وقد قيل كذلك أن أول من قال كلامًا وصف على أنه شعر هو العنبر بن عمرو بن تميم، وكذلك لم تردنا منه أي أشعار، وهذا لا يعني أنه لم يكن ليشعر، بل عدم وصول أشعاره إلينا هو لسبب عدم تناقلها بالحفظ ليس إلا. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن العرب أولوا للشعر والشعراء عناية بالغة، وكان للشعر مكانة بالغة وورود سريع المنزل في قلوب العرب في الجاهلية، وجعل الناس قديمًا حتى الحكام منهم من الشعراء أسطورة يخلدها ويمجدها التاريخ، وأكرموهم أشد الإكرام، فكانوا هم من يصفون ويتحدثون عن فخر وعزة وكرامة العرب، وكانوا بارعين في وصف كل شيء، الأمر الذي جعل لهم مكانة كبيرة ومنزلة سامية في قلوب الكثير من الناس، واستمر هذا الاهتمام بالشعر حتى يومنا هذا. من اول من قال الشعر كان عنوان مقالنا لهذا اليوم، والذي وضعنا فيه القائل الأول للشعر على اختلاف الرواة قديمًا على أول من قـاله، ثم وضحنا منزلة الشعر في قلوب العرب في القدم.
أما الطاروق فهو اللحن الذي يتم إطلاقه على البيت كاملًا، ويضم البحر واللحن. مميزات الشعر العربي كما ذكرنا سابقًا من خلال إجابة سؤال من اول الانبياء الذي قال الشعر تمت الإشارة إلى أن الشعر عبر عن هوية العرب منذ القدم، وكان العرب يعتبرونه رمزًا لهم، ومن المميزات التي عُرف بها الشعر العربي ما يلي: تميز الشعر العربي بوزنه،فإن لم يكن الشعر موزونًا لا يطلق عليه شعرًا. هذا بجانب أنه اعتمد على تفعيلة واحدة تتمثل في الوحدة المويسيقية للوزن، ومع ذلك لم يتم وضع عدد ثابت للتفعيلات في أبيات القصيدة الواحدة. كما يتميز الشعر العربي بالرمزية، التي يعبر بها الشاعر عن مشاعره الخاصة، وأكثر الأوقات التي يلجأ فيها الشاعر إلى الرمزية تتمثل في الشعر السياسي، وفي هذه القصائد غالبًا ما يصعب الإلمام بالمقصود من الأبيات الشعرية. أفضل ما تميز به الشعر العربي هو استخدام الصورة الشعرية التي تتخلد في الذاكرة، وتثير الأفكار التي يعبر عنها الشاعر. كما أن الشعر العربي يتوافق مع التبديل. بالإضافة إلى ذلك فإن الشعر العربي يلتزم بقافية واحدة، وهو ما يعطي الشعر جرس موسيقي يجذب الأسماع، ويثير الأذهان.
يقول علماء الشعر: "كان الشعراء في القديم يقولون الأبيات القليلة عند الحاجة ولم يكن بعد هناك مفهوم للقصيدة". ومع تقدم الزمان تنوعت الأبيات وتزايد عددها وأصبح هناك تنوع في طرق نظم الشعراء للشعر ، وظهرت القصائد بعدها عندما زادة الخبرة والمران وتقدم الفكر ، واصبح هناك القصائد الطويلة التي نعرفها. ومن مقولات الأصمعي أن أول رواية لقصيدة من ثلاثين بيتا كانت لمهلهل ومن بعده ذؤيب بن كعب ثم رجل من بني كنانة يدعى ضمره، هؤلاء من رأى الأصمعي أنهم بدؤوا بسرد أبيات الشعر ونظم القصائد الطويلة. وهناك ابن قتيبة حيث قال أن الشعر بدأ من قول دُويد بن نهد القضاعي: اليوم يبني لدويد بيته لو كان للدهر بليّ أبليته أو كان قرني واحداً كفيته يا رب نهبٍ صالححويته
أغراض الشعر الشعر مدرسة تغوص بأعماقها تجد اجمل وافضل المعاني والوصف لما تريد، وتعددت أغراضه ففيها الرثاء، والحب، والمدح والعتاب والغزل وغيرها، وقد أخرجت هذه الكلمات وعبارات من كتب قديمة تحاكي قصص من ذهبوا قبلنا، وتركوا لنا هذه الكلمات وعبارات التي لن نستطيع أن نفسرها بزمننا هذا، وهم كثيرون ومنهم المهلهل بن ربيعة الملقب بالزير، الذي تداولت قصته كثيرا من شاشات التلفاز، ففيها اجمل وافضل الأبيات والمعاني والوصف لكل لحظة، فقال الزير: أعيني جودا بالدموع السوافح على فارس الفرسان في كل صافح أعيني إن تفنى الدموع فأوكفا دما بارفضاض عند نوح النوائح ألا تبكيان المرتجى عند مشهد يثير مع الفرسان نقع الأباطح