أما أوقات النهي فمنها ما هو متفق عليه بين العلماء، ومنها ما هو مختلف فيه. قال ابن رشد - رحمه الله -: (اتفق العلماء على أن ثلاثة من الأوقات منهي عن الصلاة فيها، وهي: وقت طلوع الشمس، ووقت غروبها، ومن لدن تُصلى صلاة الصبح حتى تطلع الشمس. واختلفوا في وقتين: في وقت الزوال، وفي الصلاة بعد العصر. فذهب مالك وأصحابه إلى أن الأوقات المنهي عنها هي أربعة: الطلوع، والغروب، وبعد الصبح، وبعد العصر. وأجاز الصلاة عند الزوال. وذهب الشافعي إلى أن هذه الأوقات خمسة كلها منهي عنها، إلا وقت الزوال يوم الجمعة، فإنه أجاز فيه الصلاة، واستثنى قوم من ذلك الصلاة بعد العصر). بداية المجتهد (1/199). أما الحنابلة فقد جعلوا أوقات النهي خمسة كالشافعي. تعيينُ أوقاتِ النَّهي - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. والمنقول عن أحمد رحمه الله أنها ثلاثة (المغني لابن قدامة 1/753). والراجح أن أوقات النهي خمسة، لثبوت النهي عن الصلاة فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومما يدل على ذلك: - حديث عقبة بن عامر الجهني حيث قال: "(ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيّهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيّف الشمس للغروب حتى تغرب") رواه مسلم.
الجواب: إذا دخل الإنسان المسجد قبل غروب الشمس، أو دخل المسجد قبل طلوع الشمس بعد صلاة الفجر، فهذه الأوقات يقال لها: أوقات النهي عن الصلاة، والرسول ﷺ نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ونهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس، تواترت، بهذا الأحاديث... إذا دخل الإنسان المسجد بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة الصبح، إذا دخل المسجد، ويريد أن يجلس فيه ليقرأ، أو ليستريحش؛ فإنه يصلي ركعتين، هذا هو الأفضل تحية المسجد، وإن جلس كما قال جماعة من العلماء؛ فلا بأس، فلا حرج. لا ينبغي في هذا التشديد، ولا النزاع،... بَاب وَقْتِ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَهَا». 572 - حَدَّثَنَا عبدالرَّحِيمِ المُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ... إذا دخل قبل غروب الشمس في المسجد غير صلاة المغرب، أو دخل المسجد قبل طلوع الشمس؛ لأجل يستريح، أو لأجل يقرأ، أو يحضر الدرس؛ فالأفضل له أن يصلي ركعتين، وإن جلس أخذًا بما جاء من أحاديث النهي عن الصلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها؛ فلا بأس عليه،... لا بأس أن تؤدى في وقت النهي، وهو أفضل، وقد اختلف العلماء في ذلك، فمن منع ذلك للأحاديث الدالة على النهي عن الصلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس، وبعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ذهب جمهور أهل العلم إلى منع الصلاة في هذين الوقت ولو تحية المسجد.
قال الإمام ابن القيم وهو يعدد أصناف عباد الأصنام: فمنهم عبّاد الشمس، زعموا أنها ملك من الملائكة لها نفس وعقل، وهي أصل نور القمر والكواكب، وتكون الموجودات السفلية كلها عندهم منها، وهي عندهم ملك الفلك فيستحق التعظيم والسجود والدعاء. تقدير أوقات النهي عن الصلاة بالدقائق - موضوع. ومن شريعتهم في عبادتها: أنهم اتخذوا لها صنماً بيده جوهرة على لون النار، وله بيت خاص قد بنوه باسمه، وجعلوا له الوقوف الكثيرة، من القرى والضياع، وله سدنة وقوَّام وحجبة يأتون البيت ويصلون فيه لها ثلاث كرات في اليوم، ويأتيه أصحاب العاهات، فيصومون لذلك الصنم ويصلون، ويدعون، ويستسقون به، وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم لها، وإذا غربت، وإذا توسطت الفلك، ولهذا يقارنها الشيطان في هذه الأوقات الثلاثة لتقع عبادتهم وسجودهم له، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تحري الصلاة في هذه الأوقات، قطعاً لمشابهة الكفار ظاهراً، وسداً لذريعة الشرك وعبادة الأصنام. انتهى. وثمّ وقتٌ آخر اختلف العلماءُ هل هو منهيٌ عن الصلاة فيه أو لا، وهو ما سوى ركعتي الفجرِ بعد طلوع الفجر، وقد ذكرنا حكم هذه المسألة مفصلا في الفتوى رقم 116536. والله أعلم.
