معنى الإنصات والإصغاء: الفرق فعلياً بين كل من الإنصات والإصغاء وبين الاستماع هو فرق بالدرجة، درجة التركيز والانتباه والقهم، حيث يعتبر الاستماع هو مدخل الإنصات بمعنى التركيز أكثر على الرسائل الصوتية، ويعتبر الإصغاء هو التفاعل مع هذه الرسائل ذهنياً وعاطفياً وفهمها بحيث تصبح مؤثرة، فالمصغي هو أكثر المستمعين اهتماماً. نورد فوائد الاستماع الجيد كالآتي: عن طريق الاستماع انتقل التراث الثقافي والحضاري عبر الأجيال. فلولا عملية الاستماع والرواية والحفظ لضاع الكثير من التراث الإنساني. الاستماع الجيد أساس إبداء الرأي الموضوعي الصحيح. حسن الاستماع أساس الانتفاع. تعود أهمية الاستماع، لكونه الوسيلة التي يتصل بها الإنسان في مراحل حياته الأولى بالآخرين، فمن خلاله يكتسب الكثير من المفردات ويتلقى الأفكار والمفاهيم. أشارت دراسات كثيرة إلى إمكانية تفوق تلميذ المرحلة الابتدائية في الدراسة وفقًا لتفوقه في مهارات الاستماع، وعندما يتعرف التلميذ على نمطه في الاستماع فإنه يستطيع أن يطور نفسه في الاستماع وفي فنون اللغة وفي عملية التعلم والتعليم وفي تحصيله الدراسي. الاستماع أساس فنون اللغة في التعلم والتعليم معًا. عن طريق الاستماع يستطيع المستمع أن يدرك ويفسر الكلام ويميز بين أفكاره الصحيحة والخاطئة.
2- معرفة معاني الكلمات التي سمعها (فلو كان الحديث بلغة لا يفهمها أو أساليب لا يستوعبها توقفت العملية عند الخطوة الأولى ولم تنتقل إلى الثانية فيظل المستمع يسمع الكلمات وفقط وخطوة تعتمد على ثقافة وتعليم كل فرد على حدة). 3- معرفة الأفكار خلف الكلمات (وهي العملية التي يتم فيها تجميع المعاني جنباً إلى جنب في ذهنية المستمع ليصل إلى معاني الأفكار المطلوبة من المتحدث، وهي خطوة تعتمد على الفروق الفردية في الفهم وذكاء المستمع ومدى اتساع إدراكه). رابعاً: علامات نجاح خطوات الإنصات لدى المستمع: هناك دلائل وعلامات على نجاح إتمام هذه الخطوات الثلاثة ومنها: 1- التفاعل الحركي للمستمع: مثال حركة رأسه بالإيماء والموافقة أو تثبيت العينين تجاه المتحدث أو التأثر بالبسمة أو ارتداد فعله للسكوت ورفع الصوت وغيره. من آداب الاستماع - موقع المختصر. 2- التفاعل اللفظي من المستمع: مثال: أسئلته عن معنى الكلمات ومضمون الحديث أو تعقيبه بألفاظ مثل: نعم أو أفهم أو غيره. 3- قدرة المستمع على الإجابة عن أسئلة بسيطة تدل على إنصاته. 4- قدرته على إعادة بعض جمل الحديث. 5- قدرته على إعادة صياغة موضوع الحديث بألفاظ جديدة. 6- قدرته على ابتكار فكرة جديدة للنص الذي استمع إليه.. خامسا: مهارات الاستماع.. لاكتساب مهارات الاستماع يجب التركيز على ثلاث مهارات أساسية تطبيقية، وهي: (الفهم – الاستيعاب –التذكر).
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام». بحسن الاستماع يحبك الناس ويمدحونك: إن الناس عادة يحبون من يستمع إليهم ويظهر اهتمامه بحديثهم ويقدر آراءهم. قال بعض الكتاب: (لم أجد أسهل جهدا ولا أحسن تأثيرا في تملك قلوب الناس من الإنصات إليهم، والإنصات إلى الناس يجذبهم إلينا وهو من أكثر الوسائل التي تظهر احترامنا للطرف الآخر). قال الشّعبيّ فيما يصف به عبد الملك بن مروان: والله ما علمته إلّا آخذا بثلاث... آخذا بحسن الحديث إذا حَدَّث، وبحسن الاستماع إذا حُدِّث، وبأيسر المؤونة إذا خولف. وقالت الحكماء: رأس الأدب كلّه حسن الفهم والتّفهّم والإصغاء للمتكلّم. وقالوا: من حسن الأدب أن لا تغالب أحدا على كلامه، وإذا سئل غيرك فلا تجب عنه وإذا حدّث بحديث فلا تنازعه إيّاه، ولا تقتحم عليه فيه ولا تره أنّك تعلمه، وإذا كلّمت صاحبك فأخذته حجّتك فحسّن مخرج ذلك عليه، ولا تظهر الظّفر به وتعلّم حسن الاستماع، كما تعلّم حسن الكلام. ومن عجيب أمر عطاء بن رباح رحمه الله ما أخبر به معاذ بن سعيد قال: كنا عند عطاء بن أبي رباح، فتحدث رجل بحديث فاعترض له آخر في حديثه، فقال عطاء: سبحان الله!
9- محاولة فهم الموضوع كما يريده المتحدث لا كما يريده السامع. 10- التحلي بالصبر والحلم والسكون والوقار وكما قيل: أول العلم الصمت ثم حسن الاستماع.