اللغة الصينية في السعودية اتفقت السعودية والصين، في شهر فبراير 2020 على وضع خطة لإدراج اللغة الصینیة في جمیع مراحل التعلیم العام والتعلیم الجامعي في المملكة العربية السعودية، في خطوة تدعم سعي البلدين لتعزيز علاقاتهما على كافة المستويات. وجاء الإعلان عن الاتفاق يومها بالتزامن مع زيارة قام بها ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، إلى دولة الصين، وهي خطوة قوبلت بترحيب واسع بين السعوديين بالنظر لقوة الصين الاقتصادية وشراكتها الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية.
منذ إعلان وضع خطة لإقرار اللغة الصينية في المنهج السعودي، وصلني عدد من الاستفسارات عن أفضل طريقة لتعلم اللغة الصينية، وعن اللغة الصينية، وعن تجربتي الشخصية في تعلمها، فقررت أن أكتب هذا المقال، وأسرد فيه تجربتي في تعلم اللغة الصينية والدروس التي تعلمتها من هذه التجربة، والتي بدأت فصولها في بداية عام 2014، عندما كنت أخطط وأنا ما زلت على رأس العمل في الشركة السعودية للكهرباء لأن أسافر إلى الصين للدراسة في إحدى جامعاتها. لذلك قررت أن أبدأ في تعلم اللغة الصينية وأنا ما زلت في السعودية. اشتريت كتبًا واشتركت في أحد مواقع تعلم اللغة الصينية عبر الإنترنت، وتعلمت أول كلمة " وتعني مرحبا وتنطق «ني هاو» أو «ني خاو». كنت أشعر بحماس كبير وأنا أتعلمها وأرددها صوتيا، وشعرت أنني أتقنتها، ولكن تبددت فرحتي وخابت آمالي في أول لقاء لي مع صيني وجدته بالصدفة في أحد أسواق التجزئة في جدة، حيث بادرته بقول «ني هاو»، ولكنه لم يلتفت لي.
أعلنت المملكة العربية السعودية عن وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في كلاً من المدارس والجامعات السعودية. وسوف تمول الصين جزءا من برنامج تدريس اللغة الصينية مما سيوفر 50 ألف وظيفة للسعوديين الذين يدرسون اللغة الصينية. ويهدف برنامج تدريس اللغة الصينية في المناهج السعودية إلى عدة أهداف كبرى منها تحقيق مزيد من تعزيز العلاقات والتعاون بين السعودية والصين، وتعميق الشراكة الاستراتيجية على المستويات والأصعدة كافة، وتحقيق شراكة استراتيجية شاملة ترتقي لتطلعات القيادتين السعودية والصينية، واستثمار الفرص الواعدة بين البلدين. كما أن إدراج اللغة الصينية من شانه أن يعزز التنوع الثقافي للطلاب في السعودية، ويسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد رؤية 2030. كما يمثل إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية خطوة مهمة باتجاه فتح آفاق دراسية جديدة أمام طلاب المراحل التعليمية المختلفة بالمملكة، فتعلم اللغة الصينية يعد جسراً بين الشعبين سيسهم في زيادة الروابط التجارية والثقافية. جاء الإعلان عن تدريس اللغة الصينية في المناهج السعودي خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الصين ضمن جولته الآسيوية، التي شملت كل من باكستان والهند.
وكان يفترض أن يتم البدء بتدريس المقررات بالفصل الدراسي الثاني الذي بدأ مؤخرا، لكن الحفاوة الرسمية والإعلامية التي صحبها الإعلان عن القرار لم تشهدها البداية الهادئة للفصل الدراسي، وسط تساؤلات عن وجود مناهج الفلسفة والقانون التي أعلن عن إدخالها. وتأتي هذه التغيرات بالمناهج الدراسية ضمن رؤية السعودية 2030 التي أعلنها ولي العهد محمد بن سلمان وتتضمن تغيرات عميقة بالثقافة والاقتصاد والمجتمع بما في ذلك إنشاء الهيئة العامة للترفيه بهدف إنشاء شراكات عالمية بالقطاع مع منتجي السينما والفنون والدراما والتنسيق لإدخالها وعرضها بالمملكة. تغيرات مناهج التعليم وشهدت الفترة الأخيرة تغييرات في مناهج التعليم، وفي حوار سابق قال بن سلمان -لبرنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي أس"- إن "النظام التعليمي المتشدد سببه التيارات الإسلامية التي اختطفت الدولة، وسيتم تعديله قريباً". وتعرض معلمون بالكثير من المدارس والجامعات في المملكة لحملة إقصاء واسعة وإيقاف عن العمل بدعوى ارتباطهم بتيارات إسلامية متشددة. وأثارت انتقادات أميركية للمناهج السعودية عملية تغيير واسعة، واتهم ولي العهد جماعة الإخوان المسلمين باختطاف المناهج التعليمية بالمملكة، معتبرا أن السعودية كانت دولة حضارية قبل عام 1979 وخالية من الإسلاميين في إشارة لتيار الصحوة السعودي.