اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.
القسم الثالث: ما هو نقص في المخلوق كمال في الخالق، كالتكبر، والتجبر. قال سبحانه وتعالى عن نفسه: ( الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر:23]. وقد فسر ابن الجوزي في زاد المسير معنى المتكبر فقال: فأما المتكبر ففيه خمسة أقوال: أحدها: أنه الذي تكبر عن كل سوء. قاله: قتادة. الثاني: أنه الذي تكبر عن ظلم عباده. قاله: الزجاج. الثالث: أنه ذو الكبرياء، وهو الملك. كتب بحث عن أسماء الله وصفاته - مكتبة نور. قاله: ابن الأنباري. الرابع: أنه المتعالي عن صفات الخلق. الخامس: أنه الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فقصمهم. ذكرهما الخطابي -يعني القولين الأخيرين- وقال: التاء في المتكبر تاء التفرد والتخصص، لأن التعاطي والتكلف والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل، وقيل: إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله، لا من الكبر الذي هو مذموم في الخلق. انتهى كلامه. وقال صاحب كتاب (جواهر القرآن): المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم، وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد. وقال حميد بن ثور: (عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي ذلول) والكبرياء في صفات الله مدح، وفي صفات المخلوقين ذم، وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى - أنه قال: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما قصمته، ثم قذفته في النار".
وبينّ فضيلة الإمام الأكبر أن قوله تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾: اطلبوا منه بكلِّ اسمٍ من أسمائه ما يَليق بهذا الاسم، فتقول: يا رحيمُ ارحمني! كتب Allahs Most Beautiful Names and Attributes - مكتبة نور. يا رزَّاقُ ارزقني! يا هادي اهْدِني! يا توَّابُ تُبْ عليَّ، وهناك من الأسماء الحسنى أسماءٌ عامَّة مثل: مالك، وعزيز، ولطيف، يَصلح الدُّعاء بها لعامة الأمور من غير تخصيصِ مسألةٍ أو حاجةٍ بعينها، لكن لا يجوز أن تدعو باسمٍ من هذه الأسماء بما لا يَتضمَّنه معناه أو يُضاد معناه، فلا تقول: يا رزَّاقُ اهدني، أو: يا رحمنُ اجعل ثأري على مَن ظلمني.. والأنسب أن تقول: يا قويُّ يا عزيزُ، اجعل ثأري على مَن ظلمني.
إذاً فأسماء الله هي أعلامٌ مشتقَّةٌ من صفات وتدل على معنى، وأما أسماء المخلوقين فهي أعلامٌ مجرَّدة لا تدل على صفةٍ بهذا المخلوق، فهي جامدة من غير أية دلالة معنى أو صفة.
[٣] مفهوم صفات الله إن لله -تعالى- نوعين من الصفات، الأولى: وهي الصفات الذاتيّة؛ وهي الصفات التي لا تنفكُ عنه، كالنفس، والعلم، والقُدرة، وضابطُها: أنها ملازمة لذات الله قائمة لا تنفكّ عنه -سبحانه-، وأمّا النوع الثاني من الصفات: وهي الصفات المُتعلقة بمشيئته -سُبحانه- وقُدرته؛ كالاستواء، والضحك، والغضب، والسخط، وغيرها، وضابِطُها: أن الله -تعالى- يفعلها متى شاء، فالله ينزل إلى السماء الدنيا متى شاء نزولاً يليق بجلاله، وبالهيئة اللائقة به سبحانه، وهكذا بقية صفات الأفعال. [٤] وذهب بعض العُلماء إلى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: باعتبار الدليل: وهي الصفات الشرعيّة والعقليّة، وذلك بحسب نوع الدليل الذي يدُل عليها، فمثلاً صفة الحياة يُستدلُ بها عن طريق العقل، ومن الصفات الشرعيّة؛ صفة النُزول. القسم الثانيّ: الصفات المُتعلقة بالمشيئة؛ وهي الصفات الذاتيّة والفعليّة. القسم الثالث: هي الصفات باعتبار النفي والإثبات، وهي الصفات الثبوتيّة والمنفيّة. فصل: الباب الثالث: في طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته|نداء الإيمان. فالمُثبتة؛ هي ما أثبتها الله لنفسه؛ كالعلم، وأمّا الصفات المنفية: هي ما نفاها الله عن نفسه، كالنوم. [٥] وضابط الصفات الإلهيّة: هي ما قام بالذات الإلهيّة مما يُميزُها عن غيرها، وجاءت بها الأدلة من الكِتاب والسُنة.
كما أن هناك العديد من الأسماء التي تتوارد على الألسنة ولكن لم تثبت صحتها ولا يوجد أي دليل عليها فلا يجوز تسمية الله تعالى أو مناداته بها طالما أنها لم تثبت في القرآن الكريم أو السنة النبوية وهي كالتالي: الخافض، المعز، المذل، الباعث، العدل، الجليل، المحصي، الرشيد، الصبور، المانع، الضار، المعطي، النافع، الوالي، الباقي، الواجد، الماجد، المقسط، المبدئ، المعيد، المميت. فالله عزوجل تفرد بأسمائه وهو أعلم بذاته سبحانه. [٦].
المصدر: