القرطبى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ أي قلبك; لأن الصدر محل القلب. بِمَا يَقُولُونَ أي بما تسمعه من تكذيبك ورد قولك, وتناله. ويناله أصحابك من أعدائك. ولقد نعلم أنك يضيق صدرك عبد الباسط. الطبرى: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولقد نعلم يا محمد أنك يضيق صدرك بما يقول هؤلاء المشركون من قومك من تكذيبهم إياك واستهزائهم بك وبما جئتهم به، وأن ذلك يُحْرِجك. ابن عاشور: لما كان الوعيد مؤذناً بإمهالهم قليلاً كما قال تعالى: { ومهّلهم قليلا} [ سورة المزمل: 11] كما دلّ عليه حرف التنفيس في قوله تعالى: { فسوف يعلمون} [ سورة الحجر: 96] طمأن الله نبيه بأنه مطّلع على تحرّجه من أذاهم وبهتانهم من أقوال الشرك وأقوال الاستهزاء فأمره بالثبات والتفويض إلى ربّه لأن الحكمة في إمهالهم ، ولذلك افتتحت الجملة بلام القسم وحرف التحقيق. وليس المخاطب ممن يداخله الشكّ في خبر الله تعالى ولكن التحقيق كناية عن الاهتمام بالمخبر وأنه بمحل العناية من الله؛ فالجملة معطوفة على جملة { إنا كفيناك المستهزئين} [ سورة الحجر: 95] أو حال. وضيق الصدر: مجاز عن كدر النفس. وقد تقدّم في قوله تعالى: { وضائق به صدرك} في سورة هود ( 12). إعراب القرآن: «وَلَقَدْ» الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق «نَعْلَمُ» مضارع فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم المقدر والكلام مستأنف «أَنَّكَ» أن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي نعلم «يَضِيقُ» مضارع مرفوع «صَدْرُكَ» فاعل والكاف مضاف إليه «بِما» متعلقان بيضيق وجملة يضيق خبر «يَقُولُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة English - Sahih International: And We already know that your breast is constrained by what they say English - Tafheem -Maududi: (15:97) We know that your heart is distressed at the things they say against you.
ثم جاءت الآية الأخيرة ( إن شانئك هو الأبتر) و سبب نزولها انه لما مات عبد الله ابن الرسول صلى الله عليه وسلم و كان قد مات قبله ابنه القاسم قال العاص بن وائل صار محمد ابتر بموت أولاده من الذكور فلن يخلد ذكره بموت ولده فانزل الله تعالى هذه الآية ترد مقولة هذا الكافر و تؤكد بأسلوب بلاغي حكيم أن الأبتر هو من يبغض الرسول صلى الله عليه و سلم. و الأبتر هو المقطوع بعضه و أصل هذا الوصف للدواب التي قطع ذنبها فشبه من يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم بالدابة الشاذة و حقيقة المعنى انه زال منه ما فيه من خير و أصبح هذا المبغض للرسول شرا كله. نعم و ألف نعم إن مبغض الرسول هو المقطوع ذكره الخالي من الخير الشاذ بين الناس أما الرسول فما عرفت البشرية رجلا أشهر و لا أعظم منه منذ ادم إلى قيام الساعة. ولقد نعلم أنك يضيق صدرك هزاع البلوشي. لقد دلت الإحصائيات التي تقوم بها المؤسسات الدولية أن اسم محمد هو أكثر الأسماء شيوعا في العالم الإسلامي و أن المتأمل في الأذان و في تباين أوقاته في الكرة الأرضية ليعلم علم اليقين انه لا تمر دقيقة واحدة إلا يذكر فيها اسم الرسول صلى الله عليه وسلم مقرونا باسم الله تعالى. نوضح هذا على النحو التالي في اليوم 24 ساعة و في الساعة 60 دقيقة و يوجد 360 خط طول وهذا يعني انه بين كل خط وخط 4 دقائق و هو ما يعرف بفرق التوقيت و مدة الأذان تقريبا 4 دقائق و هذا يعني بكل بساطة أن اسم الرسول يذكر عاليا كل دقيقة على مدار الزمن.
الثانية: وُجود ضيق الصَّدر -هذا-، أو الألمِ النفسيِّ، أو التحسُّرِ -وما في معنَى ذلك -ومِن جَرَّائِهِ- لا يُنافِي الطبيعةَ البشريَّةَ، أو النَّفسَ المُؤمِنَةَ -ولو كانت مُلتزمةً بدينِها، مُجاهدةً نفسَها، طائعةً أمرَ ربِّها-... ومِن المُقَرَّر: «أنَّ ضِيقَ الصَّدْرِ يكونُ مِن امتلائِهِ غيظاً بما يكرَهُ الإنسانُ» -كما في «المحرَّر الوَجيز» (3/376) -لابنِ عطيَّة-. فكيفَ إذا كان ما يكرَهُهُ هذا الإنسان -أو ذاك- مُسلَّطاً مِن سفيهٍ لن يضبطُ نفسَه! أو جاهلٍ لمْ يُدْرِك ذاتَه! أو مُتطاول لا يتَّقِي ربَّه! ؟! فإنَّ ذلك سيكونُ أشدَّ أثراً، وأعظمَ وَقعاً -ولا بُدَّ-. فإذا كان ذلك طَعناً في الدِّين! أو غَمْزاً في العقيدة! أو تشكيكاً في المِصداقيَّة! أو كذباً وافتراءً -مَحْضاً خالِصاً-؛ فهو أشدُّ بلاءً وحالاً، وأعظمُ سوءاً ومآلاً!! الثالثة: أهمِّيَّةُ التِزام ما يُعينُ على الصَّبر، والاصطِبار، والمُصابرة -والتي هي مِن أعظمِ ما تُثْمِرُهُ الأعمالُ الصالحاتُ المأمورُ بها العبادُ -عُموماً وخُصوصاً- قولاً، وعملاً، واعتقاداً-... «قصة كل يوم» يكشف عن أسرع طريقة لاستجابة الدعاء.. فيديو - فن - الوطن. وقد جاءَتْ نُصوصُ القُرآن الكريم بكلِّ ذلك -كثيراً، وكثيراً -جدًّا-؛ ومنه: أ- { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُور.. }.. ب- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ.. }.. جـ- { فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ.. }.. «{ واصْطَبِرْ}: أبلَغُ في الأمرِ بالصَّبرِ مِن (اصْبِرْ)» -كما في «البُرهان» (3/34) -للزّركشي-.
