الثاني: أنَّه خطأٌ مردود ، قال "المظهري": "وقال مقاتل ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس ، ويرد هذا القول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة)" ، انتهى. "التفسير المظهري" (8/ 175). والله أعلم.
إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أن الولد يرث أباه، فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها. وكل هذا يقرره ويثبته ما صح في الحديث: « نحن معاشر الأنبياء لا نورث. ما تركنا فهو صدقة. انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وتفسير ابن كثير، وأضواء البيان للشنقيطي. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 108781. والله أعلم.
وقال أبو جعفر النحاس: والمنطق قد يقع لما يفهم بغير كلام ، والله جل وعز أعلم بما أراد. قال ابن العربي: من قال إنه لا يعلم إلا منطق الطير فنقصان عظيم ، وقد اتفق الناس على أنه كان يفهم كلام من لا يتكلم ويخلق له فيه القول من النبات ، فكان كل نبت يقول له: أنا شجر كذا ، أنفع من كذا وأضر من كذا; فما ظنك بالحيوان.
وعِلم منطق الطير أوتيه سليمان من طريق الوحي بأن أطلعه الله على ما في تقاطيع وتخاليف صفير الطيور أو نعيقها من دلالة على ما في إدراكها وإرادتها. وورث سليمان داود | 4 | قصة داود وسليمان عليهما السلام | الشيخ الحويني - YouTube. وفائدة هذا العلم أن الله جعله سبيلاً له يهتدي به إلى تعرف أحوال عالمية يسبق الطير إلى إدراكها بما أودع فيه من القُوى الكثيرة ، وللطير دلالة في تخاطب أجناسها واستدعاء أصنافها والإنباء بما حولها ما فيه عون على تدبير ملكه وسياسة أمته ، مثل استخدام نوع الهدهد في إبلاغ الأخبار وردها ونحو ذلك. ووراء ذلك كله انشراحُ الصدر بالحكمة والمعرِفة لكثير من طبائع الموجودات وخصائصها. ودلالة أصوات الطير على ما في ضمائرها: بعضُها مشهور كدلالة بعض أصواته على نداء الذكور لإناثها ، ودلالة بعضها على اضطراب الخوف حين يمسكه مُمسك أو يهاجمه كاسر ، ووراء ذلك دلالات فيها تفصيل ، فكل كيفية من تلك الدلالات الإجمالية تنطوي على تقاطيع خفية من كيفيات صوتية يخالف بعضها بعضاً فيها دلالات على أحوال فيها تفضيل لما أجملته الأحوال المجملة ، فتلك التقاطيع لا يهتدي إليها الناس ولا يطلع عليها إلا خالقها ، وهذا قريب من دلالة مخارج الحروف وصفاتها في لغة من اللغات وفكّها وإدغامها واختلاف حركاتها على معاننٍ لا يهتدي إليها مَن يعرف تلك اللغة معرفة ضعيفة ولم يتقن دقائقها.
[12] وبهذا نكون قد وضحنا أن سليمان عليه السلام هو نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وبينا فضل الله على نبيه عليه السلام والمعجزات التي امده الله بها، وتفاصيل قصة سليمان مع النمل والحكام الأربعة الذين حكموا الأرض. المراجع ^ سورة النمل - الآية 16, 2020-12-2 كتاب دعوة الرسل عليهم السلام ، أحمد أحمد غلوش، صفحة 422., 2020-12-2 سورة الأنبياء - الآية 81, 2020-12-2 سورة الأنبياء - الآية 82, 2020-12-2 سورة ص - الآية 38, 2020-12-2 سورة سبإ - الآية 12, 2020-12-2 سورة النمل - الآية 17, 2020-12-2 سورة النمل - الآية 18, 2020-12-2 ^, خطبة عن قصة نبي الله سليمان والنملة, 2020-12-2