تفسير قوله يريكم البرق خوفا وطمعا قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) ، يعني أن الرب هو الذي يري عباده البرق وقوله: (هو) كناية اسمه جلّ ثناؤه. * * * وقد بينا معنى " البرق " ، فيما مضى، وذكرنا اختلاف أهل التأويل فيه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (71) وقوله: (خوفًا) يقول: خوفًا للمسافر من أذاه. وذلك أن " البرق "، الماء، في هذا الموضع كما:- 20251- حدثني المثنى قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم, مولى ابن عباس قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْد يسأله عن " البرق ", فقال: " البرق "، الماء. (72) وقوله (وطمعًا) يقول: وطمعًا للمقيم أن يمطر فينتفع. هو الذي يريكم البرق خوفاً و طمعا - YouTube. كما:- 20252- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا) ، يقول: خوفًا للمسافر في أسفاره, يخاف أذاه ومشقته(وطمعًا،) للمقيم، يرجو بركته ومنفعته، ويطمع في رزق الله. 20253- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (خوفا وطمعا) خوفا للمسافر, وطمعا للمقيم.
ذ. ط. ، د. ت. ، ج 2، ص 282]. ولم يتعقبه ابن حجر العسقلاني، ولا ابن المنير المالكي، ولا محمد عليان الشافعي، بشيء في هذه المسألة. قال ابن الأحمر: ولم يتعقبوه رحمهم الله في كل مسائل العقيدة، فسكوتهم لا يعني الموافقة. ومسألة الخوف والطمع من مسائل الاعتقاد، ولذلك لا بد من الرجوع فيها إلى التفاسير المأثورة، فكل ما تفسير خالف عقيدة الصحابة خاطئ نحويا ولغويا بالضرورة عندنا. ولذلك رجعت إلى "عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير: مختصر"، لأبي الأشبال أحمد شاكر، نظرا لتنبيهاته الماتعة، فوجدته قد أورد تفسير قتادة (أحد تلاميذ الحبر ابن عباس؛ ترجمان القرآن)، قال: "قال قتادة: خوفا للمسافر؛ يخاف أذاه ومشقته، وطمعا للمقيم؛ يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله". [أحمد شاكر، عمدة التفسير، أعده: أنور الباز، دار الإبداع ودار الوفاء، ط3، 1425هـ-2005م، ج 2، ص 280-281] وهكذا جاء تفسير الصحابة والتابعين موافقا لتفاسير الفراء والنحاس والزمخشري –الذين ثبتت عنهم تأويلات خاطئة لمسألة أسماء الله تعالى وصفاته-، وعليه فإن تخريجاتهم النحوية في هذا المجال صائبة. والله أعلم. ولم ترد هذه الآية كشاهد في كتاب سيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر) سقاه الله شآبيب رحمته.