فلقد روى البخاري في (كتاب المناقب) من صحيحه، ومسلم في(باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم) من صحيحه أيضا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا. بل إنها ربما توشك أن تقع في حمى ما حذر منه صلى الله عليه وسلم من إشاعة الزوجين، أو أحدهما ما يحدث بينهما من أمور زوجية، فلقد روى مسلم في (كِتَاب النِّكَاحِ) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. ومما يخالف سيرته المضمخة بكل ما هو رحمة للبشر، وخاصة تجاه الحلقة الضعيفة من النساء والأطفال، ما جاء في قصة مقتل أم قِرْفة، والتي لخصها الحافظ بن حجر في الفتح(9/635) من أن زيد بن حارثة قتلها خلال سريته التي بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني فزارة، بأن ربطها في ذنب فرسين، أو جملين وأجراهما في اتجاهين متعاكسين حتى تقطعت، فهذا الفعل الشنيع تعف عنه أنفس أكثر الطغاة والمستبدين.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.
– واعتبر علماء الإسلام والمفسرون والسلف أن موت بن الحارث كان استجابة من الله لدعائه عندما دعا الله أن ينزل به العذاب أن كان الإسلام حقاً – نفى بعد المؤرخين لهذه الحادثة استناداً أنه لم يثبت في السيرة النبوية حيث نقل كلامالألباني في انتقاد إسناد الحديث أنه ضعيف – قيل عن الشافعي: أن عدد من أهل العلم من قريش وآخرين من أهل العلم بالمغازي قالوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسر النضر بن الحارث العبدي يوم بدر ثم قتله بالبادية، وأسر عقبة بن أبي معيط فقتله صبرًا. – وهناك بعض المؤرخين قالوا أنه لم يقتل وإنما أصيب بجرح فتم آسره على أيدي المسلمين فامتنع عن الطعام والشراب حتى مات. 01-25-2022, 11:04 AM # 2 بيانات اضافيه [ +] رقم العضوية: 1532 تاريخ التسجيل: 23-09-2018 أخر زيارة: 04-01-2022 (11:49 PM) المشاركات: 4, 103 [ التقييم: 2291 الدولهـ الجنس ~ لوني المفضل: ظپط§ط±ط؛ الله يعطيك ألف عآفية على هذا الطرح الجميل والرائع جزآك الله خير وجعله المولى في موآزين حسناتك.
– قطع النضر بن الحارث أكثر من أربعمائة وألف كيلومتر حيث الحيرة في العراق، التي كانت تحت الاحتلال الفارسي، وتعلم فيها فنًّا جديدًا حيث يستطيع أن يلهي به شعب مكة فبذ الجهد والوقت والمال حتى يصد عن سبيل الله وينشر الإباحية والمجون. – فقد قال تعالى عنه: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" – عاد النضر بن الحارث إلى مكة المكرمة بغرض أن يرفع الناس إلى مستوى حضاراتالفرس ثم بدأ في حربه ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قصة النضر بن الحارث مع الرسول – عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في مجلسًا، فيذكر الله ويرغبهم في جنته ويحدث قومه بما أصاب الأمم من قبلهم من نقمة الله ويرهبهم من ناره فيجلس بن الحارث بعده في مجلسه ويحكي رواياته ويقول: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، فهلموا حتى أحدثكم فأنا أحسن من حديثه فيبدأ ويحدثهم عن ملوك فارسورستم وإسفنديار، ثم يقول: ما محمد أحسن حديثًا مني وما حديث محمد إلا أساطير الأولين، اكتتبتها كما اكتتبها محمد.
ظلوا هكذا إلى أن جاء الفرج من الله -جل وعلا- وتاب عليهم لصدقهم، وأنزل فيهم قوله ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (سورة التوبة: 118، 119). اقرأ أيضًا: قصص واقعية عن الاستغفار جديدة 2- قصة عن الصدق في حياة رسول الله النبي -صلى الله عليه وسلم- خير قدوة لنا في صدقه وخلقه، قبل أن يوحي الله إليه وبعد أن أوحى، فكان الناس يستدعوه في كل حوائجهم، ولقبوه بالصادق الأمين، ولما أنزل الله -جل وعلا- عليه وحيه ورسالته أظهرت له قبيلته العداوة والبغضاء، وظلوا يهينوه، ويدعون أنه ساحر رغم أنهم يعلمون صدقه، وأمانته. حينما بعثه الله ليكون للعالمين نذيرًا صعد على جبل الصفا ليخطب في الناس فقال لهم ( أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم؛ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا) ، فهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صادقًا أمينًا لا يكذبه أحد، إلا أن بعضهم من آمن به، رغم أن جميعهم يعلمون بصدقه.