أما الحكمة من النهي في هذه الأوقات: لأن الإنسان إذا أذن له بالتطوع في هذه الأوقات فقد يستمر يتطوع حتى عند طلوع الشمس وعند غروبها، وحينئذ يكون مشابهاً للكفار الذين يسجدون للشمس إذا طلعت تحريباً بها وفرحاً، ويسجدون لها إذا غربت وداعاً لها، والنبي عليه الصلاة والسلام حرص على سد كل باب يوصل إلى الشرك أو يكون فيه مشابهة للمشركين. وأما النهي عند قيامها حتى تزول، فلأنه وقت تسجر فيه جنهم كما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام، فينبغي الإمساك عن الصلاة في هذا الوقت. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الرابع عشر - باب صلاة التطوع. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 203 30 748, 737
تاريخ النشر: السبت 23 ربيع الآخر 1430 هـ - 18-4-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 120381 102874 0 508 السؤال ما هي أوقات الكراهة فى الصلاة بالإثبات النقلى والعقلى ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد سبق لنا الكلام على أوقات النهي بالتفصيل في فتاوى كثيرة، وانظر الفتويين رقم: 34779 ، 44206. ونحبُ أن ننبهكَ هنا إلى أن العقل لا مدخلَ له في هذا الباب، ولا سبيل له إلا إدراك علة النهي عن الصلاة في وقت دون وقت، لكن الشارع قد دلنا على حكمة النهي، كما في حديث عمرو بن عبسة عند مسلم، ويأتي ذكره. ثم اعلم أن أوقات النهي ثلاثةٌ على سبيل الإجمال، وخمسةٌ على سبيل البسط ، وهي على التفصيل: 1- من طلوع الفجر الصادق حتى تطلع الشمس، وقيل إن ابتداء هذا الوقت إنما يكون من بعد صلاة الفجر. 2- من طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح. 3- من بعد صلاة العصر، حتى تميل إلى الغروب. 4- من حين تميل الشمس للغروب حتى تغرب. 5- حين يقومُ قائم الظهيرة، وتتوسط الشمس كبد السماء قبل الزوال. ولا يرى المالكية كراهة الصلاة في هذا الوقت، واستثنى الشافعية من كراهة الصلاة في هذا الوقت يوم الجمعة، فإن الصلاة لا تكره فيه عندهم قبل الزوال، لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتنفلون قبل الجمعة، حتي يصعد الإمام المنبر، ولم يُنقل أنهم كانوا يكفون عن الصلاة قبل زوال الشمس.
السؤال: ما هي الأوقات التي تُكره فيها الصلاة، وما سبب كراهة الصلاة فيها؟ الإجابة: أوقات النهي هي: أولاً: من بعد صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمح، يعني مقدار متر تقريباً وذلك بعد طلوعها بنحو ربع ساعة، والمعتبر بصلاة الفجر صلاة كل إنسان بنفسه. الوقت الثاني: حين يقوم قائم الظهيرة إلى أن تزول الشمس، وذلك في منتصف النهار قبل زوال الشمس بنحو عشر دقائق أو قريباً منها. الوقت الثالث: من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، والمعتبر صلاة كل إنسان بنفسه، فإذا صلى الإنسان العصر حرمت عليه الصلاة حتى تغرب الشمس، لكن يستثنى من ذلك صلاة الفرائض مثل أن يكون على الإنسان فائتة يتذكرها في هذه الأوقات فإنه يصليها، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام " مَن نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ". ويستثنى من ذلك على القول الراجح كل صلاة نفل لها سبب، لأن هذه الصلاة التي لها سبب مقرونة بسببها وتحال الصلاة على هذا السبب بحيث ينتفي فيها الحكمة التي من أجلها وجد النهي، فمثلاً لو دخلت المسجد بعد صلاة العصر فإنك تصلي ركعتين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ". وكذلك لو دخلته بعد صلاة الفجر ، أو عند زوال الشمس، وكذلك لو كسفت الشمس بعد صلاة العصر فإنه يصلي للكسوف؛ لأنها ذات سبب، وكذلك لو قرأ الإنسان القرآن ومر بآية سجدة فإنه يسجد ولو في هذه الأوقات لأن ذلك سبب.