التراكيب نوع عمر بن أبي ربيعة في استخدام الجملة الاسمية والفعلية، حسب المعنى الذي يريد تأكيده، حيث أكثر من استخدام الجملة الاسمية عند الحديث عن طول أسفاره وترحاله للدلالة على الاستمرارية والملازمة، بينما استخدم الجمل الفعلية للدلالة على المبالغة وكذلك للوصف والسرد عند الحديث عن مغامراته. نوع الشاعر أيضًا بين الأسلوبين الخبري والإنشائي بما يخدم موضوع القصيدة من أجل إبراز المعنى الذي يريده الشاعر. وقد أدى التنويع في استخدام الجمل الفعلية والإسمية وكـذلك التنويـع فـي استخدام الأساليب الإنشائية المختلفة إلى إثراء الشعر، وتأكيد المعاني ووضوحها، خاصة أنها جاءت ملائمة للمعاني والحالات الشعورية المختلفة. الصور الفنية يعتبر شعر عمر بن أبي ربيعة غنيًا بالصور الفنية من تشبيه واستعارة وكناية، وقد استخدم الشاعر الأشكال المختلفة للصور الفنية من التشبيه مختلف الأركان والاستعارة المكنية والتصريحية من أجل إيصال المعنى للسامع، وقد ساعدت هذه الصور الفنية في وضوح المعنى. الإيقاع الموسيقي استخدم عمر بن أبي ربيعة أوزان سهلة خفيفة مناسبة للأسلوب القصصي المستخدم في قصائده، كما أن هذه الأوزان لا تتطلب مجهودًا في المغنى وتناسب مختلف الألحان والإيقاعات من أجل التخفيف والسهولة.
نسب عمر وعشيرته وأهله هو عمر بن أبي ربيعة المغيرة، ويغلب عليه أن ينسب إلى جده. فيقال ابن أبي ربيعة، وكنيته المشهورة أبو الخطاب، وهو ينحدر من عشيرة مهمة في مكة، وهي عشيرة بني مخزوم، والتي كانت أحد البطون العشرة التي تؤلف قريش البطاح، وكان صوتها مسموعًا بين هذه البطون وفي مجلس شيوخها. وما زال نجم المخزوميين يصعد أواخر العصر الجاهلي حتى أصبحت لهم شهرة مدوية في الجزيرة العربية، وخاصة هذا الفرع الذي نجم منه عمر، وكان آباؤه وأعمامه يعدون من سادة قريش الأولين، ومنهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة، وجده الذي كان بطلاً من أبطال قريش. وكما تقدم المخزوميون بالشجاعة تقدموا أيضاً بالكرم وبذل المال، فقد كانوا من تجار مكة الميسورين. وفي هذه الأسرة يلمع اسم عبد الله بن أبي ربيعة، وكان تاجرًا موسرًا، وكانت مكة تسميه "العدل" لأنها كانت تكسو الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة، ويكسوها هو من ماله سنة، فأرادوا أنه وحده عدل لهم جميعًا، وكان اسمه بحيراً، فلما أسلم عام الفتح سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. ويقول أبو الفرج: إنه كان لعبد الله عبيد من الحبشة يتصرفون في جميع المهن، وكان عددهم كثيرًا، وعرض على رسول الله أن يستخدمهم، ويستعين بهم، حين خرج إلى حنين، فأبى.
آخر تحديث: أبريل 4, 2022 مقال عن عمر بن أبي ربيعة، لقد مر على العرب العديد من الشعراء المتميزين الذين ذاع صيتهم، ومن هؤلاء الشعراء هو عمر ابن أبي ربيعة الذي تميزت أشعاره بالجمال، ولهذا فإن موقع مقال يعرض لكم أهم المعلومات عنه. مولد عمر بن أبي ربيعة ولد عمر بن أبي ربيعة في عام 644 ميلادي عام 23 هجرًا، وتوفي في عام 711 مِيلَادِيًّا. يعرف باسم عمر بن أبي ربيعة وكنيته هو أبو الخطاب، وكذلك أبو بشر وأبو الخطاب، وكان يلقب بالمغيري. ينتمي عمر بن أبي ربيعة إلى قبيلة قريش، وكان أبوه قبل الإسلام يعرف باسم بحيرًا، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير اسمه لعبد الله. كان عمرا من أثرياء مكة وقد ورث ذلك عن أبيه، الذي توفاه الله- عز وجل- وعمر في عمره الثالثة عشرة. وكانت أمه تدعى مجد، وقد كانت سبيه أتت من حضرموت، وقد ربته أمه بعد وفاة أبيه واعتنت به. نشأة عمر بن أبي ربيعة في سياق الحديث عن مقال عن عمر بن أبي ربيعة يجب أن نتطرق إلى نشأته وتربيته، وذلك في النقاط التالية: نشأ عمر ابن أبي ربيعة بعد موت أبيه نشأة ثرية، حيث عاش مع أمه وترعرع معها وهو يباشر ثروة أبيه معها. وكانت أمه تهتم به كثيرًا وقد كبر في حضنها، مما أتاح له رؤية النساء والاجتماع معهم دون أي عائق، مما كان له أثر على أشعاره بعد ذلك.
