وهذا لفظه ، وهو غريب جدا لم أجده لغيره ، وإن كان له مساعدة من حيث اللفظ في اللغة ، لكنه بعيد في معنى الآية هاهنا. والصواب أن المعنى في قوله تعالى: ( أوبي معه) أي: رجعي معه مسبحة معه ، كما تقدم ، والله أعلم. وقوله: ( وألنا له الحديد): قال الحسن البصري ، وقتادة ، والأعمش وغيرهم: كان لا يحتاج أن يدخله نارا ولا يضربه بمطرقة ، بل كان يفتله بيده مثل الخيوط; ولهذا قال:
وذكره السيوطي في الدر (٦/٦٧٥) وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٣)... في الأصل: عبد الورث عنه وأبي. وانظر: إتحاف فضلاء البشر (ص:٣٥٨). (١/٢١٦)
تفسير قوله تعالى: "يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" - الشيخ صالح المغامسي - YouTube
ولقد آتينا داود منا فضلا أي آتيناه لحسن إنابته وصحة توبته فضلا أي نعمة وإحسانا، وقيل فضلا وزيادة على سائر الأنبياء المتقدمين عليه أو أنبياء بني إسرائيل أو على ما عدا نبينا صلى الله عليه وسلم لأنه ما من فضيلة في أحد من الأنبياء عليهم السلام إلا وقد أوتي عليه الصلاة والسلام مثلها بالفعل أو تمكن منها فلم يختر إظهارها أو على الأنبياء مطلقا، وقد يكون في المفضول ما ليس في غيره، وقد انفرد عليه السلام بما ذكر هاهنا، وقيل: أو على سائر الناس فيندرج فيه النبوة والكتاب والملك والصوت الحسن. وتعقب بأنه إن أريد أن كلا منها فضل لا يوجد في سائر الناس فعدم مثل ملكه وصوته محل شبهة، وإن أريد المجموع من حيث هو نفيه أنه غير موجود في الأنبياء أيضا فلا وجه لتخصيصه بهذا الوجه، وأنا أرى الفضل لتفسير الفضل بالإحسان وتنكيره للتفخيم. ومنا أي بلا واسطة لتأكيد فخامته الذاتية بفخامته الإضافية كما في قوله تعالى: وعلمناه من لدنا علما وتقديمه على المفعول الصريح للاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر ليتمكن في النفس عند وروده فضل تمكن، وذكر شؤون داود وسليمان عليهما السلام هنا لمناسبة ذكر المنيب في [ ص: 113] قوله تعالى: إن في ذلك لآية لكل عبد منيب كما أشرنا إليه.