الطبراني وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: آخرُ ما تفقدون من دينكم الصلاة. قال الإمام أحمد معلقا على كلام ابن مسعود: كلُّ شيء ذهب آخرُه لم يبق منه شيء. خطبة الجمعة عن الصلاة. جاء ابن عباس إلى عمر رضي الله عنهما حين طعن؛ فقال: الصلاةَ يا أمير المؤمنين، فقال عمر: إنه لا حظ في الإسلام لأحد أضاع الصلاة؛ فصلى عمر وجرحه يثعب دما. عباد الله؛ أمر الله بالمحافظة على هذه الصلوات فقال: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238] ، وأمر الله بأداء هذه الصلاة في أوقات معينة، وحذر من إخراجها عن وقتها، فقال سبحانه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5] قال أهل التفسير: ساهون أي: يؤخرونها عن وقتها. وتمام المحافظة التي أمر الله بها وكمال الإقامة التي يريدها الله لا يحصلان إلا بأداء الصلوات في جماعة، وقال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43] قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآية (واركعوا مع الراكعين): كونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم؛ ومن أخص ذلك وأكمله الصلاة.
خطبة مختصرة عن الصلاة الإخوة الكرام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، حديثنا اليوم عن شروط الصلاة، وهي على شقين؛ شروط الوجوب، وشروط الصحّة، أما شروط الوجوب فهي أن يكون الإنسان مسلمًا عاقلًا بالغًا، وأما شروط الصحّة فهي أن يكون الإنسان طاهرًا، مستقبلًا للقبلة، وأن ينوي الصلاة، ويستر عورته، وأن يؤدي الصلاة على وقتها، وأن يكون واعيًا تاركًا لمبطلات الصلاة، وأن يعلم طريقة أداء الصلاة. والصلوات المعروفة هي الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين وصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء وصلاة التراويح. خاتمة خطبة قصيرة عن الصلاة إخواني الأعزاء، إن لزوم المساجد والصلاة فيها، والحرص على أداء الفرض مع الجماعة، يقوي غيمانك ويشحذ عزيمتك، ويساعدك على الانخراط في الأعمال التي يحبها اللهى ورسوله. والله يحب عمّار المساجد الذين مدحهم بأنهم يحبون أن يتطهرون، والله يحب المتطهرين، وصلاة الرجل في الجماعة تضاعف من ثوابه بسبعة وعشرين درجة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ. خطبة قصيرة عن الصلاة وأهميتها – موقع مصري. "
[١٥] الصلاة سبب النصر والتمكين، قال الله -سبحانه وتعالى-: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ). [١٦] الصلاة تخفف من الهموم والأحزان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ). [١٧] الصلاة تكفر الخطايا وترفع الدرجات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا).
بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:5156 ، صحيح. ^ أ ب "الصلاة الصلاة" ، موقع الشيخ خالد بن مصلح ، 27-8-2013، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2021. ↑ "تعظيم قدر الصلاة" ، طريق الإسلام ، 3-7-2014، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2021. ↑ رواه الألباني، في سنن أبي داود، عن سالم بن أبي الجعد، الصفحة أو الرقم:4985، صحيح. ↑ سورة طه، آية:132 ↑ سورة العنكبوت، آية:45 ↑ سورة الحج، آية:41 ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:482، حديث صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:667، حديث صحيح. ↑ سورة البقرة، آية:45 ↑ ابن عثيمين، كتاب الضياء اللامع من الخطب الجوامع ، صفحة 395. خطبه عن الصلاه قصيره. بتصرّف. ↑ سورة مريم، آية:59 ↑ سورة المدثر، آية:42-43 ↑ رواه الألباني، في الإيمان لابن أبي شيبة، عن بريدة بن الحصيب، الصفحة أو الرقم:48، إسناده صحيح على شرط الشيخين. ↑ عبد الرحمن السعدي، كتاب الفواكه الشهية في الخطب المنبرية والخطب المنبرية على المناسبات ، صفحة 44. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية:103 ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5970، حديث صحيح.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.