بقلم | فريق التحرير | الاحد 15 نوفمبر 2020 - 01:24 م "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ" (النّور: 15) يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: انظر إلى بلاغة الأداء القرآني في التعبير عن السرعة في إفشاء هذا الكلام وإذاعته دون وَعْي ودون تفكير، فمعلوم أن تلقِّي الأخبار يكون بألأُذن لا بالألسنة، لكن من سرعة تناقل هذا الكلام فكأنهم يتلقونه بألسنتهم، كأن مرحلة السماع بالأذن قد ألغيت، فبمجرد أن سمعوا قالوا. الطلاق تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم - محمود محمد غريب - مکتبة مدرسة الفقاهة. { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [النور: 15]. { بِأَفْوَاهِكُمْ} [النور: 15] يعني: مجرد كلام تتناقله الأفواه، دون أنْ يُدقِّقوا فيه؛ لذلك قال بعدها { مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ.. } [النور: 15] وهذا الكلام ليس هيناً كما تظنون، إنما هو عظيم عند الله؛ لأنه تناول عِرْض مؤمن، وللمؤمن حُرْمته، فما بالك إنْ كان ذلك في حَقِّ رسول الله؟ ثم يقول الحق سبحانه: { وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.
كم من الناس يرتكب أُمورًا يظنها هينة! لكنها عند الله تعالى عظيمة، يفعلها الإنسان لا يلقى لها بالًا فتجتمع عليه حتى تُهلِكه كما أخبر صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ» (متفقٌ عليه)... كم من الناس يرتكب أُمورًا يظنها هينة! لكنها عند الله تعالى عظيمة، يفعلها الإنسان لا يلقى لها بالًا فتجتمع عليه حتى تُهلِكه كما أخبر صلى الله عليه وسلم: « إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ » (متفقٌ عليه).
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ بسم الله الرحمن الرحيم إذا وجدت نفسك غير قادر على فعل الطاعات.. لا تقدر على قيام الليل بالرغم من سماعك للأحاديث والآيات في فضله، وتتمنى أن تحافظ عليه كل ليلة.. لكن عندما يحُل الليل تجد نفسك مُتعب ومُنهك وتنشغل في أي شيء وتنام ولا تقوم الليل. تتمنى أن تصوم صيام داود.. فتأخذ الاحتياطات وتتسحر وتُصبح بالنهار فتجد نفسك مُتعبًا فلا تصوم. تتمنى أن تختم القرآن قراءةً كل أسبوع مثل السلف، لكنك تجده ثقيل عليك.. لو يحدث هذا لك، فاعلم أن من وراءه ذنب،، قال سفيان الثوري "حُرمت قيام الليل لخمسة أشهر بذنب أصبته".. وفي بعض الروايات ذُكر أن الذنب الذي أصابه سفيان إنه مر على رجل يتكلم، فقال في نفسه: هذا مرائي! وانت...... ما حرمك من الطاعة؟ وقال رجل لابن مسعود:لا أستطيع قيام الليل، فقال: "أبعدتك الذنوب". فقد تكون تسير على طريق الالتزام ولا تقع في الذنوب المُعتادة بين الناس، لكن هذا الذنب قد يكون كلمة قلتها دون أن تُلقي لها بالاً فتُعاقب عليها.. قال رسول الله ".. "وتحسبون هينًا وهو عند الله عظيم".. للمؤمن حرمته فما بالك إن كان ذلك في حق رسول الله؟ (الشعراوي). وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" [رواه البخاري] تذكر ان الذنب الذي تحتقره أنت.. عظيم عند الله تعالى {.. وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] قال رسول الله "بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسف به لأرض فهو بتجلجل فيها إلى يوم القيامة"[متفق عليه] كان هذا الرجل يرتدي لبسًا مباحًا، ولكن دخل في قلبه شيء من الكبر والخيلاء فاستوجب غضب الرحمن.
فلما غضب عليه، انشقت الأرض وابتلعته. فما بال المتبرجة تمشي متبخترة، ماذا سيكون حالها؟! والذي يجاهر بالذنوب والمعاصي ماذا سيكون حاله؟! بعض الناس يعيش في غفلة وقد أنعم الله عليه بالصحة والعافية، ويظن إنه في خير حال حتى يُصفع الصفعة الأولى كتحذير له ولكن يظل بعدها يتخبط بعض الشيء.. قد تكون هذه العقوبة رسائل في صورة مرض، أو أن يُمنع عنه رزق مُعين كأن لا يُوفق في عمل ما أو في زواج أو ما شابه. ثم إذا لم يُفقّ من غفلته يُصفع الصفعة الثانية، وتكون أشد من الأولى. وبعدها إذا لم ينتبه تزداد العقوبة وإذا استمر على حال الغفلة، يصل الأمر إلى غضب الرحمن.. وهذه لا تُطيقها. عن أنس أن رسول الله عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ (أي: صار مثل الدجاج الصغير من كثرة نحوله) فقال له رسول الله "هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟". قال: نعم، كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله "سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه، أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ". قال فدعا الله به فشفاه الله. [رواه مسلم] ونحن لا نقدر ولا نستطيع ولا نطيق أي شيء من هذه العقوبات،، ولكي تسلم من غضب الله.. لا تغضب عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله ما يباعدني من غضب الله عز وجل؟، قال "لا تغضب"[رواه أحمد وابن حبان وحسنه الألباني].. فلا تغضب حتى لا يغضب منك الرحمن.
ومنهج القرآن هو الطلاق الرجعي {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (سورة الطلاق) والمخرج - كما يقول العلماء - أي فرصة للرجوع بعد الندم. فكيف يكون المخرج لمن طلق ثلاثا؟ رأي ابن الخطاب لماذا؟ يضيق صدري ولا ينطق لساني من شدة ما أعاني من هذه المشكلات التي تأتيني بعد وقعها: وأكثرهم يسأل عن الحكم الشرعي بعد الوقوع فيه. صفحة: 63
(السنن الكبرى للبيهقي حـ 9 ص 213). يقول أخي الأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان. فالجواز الخروج ليس من أجل الحياة المادية الضرورية فقط بل يشمل الجانب النفسي كالاستيحاش من الوحدة. (المفصل حـ 9 صـ 213) فلا حرج على المرأة العاملة من ذهابها للعمل بشرط أن ترجع إلى بيتها، وهذا عند أئمة السنة كالإمام الشافعي الأمن من اللصوص أو لا تجد إيجار البيت "ما تكترى به البيت" "المفصل في أحكام المرأة حـ 9 صـ 202 وما بعدها" صفحة: 41