نستدل على نتيجة يوم الفصل من بعد الآية الأولى، وتحديدا من الآية 18: 30، وأول نتيجة ليوم الفصل هي يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً. حيث قال عنها ابن جرير: يعني تأتي كل أمة مع رسولها، كما جاء في قوله تعالى بالآية 31 من سورة الإسراء: "يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ". وهذا ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما بين النفختين أربعون) قالوا: أربعون يوماً؟ قال: "أبَيْتُ"، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: "أبيتُ"، قالوا: أربعون سنة؟ قال: "أبيتُ"، قال: ( ثم يُنزلُ الله من السماء ماء فينبتُونَ كما ينبتُ البقلُ، ليس من الإنسان شيءٌ إلا يَبلَى، إلا عظماً واحداً، وهو عَجْبُ الذنَب، ومنه يُرَكَّبُ الخَلْقُ يومَ القيامة). وذهب البعض إلى أن هذه النفخة يموت فيها جميع الخلائق إلا من شاء الله، وهناك أيضا نفخة ثانية، ومن خلالها هي يبعثون. القران الكريم |إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ. والنتيجة الثانية هي (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً): ومعناها أن السماء فتحت مسالك لنزول الملائكة. والنتيجة الثالثة هي (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً) ومعناها أن الجبال تكون للرائي لا شيء، وتزول تماما، فلا عين ولا أثر.
ونظيره قوله تعالى: { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} [الروم: 14]. فـ { يوم الفصل} ميقات الكل؛ كما قال تعالى: { إن يوم الفصل كان ميقاتا} [النبأ: 17] أي الوقت المجهول لتمييز المسيء من المحسن، والفصل بينهما: فريق في الجنة وفريق في السعير. وهذا غاية في التحذير والوعيد. ولا خلاف بين القراء في رفع { ميقاتهم} على أنه خبر { إن} واسمها { يوم الفصل}. وأجاز الكسائي، والفراء نصب { ميقاتهم}. بـ { إن} و { يوم الفصل} ظرف في موضع خبر { إن} ؛ أي إن ميقاتهم يوم الفصل. الشيخ الشعراوي - فيديو سورة الدّخان الايات 35 - 54 تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي فإنْ كانوا مُعرضين عن آياتنا في الدنيا فسوف يُعرضون علينا في الآخرة في يوم الفصل { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الدخان: 40] يوم القيامة هو موعدهم حيث يجمعهم الله جميعاً، التابع والمتبوع، المؤمن والكافر، الطائع والعاصي، المكذِّبين والمصدِّقين بالرسل. الكل سيجتمع { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى} [الدخان: 41] لا ينفع صديقٌ صديقه { عَن مَّوْلًى شَيْئاً} [الدخان: 41] ولا يدفع قريبٌ عن قريبه.
البغوى: "إن يوم الفصل "، يوم القضاء بين الخلق، " كان ميقاتاً"، لما وعد الله تعالى من الثواب والعقاب. ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن يوم الفصل ، وهو يوم القيامة ، أنه مؤقت بأجل معدود ، لا يزاد عليه ولا ينقص منه ، ولا يعلم وقته على التعيين إلا الله - عز وجل - كما قال: ( وما نؤخره إلا لأجل معدود) [ هود: 104]. القرطبى: أي وقتا ومجمعا وميعادا للأولين والآخرين, لما وعد الله من الجزاء والثواب. وسمي يوم الفصل لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه. الطبرى: وقوله: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) يقول تعالى ذكره: إن يوم يفصل الله فيه بين خلقه، فيأخذ فيه من بعضهم لبعض، كان ميقاتًا لما أنفذ الله لهؤلاء المكذّبين بالبعث، ولضربائهم من الخلق. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) وهو يوم عظَّمه الله، يفصِل الله فيه بين الأوّلين والآخرين بأعمالهم. ابن عاشور: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) هذا بيان لما أجمله قوله: { عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون} [ النبأ: 2 3] وهو المقصود من سياق الفاتحة التي افتتحت بها السورة وهيأتْ للانتقال مناسبة ذكر الإِخراج من قوله: { لنخرج به حباً ونباتاً} [ النبأ: 15] الخ ، لأن ذلك شُبه بإخراج أجساد الناس للبعث كما قال تعالى: { فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} إلى قوله: { كذلك الخروج} في سورة ق ( 9 11).