[1] عاش عمر في عصر بني أمية متنقلاً بين مكة والمدينة ، وتردد على الشام واليمن والعراق، في الوقت الذي عانى فيه الشباب الحجازيون فراغاً سياسياً، وسط بعض مظاهر اللهو والغناء، فخطّ عمر حياته بعيداً عن الخوف والقلق إلاّ ما كان من نفي عمر بن عبد العزيز له إلى جزيرة دهلك (جزيرة في بحر اليمن وهو مرسى بين بلد اليمن والحبشة)، عندما كان والياً على مكة. وقد هرب الشاعر من مدح الرجال إلى مدح النساء، قال له سليمان بن عبد الملك، ما يمنعك من مدحنا؟ فقال: إني لا أمدح الرجال، إنما أمدح النساء. توفي بمكة، واختلف في تعليل موته، فذهب بعضهم إلى القول إنه خرج على فرس، فهبت عليه ريح ألجأته إلى شجرة من أشجار السَّلْم، فضرب به غصن منها، فَدَمي، ثم ورم فمات، وقال بعضهم: إنه خرج غازياً في البحر فأُحرقت سفينته فاحترق وربح الشهادة. شعره تعمق اتصال عمر بالمرأة حتى صار شاعر الغزل دون منازع، عاش حياته للغزل الصريح، ويَسَّر له ثراؤه هذه المعيشة، فالدنيا مشرقة باسمة من حوله دائماً، لهذا لم يكن غريباً أن يخلِّف ديواناً يكاد يكون خالصاً للغزل. اتخذ عمر في علاقته مع النساء صورة الشاعر المغامر الإباحي، المعشوق لا العاشق، صرف جهده في تصوير عواطف المرأة.
لا غرو، فقد حشد ثراءه لفنه، فهو يصنع المقطوعة من شعره، ثم يطلب لها أروع المغنين في عصره، ليغنوه فيها لحنًا خالدًا، ويجيزهم جوائز مختلفة، فهذا ابن سريج يعطيه في تلحينه لإحدى مقطوعاته ثلاثمائة دينار، وهذا الغريض يعطيه في تلحين مقطوعة أخرى خمسة آلاف دينار، ويعطي جميلة في تلحين مقطوعة رابعة عشرة آلاف درهم. وهكذا كانت حياة عمر في مكة حياة شعر وغناء خالص، ولم يكن للناس حينئذ من لهو سوى هذا الغناء وما يصاحبه من شعر، فدار اسم عمر على كل لسان. نذر عمر حياته لهذا اللون من الغزل الصريح وأخضعه لفن الغناء الذي عاصره، إذ يستخدم الأوزان الخفيفة والمجزوءة، حتى يحملها المغنون والمغنيات ما يريدون من ألحان وإيقاعات كما يستخدم لغة سهلة، فيها عذوبة وحلاوة، حتى تفسح لهم في روعة النغم. كان مجتمع مكة حينئذ تسوده ضروب من الحرية المهذبة في لقاء الرجال بالنساء، فبرزت المرأة للشباب ولكنها تحتفظ بحجاب من الوقار، وقد كانت هناك مواسم تكثر فيها هذه الطلبات- الظهور في مرآة شعره - على عمر وغيره من شعراء مكة، وذلك في مواسم الحج وإذ كانت تحشد فيها نساء العرب وفتياتهم، وكان الذوق العربي العام لا يمنع أن يشيد شاعر بجمال امرأة، بل لعل في هذه الإشادة ما يعرف بها وبجمالها، ولذلك كانت تطلبها المرأة العربية ولا تجد فيها غضاضة، بل على العكس كانت تجد فيها طرافة وإعلاناً عنها وتمهيدًا لأن يطلبها الأزواج.